شرح سورة الصف للصغار

شرح مبسط لسورة الصف للأطفال. أبرز أهداف السورة، معاني الكلمات، أهم القضايا التي تتناولها، وتفسير موجز لآياتها الكريمة.

مدخل إلى سورة الصف

سورة الصف هي إحدى سور القرآن الكريم، وتتميز بأسلوبها البليغ وتوجيهاتها القيمة. تتضمن السورة مجموعة من الدروس والعبر التي تهم المسلمين جميعاً، خاصةً الأطفال، لأنها تقدم لهم تعاليم الإسلام بطريقة سهلة وميسرة. هذه السورة القصيرة مليئة بالحكمة والتوجيهات التي تساعد المسلمين على فهم دينهم بشكل أفضل.

الغايات المحورية لسورة الصف

تشتمل سورة الصف على العديد من الأهداف الأساسية، ومن أهمها:

  • التأكيد على أهمية الوفاء بالوعود والعهود، وعدم الإخلال بها.
  • الإشارة إلى فضل وأجر من يثبت على الدين الإسلامي الصحيح.
  • التحذير من إيذاء النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بأي شكل من الأشكال.
  • بيان عظيم ثواب المجاهدين والملتزمين بالإيمان، وأن جزاءهم هو الفوز بالجنة ونعيمها.

توضيح معاني بعض المفردات في سورة الصف

فيما يلي شرح لأهم معاني الكلمات التي وردت في سورة الصف:

  • سبح لله: تنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله وعظمته.
  • كبر مقتاً: أي أن شأن ذلك عظيم عند الله.
  • مرصوص: المتراص الذي لا يوجد فيه أي فراغ.
  • زاغوا: مالوا وانحرفوا عن طريق الحق.
  • أزاغ: صرف وأبعد.
  • البينات: الآيات والدلائل الواضحة.
  • افترى: اختلق وادعى كذباً.
  • ليظهره: ليعلي شأنه ويوضحه للناس.
  • الحواريين: هم الأصفياء والمخلصون من أتباع عيسى -عليه السلام-.

المحاور الأساسية في سورة الصف

تتطرق سورة الصف إلى عدة محاور رئيسية تهدف إلى ترسيخ قيم الإسلام وتعزيز فهم المسلمين لدينهم.

تأكيد تنزيه الله عن النقائص

تبدأ سورة الصف بتنزيه الله -سبحانه وتعالى- عن كل نقص وعيب، مثلها مثل العديد من سور القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ فجميع المخلوقات في السموات والأرض تسبح بحمد الله وتنزهه عن كل ما لا يليق به، وهو العزيز الذي لا يغلبه شيء، والحكيم في كل أفعاله وأقواله.

أهمية الوفاء بالعهود

تأتي الآية الثانية من سورة الصف لتحذر المؤمنين من أمر خطير، وهو عدم الوفاء بالقول، حيث يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ فهذه الآية تحذر كل مؤمن من أن يقول شيئاً ولا يفعله، لأن ذلك يعتبر علامة من علامات النفاق التي يجب على المسلم أن يتجنبها. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ﴿آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أَخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ﴾. وتؤكد الآية التالية على هذا الأمر، وتعتبره من الأمور التي يكرهها الله بشدة: ﴿كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾.

نزلت هذه الآية في قوم ادعوا أنهم لو علموا أحب الأعمال إلى الله لفعلوا، فلما نزلت تلك الأعمال لم يؤدوها فجاءت الآية تبين عظيم ذنب مثل تلك الأفعال والتصرفات.

الأعمال المحببة عند الله

يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- عن عمل يحبه ويرضاه لنا، وهو الجهاد في سبيله، والثبات فيه وعدم الفرار، وذلك في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾ فالله يحب المؤمنين الذين يقاتلون في سبيله صفاً واحداً، كالبنيان المرصوص الذي لا يوجد فيه أي خلل أو فراغ، وهذا دليل على الثبات والقوة.

معاناة النبي موسى مع قومه

تذكر سورة الصف كيف أن قوم موسى -عليه السلام- قد آذوه ولم يسمعوا لدعوته، بل كانوا يعصون أوامره ويطلبون منه رؤية الله. يقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ وهذا تحذير للناس من أن يفعلوا أي شيء يغضب الله ورسوله، ويبين أن القوم استحقوا أن يصرفوا عن طريق الحق بسبب أفعالهم.

رسالة النبي عيسى إلى بني إسرائيل

توضح السورة دعوة عيسى -عليه السلام- لبني إسرائيل، حيث قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ فقد جاء عيسى -عليه السلام- مصدقاً لما جاء في التوراة، ومبشراً برسول سيأتي من بعده اسمه أحمد، وهو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولكن القوم كذبوه وقالوا إنه ساحر.

عاقبة الكذب على الله

تبين السورة عظم ذنب من يكذب على الله وهو يدعى إلى الإسلام، ويرفض دعوة التوحيد الخالصة، حيث يقول تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ . فمن يفعل ذلك لن يوفقه الله وسيصرفه عن الحق.

مقاومة أهل الباطل لدعوة الحق

توضح آيات سورة الصف محاولات أهل الباطل في التصدى لدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- وإخماد نور الحق، ولكن الله متكفل بإتمام الدعوة وإظهارها، كما قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ .

سبل النجاة من النار والفوز بالجنة

تبين سورة الصف طريق النجاة من النار والفوز بالجنة، حيث يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ . وذلك بالإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيله بالنفس والمال، وهذا خير لنا وسبب لمغفرة الذنوب ودخول الجنة.

الاقتداء بأنصار النبي عيسى

تختتم سورة الصف بإرشاد المؤمنين إلى الاقتداء بمن نصر عيسى -عليه السلام- وهم الحواريون، حيث يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾ .

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فهم سورة الصف

المقال التالي

استبصارات في سورة الضحى

مقالات مشابهة