بداية تحية الإسلام: من قالها أولاً؟

فهرس المحتويات

من أطلق تحية الإسلام أولاً؟

يُروى في صحيح البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ علَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنَ المَلائِكَةِ، جُلُوسٌ، فاسْتَمِعْ ما يُحَيُّونَكَ؛ فإنَّها تَحِيَّتُكَ وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم، فقالوا: السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَزادُوهُ: ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حتَّى الآنَ).

من خلال هذا الحديث الشريف، يتضح لنا أن سيدنا آدم عليه السلام هو أول من نطق بتحية الإسلام “السلام عليكم”.

دلالات تحية الإسلام: معانٍ متعددة

يحتوي قول “السلام عليكم” على معانٍ عميقة وجميلة، فهو لا يقتصر على مجرد تحية اجتماعية، بل يتعداها إلى معانٍ روحانية ودينية، منها:

• التعبير عن السلام والأمان: يدل على الأمن والأمان الذي يمنحه المسلم لأخيه المسلم.
• التذكير برب العالمين: يُذكّرنا بأن الله سبحانه وتعالى مطلع على كل شيء، ويرشدنا إلى التقوى والخشوع.
• الدعاء بالسلامة: دعاءٌ للمسلم بالخير والصحة والعافية، حماية من كل سوء.
• اسم من أسماء الله الحسنى: يرتبط السلام باسم الله الحسنى، فيحمل معه البركة والخير.

كما أخرج الطبراني في المعجم الصغير قول أبي هريرة رضي الله عنه: “إن السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض تحية لأهل ديننا وأمانا لأهل ملتنا”.

فضل تحية الإسلام: ثواب عظيم

تحية الإسلام لها فضائل جمة، وقد وردت نصوص شرعية كثيرة تُبرز أهميتها، منها:

• الامتثال لأمر الله تعالى: كما جاء في سورة النور: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) و (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً).
• اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم: فهو صلى الله عليه وسلم حث على نشر السلام، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ).
• نشر المحبة بين المسلمين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).

حكمة تحية الإسلام: أهداف نبيلة

تكمن حكمة قول “السلام عليكم” في العديد من الأهداف النبيلة، منها:

• رمز للإسلام السمح: تُظهر سمو الإسلام ورحمته.
• تعظيم شعائر الإسلام: إظهار إيمان المسلم وتقواه.
• الاقتداء بالأنبياء: السير على نهجهم وسنتهم.
• الاستئذان قبل الدخول: أدب واحترام لأصحاب البيوت.

الخلاصة

إنّ تحية الإسلام “السلام عليكم” ليست مجرد تحية عادية، بل هي تحية غنية بالمعاني والفضائل. فمن خلال استخدامها، نُظهر إيماننا، ونُعلي قيم الإسلام السامية، ونُرسّخ روابط المحبة والألفة بين المسلمين، متبعين سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونقتدي بسيدنا آدم عليه السلام الذي سبق إلى قولها.