سمات اللغة في الفكر الفلسفي

استكشاف خصائص اللغة في الفلسفة: تعريف، أهمية، ووظائف أساسية.

مقدمة

تُعد اللغة جوهر التواصل الإنساني وأداة أساسية للتعبير عن الأفكار والمشاعر. وفي الفلسفة، تتجاوز اللغة كونها وسيلة للتواصل لتصبح محل تفكير وتحليل عميقين. يهدف هذا المقال إلى استكشاف السمات المميزة للغة في الفكر الفلسفي ووظائفها المتعددة.

السمات المميزة للغة في الفلسفة

تتميز اللغة في الفلسفة بعدة سمات أساسية تجعلها فريدة من نوعها:

الطابع التنظيمي للغة

تتميز اللغة بهيكلها التنظيمي الدقيق الذي يشمل القواعد والأنظمة والقوانين التي تسهل التواصل بين المتحدثين بها. هذا التنظيم يظهر في:

  • المستوى الصوتي: يشمل التغيرات الدقيقة في الأصوات.
  • المستوى الاشتقاقي: يتضمن الأوزان والأبنية التي تُصاغ وفقها المشتقات.
  • العلاقات بين الكلمات والتراكيب: تتضمن قوانين النحو مثل الحذف، الاشتقاق، الزيادة، التقديم والتأخير، والتطابق بين الصفة والموصوف والفعل والفاعل.

الطبيعة التجريدية للغة

للغة جانبان متكاملان: ذهني وإدراكي. الجانب الذهني يتعلق بتخزين المعلومات والمعاني والأحداث في الذهن بشكل مجرد. أما الجانب الإدراكي، فيتضمن إدراك هذه الأمور المختزنة وتحويلها إلى واقع محسوس.

الخاصية الإبداعية للغة

تعكس اللغة قدرة الإنسان على التعبير عن المواقف الحياتية المتجددة بطرق إبداعية. يمكن التعبير عن المعنى المراد توصيله للآخرين بصور تركيبية لا حصر لها. تتفاوت اللغات في إمكاناتها الإبداعية، فالإبداع اللغوي يعني قدرة المتكلم على إنتاج وفهم عدد لا نهائي من الجمل التي لم يسمعها من قبل. يتجلى هذا في:

  • استخدام تعابير متجددة غير مكررة.
  • اعتبار اللغة وسيلة فكرية تعبيرية ذاتية متحررة من الضوابط.
  • استخدام اللغة من قبل الجماعات يدل على تماسكها وملاءمتها لظروف المتكلم.

الطابع التطوري للغة

التطور هو أساس نمو أي لغة، ويظهر ذلك في تطور دلالات الألفاظ وتغيرها عبر الزمن.

البعد الاجتماعي للغة

اللغة هي نتاج اجتماعي تتوارثه الأجيال. الطفل يكتسب اللغة من خلال تفاعله مع الجماعات والمجتمع الذي يعيش فيه.

الازدواجية اللغوية

الأصوات المفردة في اللغة لا تحمل معنى بحد ذاتها، مثل الحروف (الكاف، الراء، الجيم). يجب أن تركب هذه الحروف مع بعضها لتتكون كلمات ذات معاني ودلالات.

الإنسانية في اللغة

تتميز اللغة الإنسان عن سائر الكائنات الحية الأخرى. وكما قال أرسطو: “الإنسان هو الوحيد الذي أوتي هبة الكلام بين جميع الأحياء الآثار”.

أدوار اللغة ووظائفها

تلعب اللغة أدوارًا حيوية وتؤدي وظائف متعددة في حياة الإنسان والمجتمع:

التعبير العاطفي

المشاعر الإنسانية جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان. يعبر الإنسان عن فرحه وغضبه وحبه وكرهه وتعجبه واستغاثته من خلال اللغة. كل لغة تبتكر أساليب لإبراز هذا المظهر الوجداني.

وظيفة البيان

تتجاوز هذه الوظيفة مجرد البلاغة لتشمل قدرة المتكلم على تحديد أفكاره بدقة، والاستدلال عليها، وترتيبها، وتسلسلها، والإيجاز غير المخل، والإطناب غير الممل، واستخدام الأساليب اللغوية المختلفة، والمواءمة بينها وبين ما يستدعيه من تنغيم أو رفع وخفض للصوت بما تقتضيه الدلالة، واختيار الألفاظ المناسبة، وابتكار المعاني وتوليد بعضها من بعض.

الدور الحضاري

اللغة هي الخزانة التي تحفظ للأمة حضارتها وإنتاجها الفكري على مر العصور. ملايين المخطوطات في مكتبات العالم دليل على عراقة اللغة التي استطاعت أن تحتفظ بهذا النتاج العلمي والفكري والأدبي.

التعبير الفكري

تعمل اللغة على نقل أفكار الإنسان وآرائه حول الحياة. تنقل اللغة الظواهر العلمية والمعرفية التي تنتجها الأمم. كل الكلام الذي نقوله هو في الأساس عبارة عن أفكار، ومن هنا يتم تقييم الأشخاص.

الوظيفة الاجتماعية

اللغة هي وسيلة التواصل بين البشر، وتعتمد على أربعة أركان:

  1. المرسل (المتكلم).
  2. المستقبل (المستمع).
  3. أداة الاستقبال.
  4. المادة المرسلة.

المراجع

عاطف عوض (2005)، مقدمة في اللسانيات (الطبعة 1)، عمان-الاردن : دار الرازي ، صفحة 1-324، جزء 1. بتصرّف.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

سمات وخصائص اللغة العربية

المقال التالي

استكشاف خصائص اللوغاريتمات وتطبيقاتها

مقالات مشابهة

استراتيجية البحث: المنهج الوصفي التحليلي المسحي

استكشاف المنهج الوصفي التحليلي المسحي: أدواته، أنواعه، وتطبيقاته في المجالات التربوية والاجتماعية والاقتصادية. تعرف على كيفية تحليل البيانات واستخلاص النتائج الهامة.
إقرأ المزيد