مقدمة عن واحة الخارجة
تعتبر واحة الخارجة، التي عرفها القدماء المصريون بـ “الواحة الجنوبية” وأطلق عليها الرومان اسم “ماجنا”، مدينة تقع على بعد حوالي 550 كيلومترًا جنوب العاصمة المصرية القاهرة، و 232 كيلومترًا جنوب محافظة أسيوط. تقع على الضفة الغربية لنهر النيل وعلى بعد 200 كيلومتر إلى الغرب من الصحراء الغربية. تعد الخارجة أكبر واحات الصحراء الغربية في مصر، وهي عاصمة محافظة الوادي الجديد، وتتميز بكونها من أكثر الواحات تطوراً وحداثة.
لمحة تاريخية عن واحات الخارجة
كانت واحة الخارجة محطة عبور حيوية للقوافل الصحراوية خلال الفترة الممتدة بين 1786 و 1665 قبل الميلاد. كما لعبت دور البوابة الجنوبية الغربية لمصر، حيث ربطت البلاد بجنوب إفريقيا. استخدمت أيضًا كمعتقل للمسيحيين المصريين في عهد الرومان. تحتضن الواحة العديد من الممرات والمباني الضخمة والتحف والآثار التي تعود إلى عصر الدولة الوسطى (2134-1569 قبل الميلاد) وحتى الدولة الحديثة (1550-1050 قبل الميلاد).
أهم المواقع الأثرية في واحة الخارجة
تزخر واحة الخارجة بالعديد من المعالم الأثرية الهامة التي تشهد على تاريخها العريق، ومن أبرزها:
معبد هيبس
يقع معبد هيبس على بعد حوالي كيلومتر واحد شمال مدينة الخارجة. يعود تاريخه إلى العصر الفرعوني وتحديدًا الأسرة السادسة والعشرين. يتميز هذا المعبد بأهميته التاريخية الكبيرة، حيث يمثل مختلف العصور التاريخية التي مرت بها مصر، بما في ذلك العصور الفرعونية والفارسية والبطلمية والرومانية.
مقبرة البجوات
تقع مقبرة البجوات على بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة الخارجة، خلف معبد هيبس. يعود تاريخها إلى الفترة من القرن الثاني إلى القرن السابع الميلادي. يُشتق اسمها من طرازها المعماري المميز المصمم على شكل قبوات. تضم المقبرة 263 مدفنًا مبنيًا على طراز الكنائس الصغيرة ذات القباب. يوجد في وسطها بقايا كنيسة تعتبر من أقدم الكنائس القبطية في مصر.
قصر مصطفى الكاشف
يقع هذا القصر على بعد أقل من كيلومتر واحد خلف مقبرة البجوات، وهو يمثل بقايا حصن روماني ضخم. يقع الجزء الأقدم منه في الجهة الغربية، ويتألف من مساكن مستقلة ذات سقوف مقببة كانت تستخدم لإقامة الشعائر الدينية، بالإضافة إلى استخدامها كمساكن للتجار المسافرين.
معبد الغويطة
يقع المعبد على بعد 21 كيلومترًا جنوب مدينة الخارجة. يعود تاريخه إلى الأسرة السابعة والعشرين (522 ق.م). شُيِّد المعبد لعبادة الثالوث المقدس (آمون – موت – خنسو). نُقشت على جدرانه رسومات لبطليموس وهو يرتدي تاج الوجه القبلي من ناحية الجنوب وتاج الوجه البحري من ناحية الشمال. ينتهي المعبد بقدس الأقداس، وتوجد بجواره مقصورات مصممة على شكل قبوات. تم بناء المعبد على يد البطالمة (بطليموس الثالث والرابع والعاشر).
معبد دوش بباريس
يقع هذا المعبد على بعد 23 كيلومترًا من قرية باريس الواقعة داخل الصحراء. تم تشييده لعبادة الإله أبيس، الذي يمثل إله الرومان والإله إيزيس. يعود تاريخ المعبد إلى عهد الأباطرة الرومان (تراجان وهادريان). نُقشت على جدرانه صور للإمبراطور تراجان وهو يقدم القرابين للإله.
معبد الزيان
يقع جنوب قصر الغويطة على بعد 25 كيلومتراً جنوب مدينة الخارجة، ويرجع تاريخ بناؤه إلى العهد البطلمي وقد تم تشييده لعبادة “آمون هيبت” ومنقوش عليه صورة الملك وهو يقدم تمثال “ماعت” للإله آمون على رأس كبش.
منطقة اللبخة
تقع على بعد 13 كيلو متر شمال مدينة الخارجة، ويوجد فيها بقايا معبد ومقابر مبنية من الطوب اللبن وهي منتشرة في تلال المنطقة، وتنتشر في هذه المنطقة أشجار الأكاسيا ونخيل الدوم، وفيها أيضاً نظام القنوات القديمة المستخدمة لتجميع المياه وسقي المنطقة في العصر الروماني.
حصون الناضورة
تقع هذه القصور على بعد كيلو متراً عن مدينة الخارجة من الجهة الشرقية لمعبد هيبس، وجاءت تسمية الناضورة لأنها استخدمت كمركز للمراقبة في عهد الأتراك والمماليك لكشف الإمبراطور أنطونيوس بيوس في أوائل القرن الثاني الميلادي، وتوجد فيها بقايا كتابات هيروغليفية ونقوش بارزة للإلهة أفروديت.