تعريف الوديعة
يُستحب قبول الوديعة لمن يمتلك القدرة على صيانتها وحمايتها، وذلك لما فيه من أجر عظيم وثواب جزيل. أما إذا علم الشخص بعدم قدرته على الحفاظ عليها، فيُكره له قبولها. ويمكن للشخص أن يضع وديعته عند زوجته، أو أحد أبنائه، أو حتى خادمه الموثوق به. فالوديعة هي المال الذي يتركه شخص عند آخر لحفظه.
حكم الأمانة المصرفية
تنقسم الودائع المصرفية إلى نوعين أساسيين: الودائع الجارية (غير الاستثمارية) والودائع الاستثمارية.
الودائع الجارية: هي التي يقوم فيها الفرد بإيداع ماله في البنك واستخدامه في أي وقت يشاء دون الحصول على أرباح. هذا النوع جائز شرعاً، حيث يعتبر قرضاً مقدماً للبنك.
الودائع الاستثمارية: وهي التي يتم فيها إيداع المال في البنك بهدف الحصول على ربح متفق عليه مسبقاً. وهذا النوع يتضمن صوراً متعددة، بعضها جائز والآخر غير جائز. وتعتبر الوديعة الاستثمارية جائزة إذا كانت ضمن عقد مضاربة، حيث يقوم البنك باستثمار المال مقابل نسبة محددة من الأرباح. أما إذا استثمر البنك المال في مشاريع محرمة شرعاً، أو إذا كان رأس المال مضموناً مع فائدة محددة، فإنها تعتبر قرضاً ربوياً وتكون محرمة.
الغاية من تشريع الأمانة
تم تشريع الوديعة للتخفيف عن الناس، وتيسير أمورهم، وتحقيق مصالحهم، وحفظ أموالهم في حالات السفر أو الظروف الطارئة التي قد يتعرضون لها. فإذا أراد شخص السفر، على سبيل المثال، فله أن يضع أمواله الثمينة عند شخص آخر يثق به لحمايتها من الضياع.
مسؤولية الحفاظ على الأمانة
تتحول الوديعة من كونها أمانة إلى ضمان في عدة حالات، منها:
- إذا هلكت الوديعة بسبب إهمال المودَع لديه وعدم حفاظه عليها.
- إذا قام المودَع لديه باستخدام الوديعة لمنفعته الشخصية.
- إذا أخذ المودَع لديه الوديعة وسافر بها دون إذن صاحبها.
- إذا أودع المودَع لديه الوديعة عند شخص آخر دون سبب مقنع.
- إذا قام المودَع لديه بخلط الوديعة مع ممتلكاته الخاصة بحيث لا يمكن التمييز بينهما.
- إذا أنكر المودَع لديه وجود الوديعة عندما طلبها صاحبها.
- إذا حفظ المودَع لديه الوديعة في مكان أو بطريقة تخالف الاتفاق المسبق بين الطرفين.
المصادر
قال تعالى : ” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا” (النساء: 58).
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”.