ما هي المعرفة؟
تُعرّف المعرفة بأنها إدراك وفهم الحقائق والمعلومات، وهي تتجلى في الأنظمة الطبيعية التي تستدعي تفسيراً منطقياً لأحداثها. لا يمكن الوصول إلى فهم الطبيعة إلا من خلال الحواس المختلفة كالبصر والسمع واللمس. على سبيل المثال، حركة الشمس اليومية هي ظاهرة يمكن للإنسان فهمها بسهولة، بينما تتطلب حركة الشمس السنوية ملاحظة دقيقة وفهماً أعمق.
كما تجدر الإشارة إلى أن الحضارات القديمة ساهمت في تطوير العلوم، حيث ازدهرت علوم الفلك والرياضيات والفلسفة في اليونان، ثم انتقلت هذه العلوم إلى المسلمين الذين أضافوا إليها وطوروها، ومن أبرز إسهاماتهم اختراع علم الجبر.
بما أن المعرفة تركز على استيعاب العالم الطبيعي، فإنها تتجاوز مجرد جمع الحقائق، وتركز على الفهم العميق. كما أن التنوع في البيئة العلمية واختلاف وجهات النظر يساهم في إثراء المعرفة وتطويرها.
قيمة المعرفة للمجتمع
تتجلى قيمة المعرفة في المجتمع في عدة جوانب، منها:
- المعرفة هي أساس التقدم التكنولوجي الذي نشهده في مختلف المجالات.
- تمكن المعرفة الأفراد من مواجهة تحديات الحياة المختلفة بكفاءة أكبر.
- تعد المعرفة وسيلة هامة للتعرف على الثقافات المختلفة والانفتاح على العالم.
- تساهم المعرفة في اتخاذ القرارات السليمة والتخطيط الفعال للمشاريع المختلفة.
- تلعب المعرفة دوراً محورياً في تحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات.
الترابط بين المعرفة والإنتاج
توجد علاقة وثيقة بين المعرفة والإنتاج، فهما وجهان لعملة واحدة، خاصة في مجال العلوم الدينية. وقد حث الله تعالى عباده على الجمع بين المعرفة والإنتاج، فالاعتماد على المعرفة الشرعية دون تطبيقها في الحياة العملية يجلب الضرر لصاحبه. كما أن مخالفة العالم لأخلاقيات الإسلام والعمل بعكسها يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وقد أمر الله تعالى بإرفاق العلم بالعمل، ونجد ذلك في الكثير من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة، مثل قوله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [التوبة: 105].
وكذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه”.
قيمة الإنتاج للمجتمع
تتعدد جوانب أهمية الإنتاج لأفراد المجتمع، ومن أبرزها:
- الإنتاج يعزز الثقة بالنفس لدى الأفراد ويحسن صورتهم الذاتية.
- يساهم الإنتاج في احترام الذات وتطوير القدرات والمهارات الشخصية.
- يساعد الإنتاج على تحقيق السعادة والرضا، ويحسن الصحة الجسدية والعقلية.
- يمنح الإنتاج الأفراد شعوراً بالإنجاز والفخر، ويكسبهم هوية اجتماعية مميزة.
- يساهم الإنتاج في التعافي السريع من الأمراض مقارنة بغير العاملين.
المراجع
- L. Pearce Williams (12-1-2000), “History of science”
- “Understanding Science: An overview”
- “Importance Of Education In Our Life”
- “علاقة العلم بالعمل”،www.alssunnah.org، 23-3-2016
