الأفكار الرئيسية في القصيدة
تتناول قصيدة “خمس رسائل إلى أمي” للشاعر نزار قباني عدة محاور أساسية تعكس مشاعره وأفكاره، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- تعبير الشاعر عن حنينه إلى الماضي والأيام التي قضاها مع والدته، وشعوره بالغربة والبعد عنها.
- إحساس الشاعر بأنه لم يجد امرأة أخرى تعوضه عن حنان والدته وعطفها.
- صراع الشاعر بين مرحلة الطفولة التي لا تزال تسكنه، ومرحلة الشباب التي يعيشها بتجاربها وتحدياتها.
- تساؤلات الشاعر عن ذكريات والده وأثره في حياته.
- استحضار الشاعر للأشياء التي تركها خلفه، لكنها لم تفارقه.
- تذكر المدينة التي نشأ فيها وما تحمله من ذكريات جميلة.
تعكس هذه الأفكار عمق العلاقة بين الشاعر ووالدته، وتأثيرها الكبير على حياته وشعره.
تفسير معاني الكلمات
تحتوي قصيدة نزار قباني على مجموعة من الكلمات التي تحتاج إلى توضيح وشرح لمعانيها، وفيما يلي جدول يوضح بعض هذه الكلمات:
| الكلمة | المعنى |
|---|---|
| قديستي | المرأة الطاهرة النقية التي لا تشوبها شائبة. |
| بيدر | المكان الذي يُجمع فيه القمح بعد الحصاد لتهيئته. |
| تنثر | تُرمى بشكل عشوائي وغير منتظم. |
| يخربش | يرسم خطوطًا متقطعة وغير مفهومة. |
| مشتل | الأرض التي تُزرع فيها البذور لفترة قبل نقلها إلى مكان الزراعة النهائي. |
| شقيقها | نوع من النباتات يتميز بلونه الأحمر الداكن والبقع السوداء. |
| مضى | انقضى وانتهى. |
| الخرافية | المنسوب إلى الخرافة، وهي القصة غير الواقعية. |
| خبأ | أخفى وستر. |
| أعثر (بضم الثاء) | أجد. |
| أعثر (بفتح الثاء) | أزل وأسقط. |
| حدقات | جمع حدقة، وهي الجزء الملون في وسط العين. |
| جثونا | جلسنا على الركب. |
الصور البلاغية
تزخر قصيدة “خمس رسائل إلى أمي” بالصور الفنية الجميلة التي تضفي عليها رونقًا خاصًا، ومن بين هذه الصور:
- “وخبأ في حقائبه صباح بلاده الأخضر” – هنا تشبيه للصباح بشيء مادي يمكن إخفاؤه، وهي استعارة مكنية حيث حذف المشبه به وترك شيئًا من لوازمه.
- “دخان سجائري يضجر” – تصوير للدخان كإنسان يشعر بالضجر، وهي استعارة مكنية حيث حذف المشبه به وأبقى على صفة من صفاته.
- “ولا زالت بخاطره تعيش عروسة السكر” – جعل عروسة السكر كائنا حيا، وهي استعارة مكنية حيث حذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
- “وتبحث عنه في أرجاء غرفته” – تصور الفلة كأنها شخص يبحث، وهي استعارة مكنية.
هذه الصور الفنية تساهم في إبراز مشاعر الشاعر وتعميق معاني القصيدة.
نص القصيدة
كتب نزار قباني قصيدته “خمس رسائل إلى أمي” على شعر التفعيلة وهو في غربته بعد مغادرته دمشق عام 1965.
يقول فيها:
صباح الخير يا حلوه
صباح الخير يا قديستي الحلوه
مضى عامان يا أمي
على الولد الذي أبحر
برحلته الخرافيه
وخبأ في حقائبه
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر
وخبأ في ملابسه
طرابينًا من النعناع والزعتر
وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي..
دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ
تفتش بعد عن بيدر
عرفت نساء أوروباعرفت عواطف الإسمنت والخشبعرفت حضارة التعبوطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفرولم أعثرعلى امرأةٍ تمشط شعري الأشقروتحمل في حقيبتها..إليّ عرائس السكروتكسوني إذا أعرىوتنشلني إذا أعثرأيا أمي..أيا أمي..أنا الولد الذي أبحرولا زالت بخاطرهتعيش عروسة السكرفكيف.. فكيف يا أميغدوت أبًاولم أكبر؟صباح الخير من مدريدما أخبارها الفلة؟بها أوصيك يا أماهتلك الطفلة الطفلةفقد كانت أحب حبيبةٍ لأبييدللها كطفلتهويدعوها إلى فنجان قهوتهويسقيهاويطعمهاويغمرها برحمتهومات أبي..ولا زالت تعيش بحلم عودتهوتبحث عنه في أرجاء غرفتهوتسأل عن عباءتهوتسأل عن جريدتهوتسأل -حين يأتي الصيف-عن فيروز عينيهلتنثر فوق كفيهدنانيرًا من الذهبسلاماتٌسلاماتٌإلى بيتٍ سقانا الحب والرحمةإلى أزهارك البيضاء.. فرحة "ساحة النجمة"إلى تختيإلى كتبيإلى أطفال حارتناوحيطانٍ ملأناهابفوضى من كتابتناإلى قططٍ كسولاتٍتنام على مشارقناوليلكةٍ معرِّشَةٍعلى شباك جارتنامضى عامان.. يا أميووجه دمشق،عصفورٌ يخربش في جوانحنايعض على ستائرناوينقرنابرفقٍ من أصابعنامضى عامان يا أميوليل دمشقفل دمشقدور دمشقتسكن في خواطرنامآذنها.. تضيء على مراكبناكأنّ مآذن الأمويقد زرعت بداخلناكأنّ مشاتل التفاحتعبق في ضمائرناكأنّ الضوء، والأحجارجاءت كلها معنا..أتى أيلول أماه..وجاء الحزن يحمل لي هداياهويترك عند نافذتيمدامعه وشكواهأتى أيلول.. أين دمشق؟أين أبي وعيناهوأين حرير نظرته؟وأين عبير قهوته؟سقى الرحمن مثواهوأين رحاب منزلنا الكبيروأين نعماه؟وأين مدارج الشمشير..تضحك في زواياهوأين طفولتي فيه؟أجرجر ذيل قطتهوآكل من عريشتهوأقطف من بنفشاهدمشق، دمشقيا شعرًاعلى حدقات أعيننا كتبناهويا طفلًا جميلًامن ضفائره صلبناهجثونا عند ركبتهوذبنا في محبتهإلى أن في محبتنا قتلناه
