نبذة عن حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

دراسة حول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: نشأته، طلبه للعلم، دعوته الإصلاحية، وعقيدته. نظرة شاملة على أحد أبرز مجددي الدين الإسلامي.

مقدمة

الشيخ محمد بن عبد الوهاب شخصية بارزة في تاريخ الإسلام، يُعتبر من المجددين الذين سعوا إلى تنقية الدين وإعادته إلى أصوله. نشأ في بيئة علمية ساهمت في تكوينه الفكري والديني. لقد دعا إلى التوحيد الخالص ونبذ البدع والخرافات التي انتشرت في عصره. ولد في العيينة بمنطقة نجد عام 1115 هـ في أسرة عُرفت بالعلم والأدب. كان جده سليمان بن علي بن مشرف من كبار علماء الجزيرة العربية، ووالده كان عالمًا وقاضيًا مرموقًا تولى القضاء في عدة مناطق. كما كان عمه الشيخ إبراهيم بن سليمان من علماء المنطقة.

أصله ونسبه

هو محمد بن عبد الوهّاب بن سليمان بن علي بن محمد بن تميم التميمي. ينتسب إلى المشارفه آل مشرف من المعاضيد، وهم من فخذ آل زاخر من قبيلة الوهبه. يُعرف بالمشرفيّ نسبةً إلى جده مشرف وأسرته آل مشرف، ويُقال له الوهيبيّ نسبةً إلى جده وهيب. والدته هي ابنة محمد بن عزاز المشرفي الوهيبي التميمي.

تحصيله العلمي وثقافته

أتمّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب حفظ القرآن الكريم قبل بلوغه العاشرة من عمره، كما درس الفقه. تذكر المصادر التاريخية أنه كان يتمتع بذكاء وفطنة وقوة حفظ عالية، وكان محباً للقراءة والمطالعة في كتب التفسير والحديث. وقد ذكر والده أنه كان يستفيد منه في بعض الأحكام. سافر إلى مكة والمدينة المنورة لطلب العلم من كبار العلماء والمشايخ، والتقى بالعديد من علماء الشريعة والفقه. درس على يد الشيخ عبد الله بن سيف والشيخ محمد حياة السندي، وتلقى عنهم العلوم والآداب. ثم انتقل إلى الأحساء وتتلمذ على شيوخها، وزار العراق، وبالتحديد البصرة والكوفة، حيث اطلع على علوم التصوف والفلسفة والاستشراق. أنكر على بعض العلماء علومهم التي تتعارض مع تعاليم الإسلام، وبدأ بالدعوة إلى العودة إلى الإسلام كما فهمه وطبقه المسلمون الأوائل.

معتقداته

دعا الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى عقيدة التوحيد الخالص، وهدف دعوته إلى إعادة الناس إلى تطبيق التوحيد الحقيقي ونبذ جميع أنواع الشرك التي انتشرت في ذلك العصر، مثل التعبد بالقبور، والتعامل بالسحر، والتقرب إلى الأصنام والأشخاص، والبناء على القبور، وهي أمور تتنافى مع الدين الإسلامي. ويقول في الإيمان: أنه قول وفعل يزيد بالطاعة وينقص بالمعاصي كما هو معروف بالعقيدة. وقد انتشرت أفكاره في نجد والمناطق المجاورة، وواجه المنتقدين بثبات وقوة.

يؤكد الشيخ محمد بن عبد الوهاب على أهمية التوحيد الخالص لله تعالى، مستنداً إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. ومن الأدلة التي استند إليها في دعوته قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ (سورة الجن: 18). هذا التأكيد على التوحيد كان جوهر دعوته الإصلاحية.

كما استدل بالعديد من الأحاديث النبوية التي تحذر من الشرك بجميع أنواعه، وتدعو إلى إفراد الله بالعبادة. منها ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من مات وهو يدعو من دون الله ندًا دخل النار”. هذا الحديث يوضح خطورة الشرك وأثره على مصير الإنسان.

تتميز دعوته بالتركيز على تطهير العقيدة من الشوائب والبدع، والعودة إلى الفهم الصحيح للدين كما كان عليه الصحابة والتابعون. ولقد لاقت دعوته معارضة شديدة من بعض العلماء في ذلك الوقت، ولكنه استمر في دعوته وإصلاحه، حتى انتشرت أفكاره في مناطق واسعة من الجزيرة العربية وخارجها.

ويمكن تلخيص عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في النقاط التالية:

  • التوحيد: إفراد الله بالعبادة وعدم الشرك به في أي شيء.
  • السنة: اتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال.
  • البراءة من الشرك وأهله: الابتعاد عن كل ما يخالف التوحيد والسنة.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نبذة عن الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله

المقال التالي

نبذة عن حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي

مقالات مشابهة