أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالزينة ومستحضرات التجميل

نظرة في أحكام استخدام مساحيق التجميل. تأثير المكياج على صحة الوضوء. الآثار السلبية المحتملة للمكياج.

الضوابط الشرعية لاستخدام المكياج

الأصل في استخدام المكياج هو الإباحة، ما لم يرد نص شرعي صحيح يحرمه. فالزينة والتجمل للزوج أمر مشروع، ولا يوجد ما يمنع ذلك في الشريعة الإسلامية. وقد ورد عن نساء السلف الصالح اهتمامهن بالتزين لأزواجهن. بل ذهب البعض إلى القول بأن إهمال المرأة للتزين قد يؤدي إلى نفور الزوج منها.

ومع ذلك، فإن استخدام المكياج يخضع لعدد من الضوابط الشرعية، منها:

  • تجنب الظهور بالزينة أمام الرجال الأجانب الذين لا يجوز للمرأة أن تكشف زينتها أمامهم.
  • الابتعاد عن وضع المكياج بطريقة تشبه الكافرات أو الفاجرات، أو فيها تعدٍ لحدود الشرع.
  • التأكد من خلو المكياج من أي مواد ضارة بالبشرة أو الصحة بشكل عام.

فالمرأة المسلمة مدعوة إلى الاعتدال والتوازن في استخدام المكياج، بحيث لا يكون ذلك على حساب دينها أو صحتها.

حكم الوضوء مع وجود مستحضرات تجميل

عند تقييم تأثير المكياج ومستحضرات التجميل على صحة الوضوء، يجب التمييز بين أنواعها المختلفة. فبعض أنواع المكياج تشكل طبقة عازلة تمنع وصول الماء إلى البشرة. وفي هذه الحالة، لا يصح الوضوء أو الغسل إلا بعد إزالة هذه الطبقة العازلة لضمان وصول الماء إلى الجلد.

أما النوع الآخر من المكياج، فهو عبارة عن ألوان تصبغ الجلد ولا تشكل طبقة عازلة، مثل الحناء. وهذا النوع لا يمنع وصول الماء إلى الجلد، وبالتالي لا يؤثر على صحة الوضوء أو الغسل.

إذن، الفيصل في حكم الوضوء مع وجود المكياج هو قدرة الماء على ملامسة الجلد. فإذا كان المكياج يمنع وصول الماء، وجب إزالته قبل الوضوء. وإذا كان لا يمنع وصول الماء، فلا حرج في الوضوء مع وجوده.

يجب على المرأة أن تتحقق من طبيعة المكياج الذي تستخدمه، وأن تتأكد من أنه لا يشكل طبقة عازلة تمنع وصول الماء إلى بشرتها، حرصًا على صحة عباداتها.

التأثيرات السلبية المحتملة لاستخدام المكياج

على الرغم من جواز استخدام المكياج من حيث الأصل، إلا أن بعض الأطباء يحذرون من بعض الآثار السلبية المحتملة لاستخدامه على البشرة. وإذا ثبت بالفعل وجود هذه الأضرار، فإن استخدام المكياج يصبح غير جائز شرعًا.

ومن بين هذه الأضرار المحتملة:

  • ضمور الجلد وظهور التجاعيد المبكرة.
  • جفاف الجلد وتشققه.
  • التهاب وتهيج الجلد والإصابة بحساسية الإكزيما.
  • تغير لون الجلد وظهور البقع الداكنة أو الفاتحة.
  • امتصاص الجلد للإشعاعات الضارة بسبب بعض الألوان، وظهور الحساسية الضوئية التي قد تؤدي إلى ظهور بعض الأورام.
  • تسبب بعض كريمات الأساس في انسداد المسامات وظهور الحبوب.
  • المساهمة في تهيج حب الشباب وعدم استجابته للعلاج.

لذلك، يجب على المرأة أن تكون حذرة عند استخدام المكياج، وأن تختار الأنواع الجيدة والمناسبة لبشرتها، وأن تتجنب استخدامه بكثرة أو لفترات طويلة، وأن تهتم بنظافة بشرتها وترطيبها بانتظام.

المصادر

  1. مصطفى العدوي، سلسلة التفسير، قطر: الشبكة الإسلامية، صفحة 20، جزء 2. بتصرّف.
  2. “حكم استعمال المكياج وأثره على الوضوء”،fatwa.islamweb.net، 16-12-2013، اطّلع عليه بتاريخ 25-9-2018. بتصرّف.
  3. لجنة الإفتاء (16-6-2010)،”هل يصح الوضوء فوق المكياج على الوجه؟”،www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 25-9-2018. بتصرّف.
  4. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة: المكتبة التوفيقية، صفحة 60 -61، جزء 3. بتصرّف.
Total
0
Shares
المقال السابق

بيان الحكم الشرعي لطلاء الأظافر

المقال التالي

أقوال مأثورة وحِكم مُلهمة

مقالات مشابهة