تقديم حول سورة الحجرات
سورة الحجرات هي سورة مدنية، عدد آياتها ثمانية عشرة آية. تتناول السورة في مجملها مجموعة من الآداب والأخلاق التي يجب على المسلم التحلي بها. وقد وصفها البعض بأنها سورة الأخلاق لما تضمنته من توجيهات قيمة.
تناولت السورة الكريمة العديد من القضايا التي ظهرت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتي نستفيد منها ونتعلم منها الحكمة والعبرة على مر العصور، فالقرآن الكريم هو كتاب صالح لكل زمان ومكان، كما سلطت السورة الضوء على مسائل هامة في حياة الناس.
دواعي تسمية السورة بسورة الحجرات
سُميت سورة الحجرات بهذا الاسم نسبة إلى بيوت النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهي حجرات زوجاته أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- جميعاً. وترجع قصة الحجرات إلى أن قوماً من الأعراب نادوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بصوت مرتفع من خارج الحجرات قائلين: “اخرج إلينا يا محمد”، وتحدثوا معه بطريقة لا تحترم مقام النبوة، كما جاء في الآية الكريمة: (إنَّ الذينَ يُنادونكَ مِن وَراءِ الحُجُراتِ أكثرُهُم لا يعقِلُون).[٢][٣]
كما تضمنت السورة أمراً إلهياً بالنهي عن رفع الصوت عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتأكيد على احترامه وتوقيره، والتحذير من أن يكون حديثهم معه كحديثهم مع بعضهم البعض.
أهم المحاور التي تناولتها سورة الحجرات
تحدثت السورة الكريمة عن أهمية الاحتكام إلى أمر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وعدم تقديم أقوالنا وأفعالنا على حكم الشرع المتمثل في كتاب الله تعالى وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، ويتضح ذلك من خلال الآية الأولى في سورة الحجرات.[٤]
كما أن توقير أمر الله -تعالى- وأمر نبيه -عليه الصلاة والسلام-، هو توقير خاص للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وذلك بعدم رفع الصوت بحضرته الشريفة، وهذا في حياته -صلى الله عليه وسلم-. من أهم القضايا التي تناولتها السورة قضية الغيبة، والتحذير من التنابز بالألقاب، والتجسس، والقتال، والتنازع، والخصام بين المؤمنين، حيث حرم الله تعالى كل ما يلحق الضرر بالمسلم والمجتمع الإسلامي من خلال تحريم الأمور المذكورة.[٤]
فوائد وعِبر من سورة الحجرات
تشتمل سورة الحجرات على مجموعة من الفوائد التي يجب على المسلم معرفتها، لتحقيق الهدف العظيم من فهم الآيات وتطبيق ما جاء فيها من أحكام، وفيما يلي بعض هذه الفوائد:[٥]
- اشتق اسم (الحجرات) من الحجر، أي: معناه الكبح والمنع، وكأن هذه السورة وكل آية فيها تحمي المسلم وتستر عرضه.
- احتوت السورة على ستة نداءات، وتكررت فيها (لا) الناهية عشر مرات، وهي بمثابة دستور للأخلاق.
- عندما نزلت الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صوت النبي…)،[٦] ظن ثابت بن قيس أنه بذلك من أهل النار، إلا أن النبي الكريم قال: (بَلْ هو مِن أهْلِ الجَنَّةِ)،[٧] أي ثابت، لأن صوته كان جهورياً.
المصادر
- أبومحمد طنطاوي (1998)،التفسير الوسيط لطنطاوي(الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 295، جزء 13.
- سورة الحجرات، آية:4
- أبوجعفر شرف الدين (1420)،الموسوعة القرآنية خصائص السور، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 225، جزء 8.
- أبوسعيد حوى (1424)،الأساس في التفسير، القاهرة :دار السلام ، صفحة 5396-5400، جزء 9.
- عادل خليل (2017)،أول مرة أتدبر القرآن(الطبعة 13)، الكويت:شركة إس بي، صفحة 201-205.
- سورة الحجرات، آية:2
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:119، صحيح.