غزوة أحد: الدروس والعبر المستفادة

تُعد غزوة أحد حدثاً مفصلياً في تاريخ الإسلام، حيث تُقدم العديد من الدروس والعبر المستفادة. تُناقش هذه المقالة أسباب غزوة أحد ، أحداثها ، استشهاد حمزة بن عبد المطلب، وأبرز العبر المستفادة من تلك المعركة الهامة.

جدول المحتويات

أسباب غزوة أحد

كانت هزيمة قريش في غزوة بدر نكسة كبيرة لهم. أُصيبت قلوبهم بالحقد والكراهية، وأصبحت رغبتهم بالانتقام قوية. جهزت قريش جيشًا ضخمًا، تجاوز عدده ثلاثة آلاف مقاتل، وعيّنت أبو سفيان قائداً لهم. كان الهدف الأساسي من غزوة أحد هو الثأر لقتلاهم في بدر، واستعادة مكانتهم بين العرب. هدف آخر لغزو المدينة المنورة كان تأمين طريق التجارة بين مكة والشام.

أحداث غزوة أحد

وقعت معركة أحد في اليوم السابع من شهر شوال في السنة الثالثة للهجرة، أي سنة ستمئة وخمس وعشرين ميلاديًا. حشدت قريش جيشها، الذي ضمّ أفرادًا من بني كنانة، والأحباش، وثقيف، واتجهوا إلى المدينة المنورة للانتقام من المسلمين. أبلغ عم النبي – صلى الله عليه وسلم – ، العباس بن عبد المطلب، المسلمين بنبأ قدوم قريش. حشد المسلمون جيشًا لملاقاة المشركين.

اختلف رأي الصحابة حول مواجهة جيش قريش داخل المدينة أو خارجها. رأى الأنصار ضرورة البقاء في المدينة لحمايتها، بينما رأى حمزة بن عبد المطلب وبعض المهاجرين الضرورة للخروج لمواجهة الكفار خارج المدينة.

أقرّ النبي – صلى الله عليه وسلم – بالخروج من المدينة و التمركز في موقع يُمكنهم من حماية المدينة، حيث كان جبل أحد خلفهم. كلف النبي خمسين راميًا بالبقاء على جبل مناة لحماية ظهور المسلمين.

أظهر المسلمون شجاعة في بداية المعركة، و أثخنوا في جيش قريش بالجراح. لكنّهم أُصيبوا بالتعجُّل و ظنّوا انتهاء المعركة.
انزلقت قلوب العديد من الرّماة من على الجبل لجمع الغنائم. استغلّ المشركون الفرصة، ونقضوا على المسلمين بقيادة خالد بن الوليد.
تعرض النبي – صلى الله عليه وسلم – للهجوم من بعض المشركين، فأُصيب في رأسه و كسرت ثنيّته.
انتشرت شائعة مقتل النبي – صلى الله عليه وسلم -، فزاد ذلك المسلمين غمًا على غمّهم.

أسفرت معركة أحد عن استشهاد حوالي سبعين مقاتلًا من المسلمين. كان من بينهم عم الرسول – صلى الله عليه وسلم – ، حمزة بن عبد المطلب، و بعض أصحاب الألوية من الصفوة الكرام.

استشهاد حمزة ابن عبد المطلب

اشتد القتال في معركة أحد. توجه عبدٌ أسمه وحشي، بتحريض من هند بنت عتبة، لقتل حمزة بن عبد المطلب، انتقامًا لعمها وأخيها اللذين قتلا في غزوة بدر على يد حمزة.
تربص وحشي لحمزة، و أطلق حربته مصيبًا إياه في مقتله.
و في ذروة القتال، توجهت هند مع وحشي إلى جثمان حمزة، و شقت صدره و أكلت كبده انتقامًا منه.
حزن النبي – صلى الله عليه وسلم – حزنًا شديدًا عندما علم باستشهاد عمّه، و لقّبه بعد ذلك بـ”سيد الشهداء”.

أبرز العبر المستفادة من غزوة أحد

تُعد غزوة أحد حدثاً مفصلياً في تاريخ الإسلام، و تُقدم العديد من الدروس والعبر المستفادة، و منها:

  • تُظهر الشدة المعادن الحقيقية للأشخاص، و تميّز بين المنافقين منهم و الصادقين.
  • الالتزام بأوامر القائد و عدم كسرها و تجاوزها بأي حال من الأحوال ، منعًا لما قد حصل مع الرماة حين ظنّوا أنّهم قد نصروا، و تركوا مواقعهم لجلب الغنائم.
  • بيان أهمية التثبت من الأخبار، و عدم التأثر بالإشاعات الخطيرة التي أدت إلى زعزعة ثبات المسلمين عندما ظنّوا، و استمعوا إلى إشاعة قتله – صلى الله عليه وسلم -.
  • التحذير من ربط الدين بالأشخاص و الثبات بوجود أحد، حيث أن إشاعة الرسول بينت ربط المسلمين لثباتهم و قتالهم بوجود الرسول، و وضوح ضعفهم عندما ظنّوا استشهاده.
  • التحذير من الهزيمة النفسية التي تُعد أشد وطأة و فتكًا بالأنفس من الهزيمة المادية.

المراجع

  • صالح عبد الواحد، كتاب سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام، صفحة 348، بتصرّف.
  • محمد السلمي، كتاب صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر، صفحة 207-209، بتصرّف.
  • محمد هيكل، كتاب حياة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 190، بتصرّف.
  • محمد السلمي، كتاب صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر، صفحة 210-213، بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

غزوات الرسول – دراسة تاريخية

المقال التالي

غزوة الأحزاب: معركة الخندق وتأثيرها على مسيرة الإسلام

مقالات مشابهة