لمحة عامة عن الطفولة عالمياً
يمثل الأطفال شريحة واسعة من سكان العالم، إذ يشكلون ما يقارب ثلث سكان الكوكب، أي حوالي 2.3 مليار نسمة. يُعرف الطفل قانونياً بأنه كل شخص لم يبلغ سن الرشد المحدد في بلده، والذي غالباً ما يكون 18 عاماً. يجب أن يتمتع جميع الأطفال بحقوق الإنسان الأساسية بغض النظر عن أعمارهم، تماماً كالكبار.
تشهد العديد من الدول، خاصة في العالم الثالث، فوارق كبيرة فيما يتعلق بحقوق الأطفال. تتأثر هذه الحقوق بعوامل متنوعة مثل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعرقية والدينية. على الرغم من التقدم المحرز في هذا المجال، لا تزال هناك انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الطفل الأساسية في أنحاء العالم.
الفقر هو أحد الأسباب الرئيسية لانتهاك حقوق الطفل، فهو يعيق وصول الأطفال إلى الاحتياجات الأساسية كالغذاء والرعاية الصحية والتعليم. كما أن العديد من الأطفال لا يزالون ضحايا للعنف وسوء المعاملة والتمييز.
إحصائيات وأرقام حول وضع الأطفال في العالم
وفقاً لمنظمة العفو الدولية، توجد مجموعة من الإحصائيات الهامة حول الأطفال حول العالم:
- هناك أكثر من 61 مليون طفل لا يرتادون المدارس الابتدائية.
- يتعرض ما يقدر بـ 150 مليون فتاة و 73 مليون فتى للاعتداء الجنسي سنوياً.
- تُجبر فتيات لا تتجاوز أعمارهن 9 سنوات على الزواج في بعض البلدان.
- يحاكم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات كبالغين في المحاكم الجنائية.
- يحتجز ما لا يقل عن 330 ألف طفل في مراكز احتجاز المهاجرين في 80 بلداً كل عام، لمجرد كونهم مهاجرين أو لاجئين، وينفصل الكثيرون قسراً عن والديهم وأسرهم.
- في عام 2019، كان واحد من كل 6 أطفال يعيش في فقر مدقع، مما يزيد من خطر تعرضهم للعنف المنزلي وعمالة الأطفال والاستغلال الجنسي وزواج الأطفال. وقد ارتفع هذا الرقم بشكل ملحوظ خلال جائحة فيروس كورونا.
- في عام 2020، لم يكن لدى نحو 820 مليون طفل مرافق أساسية لغسل اليدين في المدرسة، مما يتعارض مع حقوقهم الصحية ويعرضهم لخطر الإصابة بالعدوى والأمراض.
مكافحة العنف ضد الأطفال وحمايتهم
يتعرض ما يقارب بليون طفل حول العالم للعنف العاطفي أو البدني أو الجنسي سنوياً، ونتيجة لذلك يموت طفل كل 7 دقائق. على الرغم من أن حق الأطفال في الحماية من العنف منصوص عليه في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.
قد يحدث العنف ضد الأطفال في المنزل أو المدرسة أو أي مؤسسة مجتمعية. غالبًا ما يعاني الأطفال المعنفون من العزلة والخوف والوحدة، ولا يعرفون إلى أين يتوجهون لطلب المساعدة، خاصة إذا كان الجاني من الأقرباء.
إن جنس الطفل أو عمره أو حالته المادية أو جنسيته قد تزيد من خطر تعرضه للعنف. الأطفال الأصغر سنًا أكثر عرضة للعنف لأنهم أقل قدرة على التعبير عن أنفسهم وطلب الدعم.
معاهدة الأمم المتحدة لحقوق الطفل وأهميتها
تُعتبر اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل (UNCRC) اتفاقية دولية ملزمة قانوناً تُحدد الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكل طفل حول العالم، بغض النظر عن العِرق أو الدين أو القدرات. تبنتها الأمم المتحدة في نوفمبر عام 1989، ووقعت 196 دولة على الالتزام ببنودها.
تتكون الاتفاقية من 54 مادة تُحدد حقوق الأطفال وكيف يجب أن تعمل الحكومات معاً لإتاحتها وتوفيرها لجميع الأطفال حول العالم. تشمل هذه الحقوق الأساسية:
- الحياة، والبقاء، والتنمية.
- الحماية من العنف، أو الإساءة، أو الإهمال.
- التعبير عن آرائهم والاستماع إليهم.
- التعليم وتحقيق إمكانياتهم.
- النشأة على يد الوالدين ووجود علاقة قوية تربطهم بهم.
قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} (سورة الإسراء: 31).
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته – قال: وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” (صحيح البخاري).