تقديم بكتاب تاريخ ابن خلدون
يُعد كتاب تاريخ ابن خلدون، والذي يحمل اسم “ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر”، مرجعًا تاريخيًا هامًا. يعتبر الكتاب من أبرز المؤلفات التاريخية التي سلك فيها ابن خلدون درب المؤرخين القدامى، أمثال ابن إسحق والواقدي وابن سعد والطبري. تميز أسلوب ابن خلدون في هذا الكتاب بالسهولة والوضوح، حيث اعتمد منهجًا تاريخيًا يبدأ من بداية الخليقة وصولًا إلى الفترة الزمنية التي عاصرها.
الأفكار الرئيسية في كتاب تاريخ ابن خلدون
يشمل كتاب العبر لابن خلدون مجموعة واسعة من المعارف والعلوم المتنوعة، بالإضافة إلى الحكم والمواعظ والعبر. من بين أبرز المحاور التي تناولها الكتاب:
المدخل: المقدمة
أسهب ابن خلدون في الحديث عن أهمية علم التاريخ بين مختلف العلوم، معتبرًا إياه علمًا جليلًا يحمل في طياته فوائد جمة. تأتي هذه الفوائد من خلال توثيق أحوال الأمم السابقة، وتزداد أهميته عند تناوله لسير الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، وتوثيقه لأحوال الدول وحكامها من الملوك والأمراء.
في هذه المقدمة، استعرض ابن خلدون جوهر علم التاريخ وقدرته على تقديم معلومات حول المجتمعات الإنسانية والحضارة التي تقوم في هذه المجتمعات. كما تناول العوارض التي قد تصيب الحضارة، مثل التوحش والعصبية القبلية والصراعات، وأثر هذه العوارض في قيام الدول أو سقوطها، وتمكين الملوك أو زوال ملكهم.
معلومات عن العرب
في هذا القسم، تناول ابن خلدون تاريخ القبائل العربية والدول التي قامت لها، مثل السريانيين والأنباط والكلدانيين. كما استعرض تاريخ الفرس والقبط واليونان والرومان، إضافةً إلى ملوك العرب من حِميَر وكهلان والحيرة والمناذرة والغساسنة والكنديين والأوس والخزرج وبني عدنان.
تناول ابن خلدون كذلك الأحداث البارزة في تاريخ العرب، وعلى رأسها مولد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبداية الدعوة الإسلامية بنزول الوحي عليه، ثم استعرض السيرة النبوية الشريفة، كالهجرة النبوية إلى المدينة المنورة.
كما استعرض غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بدءًا من غزوة الأبواء وصولًا إلى غزوة تبوك، مرورًا بغزوات بدر والسويق وأمر وبني قينقاع وأحد وحمراء الأسد وبئر معونة وبني النضير والخندق وخيبر، وصولًا إلى فتح مكة وغزوة تبوك.
الدولتان الأموية والعباسية
خصص ابن خلدون هذا الجزء للحديث عن بداية الخلافة الأموية في دمشق، والفتوحات التي حققها المسلمون في عهد الدولة الأموية، وأخبار الخلفاء وإنجازات كل خليفة، وأهم العواصم والحركات العلمية والدينية، وصولًا إلى نهاية الخلافة الأموية.
ثم انتقل للحديث عن بداية الخلافة العباسية، والخلفاء العباسيين وأخبارهم والفتوحات التي تحققت في عهودهم، بالإضافة إلى الفتن التي ألمت بالأمة والعقيدة الإسلامية، وهيمنة القوى الأخرى على الخلافة العباسية.
مختارات من كتاب تاريخ ابن خلدون
اقتباسات من كتاب تاريخ ابن خلدون:
اعلم أنّ فنّ التأريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية إذ هو يُوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم.
عظم الدولة واتساع نطاقها وطول أمدها على نسبة القائمين بها في القلة والكثرة.
أمّا المتصوفة الذين عاصرناهم أكثرهم يُشيرون إلى ظهور رجل مجدد لأحكام الملّة ومراسم الحقّ.
فلمّا فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده وجنح الناس إلى مُخالطة الدنيا اختصّ المُقبلون على العبادة باسم الصوفيّة والمُتصوّفة.
