تاريخ الأدب العربي: رحلة عبر العصور
فهم تاريخ الأدب العربي
تاريخ الأدب العربي هو دراسة تطور الأدب العربي عبر العصور، ويشمل تحليل مختلف مراحل هذا الأدب، وأجناسه، والخصائص الفريدة التي تميز كل مرحلة. يشبه ذلك تتبع مسار نهر، حيث نلاحظ كيف تتغير مجراه، وتتغير طبيعة مياهه، وكيف تؤثر العوامل الخارجية على مجرى النهر.
يُمكن القول إنّ تاريخ الأدب العربي هو رحلة تُسلط الضوء على تطور اللغة العربية، والتغيرات الثقافية والمجتمعية التي شهدها العرب، وكيف انعكست هذه التغيرات على مفهومهم للفنون، وعلى أدبهم بشكل خاص. فكان العرب قديمًا يُدركون أهمية الأدب، ويُصنفون الشعراء إلى طبقات حسب مواهبهم وخصائصهم.
مراحل تطور الأدب العربي
يمرّ الأدب العربي بمراحل عديدة عبر تاريخه، ويمكن تقسيمها إلى عصور متميزة،
كلٌّ منها يحمل خصائصه الفريدة، وشعراءه المميزين، وتطوره الخاص.
الأدب في العصر الجاهلي
يشير “العصر الجاهلي” إلى الفترة التي سبقت ظهور الإسلام، والتي كانت
تُقدر بمائة وخمسين إلى مئتي عام، كما يشير الجاحظ في كتابه “الحيوان”.
كان الشعر في هذا العصر يشكل “ديوان العرب” حيث يُقرأ فيه كلّ شيء عنهم.
اهتم العرب بهذا الشعر اهتمامًا كبيرًا، وألفوا العديد من الكتب
حول هذه الحقبة. أول من قسّم أغراض الشعر في هذا العصر كان أبو تمام الطائي،
لكن تقسيمه لم يكن دقيقًا. قام قدامة بن جعفر بتقسيم دقيق لأغراض
الشعر الجاهلي إلى المديح والهجاء والنسيب والمراثي والوصف والتشبيه.
من أشهر شعراء هذا العصر:
- امرؤ القيس: “قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُها لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِهوَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلولَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُميَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ وَاِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ”
- عمرو بن كلثوم: “أَلا هُبّي بِصَحنِكِ فَاَصبَحيناوَلا تُبقي خُمورَ الأَندَرينامُشَعشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فيهاإِذا ما الماءُ خالَطَها سَخيناتَجورُ بِذي اللُبانَةِ عَن هَواهُإِذا ما ذاقَها حَتّى يَليناتَرى اللَحِزَ الشَحيحَ إِذا أُمِرَّتعَلَيهِ لِمالِهِ فيها مُهيناصَبَنتِ الكَأسَ عَنّا أُمَّ عَمرٍووَكانَ الكَأَسُ مَجراها اليَميناوَما شَرُّ الثَلاثَةِ أُمَّ عَمرٍوبِصاحِبِكِ الَّذي لا تَصبَحيناوَكَأسٍ قَد شَرِبتُ بِبَعلَبَكٍّوَأُخرى في دِمَشقَ وَقاصِريناوَإِنّا سَوفَ تُدرِكُنا المَنايامُقَدَّرَةً لَنا وَمُقَدَّرينا”
الأدب في صدر الإسلام والعصر الأموي
لعصر صدر الإسلام والعصر الأمويّ خصائص تميزهما. فبعد هجرة النبي
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، ظهر الأدب الإسلامي،
مُتأثرًا بالدين الجديد وبتغيرات اجتماعية هائلة.
أثر الإسلام بشكل كبير على الشعر العربي،
فأدخل مفردات جديدة في اللغة،
وأثر في قيم الشعراء وأخلاقهم،
مُضيفًا ابعادًا جديدة على شعرهم.
ظهرت في هذه الفترة شعراء يدافعون عن الدين الإسلامي،
ويُؤكدون على قيمه وأخلاقياته، من أهمهم: حسان بن ثابت
وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك.
انتهى عصر صدر الإسلام مع تنازل الحسن بن علي
عن الخلافة لِمعاوية بن أبي سفيان
سنة 41هـ (661م).
من أشهر أمثلة الشعر في عصر صدر الإسلام:
- قول حسان بن ثابت: “عَدِمنا خَيلَنا إِن لَم تَرَوهاتُثيرُ النَقعَ مَوعِدُها كَداءُيُبارينَ الأَسِنَّةِ مُصغِياتٍعَلى أَكتافِها الأَسَلُ الظِماءُتَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍتُلَطِّمُهُنَّ بِالخُمُرِ النِساءُفَإِمّا تُعرِضوا عَنّا اِعتَمَرناوَكانَ الفَتحُ وَاِنكَشَفَ الغِطاءُوَإِلّا فَاِصبِروا لِجَلادِ يَومٍيُعينُ اللَهُ فيهِ مَن يَشاءُوَقالَ اللَهُ قَد يَسَّرتُ جُندًاهُمُ الأَنصارُ عُرضَتُها اللِقاءُلَنا في كُلِّ يَومٍ مِن مَعَدٍّقِتالٌ أَو سِبابٌ أَو هِجاءُفَنُحكِمُ بِالقَوافي مَن هَجاناوَنَضرِبُ حينَ تَختَلِطُ الدِماءُ”
ويُمكن القول إنّ العصر الأموي كان عصرًا ذو تأثير سياسي
كبير على الأدب. برزت خلال هذه الفترة مُناحرات سياسية
بين الأسرة الأموية و المعارضين لها.
ظهرت أيضًا الأحزاب السياسية مثل الشيعة و الخوارج
والزبيريّين، و كان لكلّ حزبٍ شعراء يدافعون
عن أفكاره وتوجهاته.
من أمثلة الشعر في العصر الأموي:
- قول الكميت بن زيد الأسدي: “طَرِبتُ وما شَوقًا إلى البِيضِ أَطرَبُولاَ لَعِبًَا أذُو الشَّيبِ يَلعَبُولم يُلهِنِي دارٌ ولا رَسمُ مَنزِلٍولم يَتَطَرَّبنِي بَنانٌ مُخَضَّبُوَلاَ أنَا مِمَّن يَزجرُ الطَّيرُ هَمُّهُأصَاحَ غُرَابٌ أم تَعَرَّضَ ثَعلَبُولا السَّانِحَاتُ البَارِحَاتُ عَشِيَّةًأمَرَّ سَلِيمُ القَرنِ أم مَرَّ أَعضَبُوَلكِنْ إِلى أهلِ الفَضَائِلِ والنُّهَىوَخَيرِ بَنِي حَوَّاءَ والخَيرُ يُطلَبُإلى النَّفَرِ البيضِ الذِينَ بِحُبِّهمإلى الله فِيمَا نَابَنِي أتَقَرَّبُبَنِي هَاشِمٍ رَهطِ النَّبِيِّ فإنَّنِيبِهِم ولَهُم أَرضَى مِرَارًا وأغضَبُ”
- قول عبيد الله بن قيس الرقيات: “إِن تَعِش لا نَزَل بِخَيرٍ وَإِن تَهــلِك نَزُل مِثلَ ما يَزولُ العَماءُإِنَّما مُصعَبٌ شِهابٌ مِنَ الــلهِ تَجَلَّت عَن وَجهِهِ الظَلماءُمُلكُهُ مُلكُ قُوَّةٍ لَيسَ فيهِجَبَروتٌ وَلا بِهِ كِبرِياءُيَتَّقي اللَهَ في الأُمورِ وَقَد أَفــلَحَ مَن كانَ هَمَّهُ الإِتِّقاءُإِنَّ لِلَّهِ دَرَّ قَومٍ يُريدونَكَ بِالنَقصِ وَالشَقاءُ شَقاءُبَعدَما أَحرَزَ الإِلَهُ بِكَ الرَتــقَ وَهَرَّت كِلابَكَ الأَعداءُ”
الأدب في العصر العباسي
يشمل العصر العباسيّ الفترة التي بدأت مع نهاية العصر الأمويّ
و استيلاء العباسيين على الحكم سنة 132هـ
(750م).
كان لهذا العصر تأثير كبير على الأدب العربي،
فقد نشأ خلاله أدبٌ جديدٌ مُتأثرًا
بِالتغيرات الفكرية والسياسية.
فُرّق الشعراء في هذا العصر إلى أتباع مختلف
التوجهات: شعراء للدعوة العباسية،
وشعراء للشيعة، وشعراء للبرامكة،
وشعراء لِلحوارج.
تميّز العصر العباسي بِوجود كثير من الشعراء
الذين لامع اسمهم في سماء الأدب العربي:
المتنبي و البحتري و أبو تمام و أبو
العلاء المعري و أبو فراس الحمْداني،
و غيرهم الكثير.
من أمثلة الشعر في هذا العصر:
- قول المتنبي: “واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُوَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُمالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَديوَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُإِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِفَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُقَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَةٌوَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُفَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِوَكانَ أَحسَنَ ما في الأَحسَنِ الشِيَمُفَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌفي طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُقَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَتلَكَ المَهابَةُ مالا تَصنَعُ البُهَمُأَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُهاأَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُأَكُلَّما رُمتَ جَيشاً فَاِنثَنى هَرَباًتَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُعَلَيكَ هَزمُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍوَما عَلَيكَ بِهِم عارٌ إِذا اِنهَزَمواأَما تَرى ظَفَراً حُلواً سِوى ظَفَرٍتَصافَحَت فيهِ بيضُ الهِندِ وَاللِمَمُيا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتيفيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُأُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةًأَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ”
وعلى الجانب الآخر من المشرق الإسلامي في شبه
الجزيرة الإيبيريّة كان هنالك أدبٌ منفصلٌ
عن الأدب المشرقيّ؛ هو الأدب العربيّ
في الأندلس أو الأدب الأندلسيّ،
بدأ هذا الأدب إثْر دخول المسلمين
إلى الأندلس بعد فتْحها على يد
طارق بن زياد و موسى بن نُصير
سنة 92هـ (711م).
بقي الشعر الأندلسي محافظًا على
الطابع المشرقي حتى صار الحكم
إلى الحكم الربضي الذي حكم
بين عامي 180هـ و 206هـ
(796م و 821م)، وهنا يُمكن
القول إنّ الأندلس صار لها أدبٌ
خاصٌّ بها.
بدأ يتبلور أدبٌ جديدٌ لِـ الأندلس
استقاه الشعراء من البيئة المحيطة
ومن آداب الشعوب الأخرى التي
تغلغلت في المجتمع الأندلسي
مثل الموشحات وشعر الطبيعة
و شعر الممالك الزائلة.
من أمثلة الشعر الأندلسيّ:
- قول ابن زيدون: “أَضحى التَنائي بَديلًا مِن تَدانيناوَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافيناأَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَناحَينٌ فَقامَ بِنا لِلحَينِ ناعينامَن مُبلِغُ المُلبِسينا بِاِنتِزاحِهِمُحُزنًا مَعَ الدَهرِ لا يَبلى وَيُبليناأَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُناأُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكيناغيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوابِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَهرُ آمينافَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقوداً بِأَنفُسِناوَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولًا بِأَيديناوَقَد نَكونُ وَما يُخشى تَفَرُّقُنافَاليَومَ نَحنُ وَما يُرجى تَلاقينايا لَيتَ شِعري وَلَم نُعتِب أَعادِيَكُمهَل نالَ حَظّاً مِنَ العُتبى أَعادينالَم نَعتَقِد بَعدَكُم إِلّا الوَفاءَ لَكُمرَأياً وَلَم نَتَقَلَّد غَيرَهُ ديناما حَقَّنا أَن تُقِرّوا عَينَ ذي حَسَدٍبِنا وَلا أَن تَسُرّوا كاشِحاً فيناكُنّا نَرى اليَأسَ تُسلينا عَوارِضُهُوَقَد يَئِسنا فَما لِليَأسِ يُغرينابِنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُناشَوقاً إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينانَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنايَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا”
- قول الأعمى التطيلي: “ضاحكٌ عن جُمانْسافرٌ عن بَدرِضَاقَ عنهُ الزمانْوَحَواءُ صَدْريآهْ ممَّا أجِدْشَفَّني ما أجِدُقامَ بي وقعَدْباطشٌ متَّئِدُكلما قلتُ قَدْقالَ لي أينَ قَدُوَانثنىَ خُوطَ بانْذا مَهَّزٍ نَضْرِعابَثَتْهُ يَدَانْللصَّبا والقَطْرِليسَ ليْ مِنكَ بُدْخذ فُؤاديَ عنْ يَدْلم تَدعْ لي جَلدْغير أني أجْهَدْمَكرعٌ مِنْ شَهَدْواشتياقي يَشْهَدْما لِبِنْتِ الدِّنانْوَلِذاكَ الثَّغْرِأين محيا الزّمانمن مُحيَّا الجمر”
الأدب في العصر التركي
العصر التركي أو العصر العثماني
هو العصر الذي خضع فيه
الوطن العربي لحكم السلاطين
العثمانيين منذ عام 1516م
ولغاية سقوط الخلافة العثمانية
سنة 1923م.
حدث خلال هذا العصر تلاقح كبير
للثقافات بين سكان الدولة
العثمانية من العرب و الفرس
و الأتراك و غيرهم.
يُمكن القول إنّ الأدب و الشعر
في هذا العصر هو امتدادٌ
طبيعيّ للأدب في العصر
المملوكي من حيث اهتمام
شعرائه بالصنعة اللفظية
أكثر من المعنى.
برز خلال هذه الفترة
شعر الألغاز و المعمّيات
و التطريز و غيره من
فنون الشعر التي تعتمد
على فنون البديع،
إضافةً إلى ذيوع شعر
المديح النبوي و الشعر
الصوفي و شعر الحب
الإلهي ونحو ذلك.
من أمثلة الشعر في هذا
العصر:
- قول ابن النقيب الحسني: “أيُّ قلبٍ يبقى على الحبِّ أيُّطَرْفُ مَنْ قَدْ هَويتُهُ بابليُّليس لي من هواه راقٍ وداءُالعِشْقِ بين الأَنام داءٌ قويّقادني نحوه الغَرامُ وفي جَفْنَيْــهِ شيءٌ يدعو المحبَّ خفيُّهوَ من دونهِ الغَزالةُ جيدًاوبأعطافِه من الغُصْنِ زِيُّبدرُ تِمّ مُخَصّر الخَصْر أحوىحَدَثُ السنِّ مستجدُّ جَنيمُتْرفٌ ما يكاد يَخْطر إِلاّبانَ في عطفه كلالٌ وعيّيشبه النَّور في نصاعَة وجهٍعَنْدميِّ الخدودِ غِرٌّ حيّيروضة للجمال صيغت من الدرِّوغصن يعروه هَزٌّ وليّليَ من مقلتَيْه رمزٌ خَلوبٌوابتسام بادٍ ووحي نجيُّ”
- قول عبد الغني النابلسي: “أرسل الله إلينابالكرامات العظامْأحمد المختار طهسيد الرسل الكرامْفتهنوا يا رفاقينلتمو كل المراموالذي قد جاءكم يدعو إلى دار السلامقالت اَقمار الدياجيقل لأرباب الغرامكل من يعشقْ محمدْينبغي أن لا يناميا حبيب الله يا مننوره يملا الوجودوالذي من كفه قدفاض فينا بحرُ جودأنت سر الله حقاًجئت من خير الجدودلنجاة الخلق مماضرهم تَهدي الأنامقالت اَقمار الدياجيقل لأرباب الغرامكل من يعشقْ محمدْينبغي أن لا ينام”
الأدب في العصر الحديث
يبدأ العصر الحديث لِـ الأدب العربي مع بزوغ
فجر القرن التاسع عشر، و يُستمر حتى
هذه الأيّام.
شهد هذا العصر نهضة أدبية كبيرة،
و ظهر فيه شعراء تركو بصمةً
كبيرةً في سماء الأدب العربي.
يُمكن التأريخ لِبداية هذا الأدب
حين تضافرت جهود جماعة
الإحياء، و نفضوا غبار
البديع المُبالغ فيه عن
الشعر العربي، و عادوا
إلى دواوين الشعراء
الفحول، و كتبوا
قصائد تُعارضهم ليعيدوا
الرّونق المفقود إلى
الشعر العربي.
كان أبرز شعراء مدرسة
الإحياء الشاعر المصري
أحمد شوقي، و الشاعر
و الوزير محمود سامي
البارودي و غيرهم.
ثمّ ظهرت جماعة
الرمزية و الشعر
الحديث و شعر
التفعيلة و الشعر
المنثور، و غير ذلك
إلى أنْ وصل الشعر
إلى ما هو عليه
اليوم.
من أمثلة الشعر في
هذا العصر:
- قول أحمد شوقي: “اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسياذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسيوَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍصُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّعَصَفَت كَالصِبا اللَعوبِ وَمَرَّتسِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِوَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنهاأَو أَسا جُرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّيكُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِرَقَّ وَالعَهدُ في اللَيالي تُقَسّيمُستَطارٌ إِذا البَواخِرُ رَنَّتأَوَّلَ اللَيلِ أَو عَوَت بَعدَ جَرسِراهِبٌ في الضُلوعِ لِلسُفنِ فَطنُكُلَّما ثُرنَ شاعَهُنَّ بِنَقسِيا اِبنَةَ اليَمِّ ما أَبوكِ بَخيلٌما لَهُ مولَعاً بِمَنعٍ وَحَبسِأَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَوحُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِكُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّافي خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ”
- قول نزار قباني: “فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدبفيا دمشق.. لماذا نبـدأ العتبـا؟حبيبتي أنتِ.. فاستلقي كأغنيةٍعلى ذراعي، ولا تستوضحي السبباأنتِ النساء جميعًا.. ما من امرأةٍأحببت بعدك.. إلا خلتها كذبايا شام، إنّ جراحي لا ضفاف لهافمسِّحي عن جبيني الحزن والتعباوأرجعيني إلى أسوار مدرستيوأرجعي الحبر والطبشور والكتباتلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بهاوكم تركت عليها ذكريات صباوكم رسمت على جدرانها صوروكم كسرت على أدراجها لعباأتيتُ من رحم الأحزان يا وطنيأقبّل الأرضَ والأبواب والشهباحبي هنا.. وحبيباتي وُلِدنَ هنافمن يعيد لي العمر الذي ذهبا؟أنا قبيلة عشّاقٍ بأكملهاومن دموعي سقيت البحر والسحبافكل صفصافةٍ حولتها امرأةًوكل مئذنةٍ رصعتها ذهبا”
المراجع
- أبتتامر أنيس،أمواج على الشاطئ، صفحة 65 – 66. بتصرّف.
- شوقي ضيف،العصر الجاهلي، صفحة 38. بتصرّف.
- أبشوقي ضيف،العصر الجاهلي، صفحة 195. بتصرّف.
- “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزِل”،الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021.
- “ألا هبي بصحنك فاصبحينا”،الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021.
- شوقي ضيف،العصر الإسلامي، صفحة 11-34. بتصرّف.
- شوقي ضيف،العصر الإسلامي، صفحة 11 – 34. بتصرّف.
- “عفت ذات الأصابع فالجواء”،الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021.
- أبشوقي ضيف،العصر الإسلامي، صفحة 182 – 191. بتصرّف.
- “طربت وما شوقا إلى البيض أطرب”،الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021.
- “أقفرت بعد عبد شمس كداء”،الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021.
- أبتشوقي ضيف،العصر العباسي الأول، صفحة 290 – 330. بتصرّف.
- “واحر قلباه ممن قلبه شبم”،الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021.
- أبتشوقي ضيف،عصر الدول والإمارات _ الأندلس، صفحة 16 – 30. بتصرّف.
- “أضحى التنائي بديلا من تدانينا”،الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021.
- “ضاحك عن جمان”،الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021.
- أبعمر موسى باشا،تاريخ الأدب العربي _ العصر العثماني، صفحة 11 – 38. بتصرّف.
- “أي قلب يب