جدول المحتويات
الرأي الشرعي في حلق شعر المُضحي
تباينت آراء العلماء والفقهاء في حكم إزالة الشعر بالنسبة للشخص الذي ينوي التضحية. يرى جمهور الفقهاء، بمن فيهم المالكيّة والشافعية، وأحد الآراء عند الحنابلة، أن حلق الشعر لمن يعتزم تقديم الأضحية بعد رؤية هلال شهر ذي الحجة هو أمر مكروه. يستندون في ذلك إلى قول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-:
“(إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ)”
وقد فسروا هذا الحديث على أنه يحمل معنى الكراهة وليس التحريم. ويرون أنه إذا حلق المضحي شعره قبل ذبح الأضحية، فإن ذلك لا يؤثر على صحة الأضحية. بينما ذهب بعض الحنابلة وعدد من العلماء، مثل ابن حزم، إلى تحريم ذلك، معتبرين النهي في الحديث دلالة على التحريم. أما بالنسبة للمذهب الحنفي، فيرى أن حلق الشعر مباح ولا يوجد فيه حرمة أو كراهة.
أما عن سبب النهي عن حلق الشعر للمضحي، فقد قيل إن الهدف منه هو الحفاظ على كافة أجزاء الجسم حتى يتم العتق من النار، وقيل أيضاً: لإعطاء المضحي فرصة لمشاركة الحجاج في بعض مناسكهم.
حكم حلق الشعر نسياناً للمُضحي
من المستحب للشخص الذي يريد أن يضحي أن يمتنع عن إزالة شعره خلال العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وأن لا يقص منه أي شيء عن قصد. ولكن، إذا فعل ذلك نسياناً، فلا يعتبر ذلك مخالفة شرعية. يستند هذا الرأي إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“(إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ، والنسيانَ، وما اسْتُكرِهوا عليه)”
وبالتالي، فإن النسيان يعتبر عذراً شرعياً.
الرأي الشرعي في تقصير شعر المُضحي
يُكره للشخص الذي ينوي تقديم الأضحية أن يقوم بتقصير شعره خلال العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وذلك حتى يتم ذبح الأضحية. وهذا الحكم يشمل كل من يعتزم التضحية، سواء كان رجلاً أو امرأة. ويستند هذا الحكم إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“(إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ)”
وهذا هو رأي جمهور الفقهاء في هذه المسألة.
توقيت حلق الشعر للمُضحي
يستمر الشخص الذي يرغب في التضحية في الامتناع عن حلق أو تقصير شعره بعد رؤية هلال شهر ذي الحجة حتى يقوم بذبح أضحيته في يوم العيد أو خلال أيام التشريق. وبعد ذبح الأضحية، يجوز له الحلق. ويدعم هذا الرأي قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“(مَن كان عِندَه ذبْحٌ يُريدُ أن يذبَحَه فرأى هلالَ ذي الحِجَّةِ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعْرِه، ولا مِن أظفارِه، حتى يضَحِّيَ)”
حكم حلق اللحية للمُضحي
إن النهي الذي ورد بشأن الامتناع عن إزالة الشعر لمن يعتزم التضحية يشمل شعر الجسم بأكمله، سواء كان شعر الرأس أو اللحية أو الإبط أو العانة. وذلك لأن النص الحديث جاء بصيغة عامة. فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“(مَن كان عِندَه ذبْحٌ يُريدُ أن يذبَحَه فرأى هلالَ ذي الحِجَّةِ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعْرِه، ولا مِن أظفارِه، حتى يضَحِّيَ)”
المراجع
- صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، حديث رقم 1977.
- كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، الجزء المتعلق بالأضحية.
- دائرة الإفتاء العام الأردنية، فتوى حول حكم قص الشعر والظفر لمريد التضحية.
- صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس، حديث رقم 1836.
- موقع الإسلام سؤال وجواب، فتوى حول حكم حلق الشعر بعد نية الأضحية ودخول العشر.
- موقع الإسلام سؤال وجواب، باب الأضحية.
- موقع الإسلام سؤال وجواب، فتوى حول وقت ذبح الأضحية.
- كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، الجزء المتعلق بالأضحية.