مقدمة
تعتبر الصحابيات الجليلات قدوة حسنة لكل مسلمة، لما لهن من دور عظيم في نشر الإسلام وتعليم تعاليمه، ومن بين هؤلاء الصحابيات، تبرز شخصية حمنة بنت جحش -رضي الله عنها- كإحدى رواة الحديث النبوي الشريف، والتي تركت بصمة واضحة في تاريخ الإسلام.
روايات السيدة حمنة بنت جحش الحديثية
تُعدّ حمنة بنت جحش -رضي الله عنها- من الصحابيات اللاتي نقلن لنا أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. اهتم علماء الحديث بجمع رواياتها وتدوينها في مصنفات خاصة. وقد أورد العلماء ذكرها في كتبهم عند الحديث عن نساء المدينة اللاتي روين الحديث عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-. وكان ابنها عمران بن طلحة يروي عنها الأحاديث التي سمعها منها. ومن أشهر الأحاديث التي نقلتها، حديث الاستحاضة، فعن عمران بن طلحة عن أمه حمنة بنت جحش قالت:
“كنتُ أُستحاضُ حيضةً كثيرةً شديدةً، فأتَيْتُ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أستفتِيهِ وأُخْبِرُهُ، فوجدتُّهُ في بيتِ أختي زينبَ بنتِ جَحْشٍ فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إِنَّي أُستحاضُ حيضَةً كبيرَةً شديدَةً، فما تَأْمُرُنِي فيها، قدْ منَعَتْنِي الصيامَ والصلاةَ.”
أصل ونسب السيدة حمنة بنت جحش
هي حمنة بنت جحش بن رياب الأسدية. وهي من أوائل من أسلم من النساء وهاجرن إلى المدينة المنورة. تكنى بأم حبيبة. وهي شقيقة أم المؤمنين زينب بنت جحش -رضي الله عنها- زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وإخوتها هم من خيرة الصحابة، منهم عبد الله بن جحش وعبيد بن جحش. أما أمها فهي أميمة بنت عبد المطلب عمة الرسول -عليه الصلاة والسلام-. تعتبر من الصحابيات اللاتي شاركن في غزوة أحد، حيث قامت بسقاية الجرحى ومداواتهم.
أزواج السيدة حمنة وذريتها
تزوجت حمنة بنت جحش -رضي الله عنها- من الصحابي الجليل مصعب بن عمير -رضي الله عنه-، ولم تنجب منه أولادًا. استشهد مصعب بن عمير في غزوة أحد، وبعد استشهاده تزوجت من طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه-، وأنجبت منه ولدين هما: محمد وعمران.
صور من حياة السيدة حمنة بنت جحش
تُذكر حمنة بنت جحش -رضي الله عنها- في كتب السيرة في عدة مواقف، منها:
- أنها كانت تضع حبلًا بين ساريتين في المسجد، وعندما سُئل النبي -عليه السلام- عن سبب ذلك، قيل له إنها حمنة -رضي الله عنها- تربط الحبل لتستند إليه إذا شعرت بالتعب أثناء صلاتها.
- كما ورد ذكرها في كتب الفقه والطهارة، حيث كانت تسأل النبي -عليه السلام- عن أحكام الحيض والاستحاضة.
- كانت ممن شاركن في غزوة أحد، حيث كانت تقوم بمداواة الجرحى وسقيهم الماء.
المصادر
- جمال الدين المزي (1983)،تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف(الطبعة 2)، صفحة 70، جزء 13. بتصرّف.
- محمود خليل (1997)،موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله(الطبعة 1)، صفحة 254، جزء 4. بتصرّف.
- رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن حمنة بنت جحش، الصفحة أو الرقم:128، حسن صحيح.
- ابن الأثير (1994)،أسد الغابة(الطبعة 1)، صفحة 71، جزء 7. بتصرّف.
- اسماعيل بن كثير (2011)،التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل(الطبعة 1)، اليمن:مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية، صفحة 229، جزء 4. بتصرّف.
- تقي الدين المقريزي (1999)،إمتاع الأسماع(الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العمية، صفحة 155، جزء 6. بتصرّف.
- ابن الأثير أبو السعادات،جامع الأصول، صفحة 327، جزء 12. بتصرّف.
- الخطيب البغدادي (1997)،الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة(الطبعة 3)، القاهرة:مكتبة الخانجي، صفحة 411، جزء 6. بتصرّف.