أحاديث عن حب الدنيا

حب الدنيا . أحاديث عن حب الدنيا . حب الدنيا في القرآن الكريم . المراجع حب الدنيا إن الحياة الدنيا بمثابة محطة عبور للآخرة، ونجد الكثير من الناس من ينشغل

جدول المحتويات

حب الدنيا: رحلة في عالم الزهد والرغبة

الحياة الدنيا تُشبه محطة عبور نحو دار البقاء، ومُرور عابر في رحلة أبدية. العديد من النفوس تُغرقها شهواتها ومغريات الدنيا، تاركةً وراءها ذكر الله ووعوده.
ومع ذلك، فغنى الجنة يفوق نعيم الدنيا بمراحل. يُشير ابن عباس -رضي الله عنه- إلى أن “ليس في الجنة شيء يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء، وأما الذوات فمتباينة”، فإِذاً، لِمَ نُفضل الحياة الفانية على الأبدية؟

يتمثل علاج حب الدنيا في استحضار ذكر الجنة ونعمها. فمن يتطلع إليها ويتخذ من الدنيا زاداً لها، سينعم بنفسها، بينما يُؤدي الانغماس في شهواتها إلى ضياعها وضياع الآخرة.

الأحاديث النبوية الشريفة: دروس في الزهد والرغبة

تُقدم لنا الأحاديث النبوية الشريفة درسًا عميقًا في قيمة الدنيا والآخرة، مُشيرةً إلى أهمية التوازن بين رغبات الدنيا وخير الآخرة.

  • روى أبو هريرة – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “(خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الدُّنْيَا ولَمْ يَشْبَعْ مِن خُبْزِ الشَّعِيرِ).[٤]
  • روى أنس بن مالك – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “(لَمْ يَأْكُلِ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى خِوَانٍ حتَّى مَاتَ، وما أكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حتَّى مَاتَ).[٥]
  • روى النعمان بن بشير – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “(لقد رأيتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وما يجدُ منَ الدَّقلِ ما يملأُ بِهِ بطنَهُ).[٦]
  • روى سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “(وَاللَّهِ إنِّي لأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ العَرَبِ، رَمَى بسَهْمٍ في سَبيلِ اللهِ، وَلقَدْ كُنَّا نَغْزُو مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ما لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إلَّا وَرَقُ الحُبْلَةِ وَهذا السَّمُرُ، حتَّى إنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كما تَضَعُ الشَّاةُ).[٧]

تُظهر هذه الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاش حياةً بسيطةً، مُتواضعًا في احتياجاته، مُركّزًا على عبادة الله وهداية الناس. وهذا يُذكّرنا بأن السعادة الحقيقية تكمن في الرضا واليقين بالله، لا في متع الدنيا المحدودة.

أحاديثٌ نبويةٌ تُنير طريق الرضا

لا يُمكننا تجاهل أن الشخص الذي تُقدّم له الآخرة على الدنيا، سيَشعر بالرضا والسكينة في قلبه، وسيَتَحقق له غناه وحُبه للآخرين.

  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “(مَن كانتْ نيتُه طلبَ الآخِرَةِ؛ جعل الله غِناه في قلبِه، وجَمَع له شملَه، وأتَتْه الدنيا وهي راغِمةٌ، ومَنْ كانت نيتُه طَلَبَ الدنيا؛ جعل اللهُ الفقرَ بين عينيه، وشَتَّتَ عليه أمرَه، ولا يأتِيه مِنها إلا ما كُتِبَ له).[٨]
  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “(الذَّهَبُ والفِضَّةُ، والحَرِيرُ والدِّيبَاجُ، هي لهمْ في الدُّنْيَا، ولَكُمْ في الآخِرَةِ).[٩]

تُبيّن هذه الأحاديث أن حب الدنيا يُؤدي إلى الفقر والشقاء في القلب والعقل، بينما التطلع إلى الآخرة يُغني الروح ويَمنح الهدوء والسكينة.

القرآن الكريم: مرشدٌ لِمَحبة الآخرة

يُحذر القرآن الكريم من حب الدنيا واستغراقها، مُذكّرًا بأنها عابرة وَتَفْنى سرعان ما، بينما الآخرة أبدية وَخير لِمَن اتقَى الله.

  • قال تعالى: “(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).[١١]
  • قال تعالى: “(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ).[١٢]
  • قال تعالى: “(الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ).[١٣]
  • قال تعالى: “(فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا).[١٤]
  • قال تعالى: “(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).[١٥]
  • قال تعالى: “(وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ).[١٦]
  • قال تعالى: “(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ).[١٧]
  • قال تعالى: “(إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ).[١٨]
  • قال تعالى: “(زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ۘ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).[١٩]
  • قال تعالى: “(أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).[٢٠]
  • قال تعالى: “(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ).[٢١]

يُؤكد القرآن الكريم على أن حب الدنيا يُؤدي إلى ضياع الآخرة وَالضلال ، بينما التقوى وَطاعة الله هي طريق السعادة وَالخير في الحياة وَالآخرة.

المراجع

  • [١] “علاج حب الدنيا بنعيم الآخرة”،www.almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2019. بتصرّف.
  • [٢] الشيخ خالد أبا الخيل (17-9-2015)،”أحاديث مختارة تزهد في الدنيا وترغب في الآخرة”،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2019.
  • [٣] “(الدنيا) في أحاديثه صلى الله عليه وسلم (2)”،www.ar.islamway.net، 3-4-2018، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2019.
  • [٤] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5414، صحيح.
  • [٥] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6450، صحيح.
  • [٦] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 2977، صحيح.
  • [٧] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 2966، صحيح.
  • [٨] رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5250، صحيح بمجموع طرقه.
  • [٩] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 5831، صحيح.
  • [١٠] عبد الستار المرسومي (8-2-2015)،”حب الدنيا في القرآن الكريم”،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2019.
  • [١١] سورة آل عمران، آية: 185.
  • [١٢] سورة الأنعام، آية: 32.
  • [١٣] سورة إبراهيم، آية: 3.
  • [١٤] سورة النجم، آية: 29.
  • [١٥] سورة يونس، آية: 24.
  • [١٦] سورة الأنعام، آية: 69.
  • [١٧] سورة التوبة، آية: 38.
  • [١٨] سورة يونس، آية: 7.
  • [١٩] سورة البقرة، آية: 212.
  • [٢٠] سورة فاطر، آية: 8.
  • [٢١] سورة الأنعام، آية: 130.
Total
0
Shares
المقال السابق

أحاديث عن تزكية النفس

المقال التالي

أحاديث عن حب الله

مقالات مشابهة

إسهامات عظيمة: دور العلماء المسلمين في تقدم العلوم

اكتشافات وإبداعات العلماء المسلمين في مختلف المجالات العلمية، من الطب إلى الفلك والكيمياء والرياضيات، أثرت على العالم بشكل كبير. تعرف على مساهماتهم التي شكلت تاريخ العلوم.
إقرأ المزيد