واجبات الأخوة الإسلامية: حقوق المسلم على أخيه

فهرس المحتويات

روابط الأخوة في الإسلام

حثّ الإسلام على الترابط والتآلف بين المسلمين، مُحدّداً حقوقاً متبادلة تُرسّخ هذه الروابط. إنّ أداء هذه الحقوق يُعتبر من أهمّ مظاهر الإيمان، ويُؤتي ثماراً طيبة في الدنيا والآخرة. فالله -سبحانه وتعالى- أمرنا بالتعاون على البر والتقوى، ونهانا عن التعاون على الإثم والعدوان.

أهمية رد السلام

يُعدّ ردّ السلام من السنن الإسلامية المُهمّة، وهو يُعبّر عن السلامة والأمان. وقد حثّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على ذلك بقوله: (حقّ المسلم على المسلم ستٌّ، قيل: ما هنّ يا رسول الله؟ قال: إذا لقيتَه فسَلّم عليه).[٤]

إنّ ردّ السلام يُنمّي المحبة والتراحم بين المسلمين، ويُزرع روح الألفة والوئام في المجتمع.

زيارة المريض: واجب إنساني

من حقوق المسلم على أخيه زيارة المريض، وتفقّده، ومساعدته، وتقديم الدعم المعنوي والمادي له. وقد جاء في الحديث الشريف: (حقّ المسلم على المسلم خمسٌ، منها: وعِيادةُ المريض).[٥]

زيارة المريض تُشعره بالاهتمام والرعاية، وتُخفّف من معاناته، وتُعتبر من الأعمال الصالحة التي ينال عليها المسلم الأجر والثواب.

التشميت: سنةٌ حسنة

من السنن المُستحبّة في الإسلام تشميت العاطس، أيّ الدعاء له بالرحمة عند عطسه وذكره للحمد لله. وقد ورد في الحديث الشريف: (ثلاثٌ كلّهنّ حقّ على كلّ مسلمٍ، منها: وتشميتُ العاطس إذا حمِدَ الله -عزّ وجلّ-).[٨]

هذا الفعل البسيط يُعبّر عن التراحم والتكاتف بين المسلمين، وهو يُعتبر من مظاهر الأخوّة الإسلامية.

إجابة الدعوات: رمزٌ للترابط

من حقوق المسلم على أخيه إجابة دعوته، سواءً كانت دعوة لوليمة أو طعام. قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (وإذا دعاك فأجبه).[٤]

إنّ إجابة الدعوات تُقوّي روابط الأخوّة، وتُعبّر عن المشاركة والتعاون بين المسلمين.

مشاركة الجنائز: واجب ديني واجتماعي

من حقوق المسلم على أخيه المُسلم مشاركته في جنازته، والصلاة عليه، والدعاء له بالمغفرة والرحمة. وقد جاء في الحديث الشريف: (حقّ المسلم على المسلم خمسٌ، منها: واتّباعُ الجنائز).[٥]

مشاركة الجنائز تُعتبر من الأعمال الصالحة، وتُظهر التضامن والتراحم بين أفراد المجتمع الإسلامي.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ركنٌ من أركان الإسلام

يُعتبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركناً أساسياً في الإسلام، وهو من حقوق المسلم على أخيه. قال الله -تعالى-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).[١٢]

إنّ هذا الواجب يُسهم في بناء مجتمع إسلامي قويّ ومتماسك، قائم على الأخلاق والفضائل.

نصرة الأخ المسلم

من أهمّ حقوق المسلم على أخيه نصره، سواءً كان مظلوماً أو ظالماً. قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا).[١٤]

نصرة المظلوم واجبة، ونصيحة الظالم واجبة أيضاً، وذلك من أجل إصلاح حاله، وإقامة العدل والإنصاف.

إبراء القسم: تعزيز الترابط

يستحبّ للمسلم أن يُبرّ قسم أخيه إذا حلف عليه بما هو مباح، وذلك تعزيزاً للترابط، وتجنباً لكفارة اليمين. يُعدّ هذا من مظاهر التراحم والمودة بين المسلمين.