السمات الطبيعية للتربة
تتميز التربة بمجموعة من الخصائص الطبيعية التي تحدد جودتها وصلاحيتها للزراعة. وتشمل هذه الخصائص:
- مظهر التربة الرأسي: يشير إلى المقطع العرضي للتربة من السطح إلى الطبقات الصخرية السفلى. تختلف أنواع التربة في تكوينها؛ حيث تمتلك كل تربة عناصر مميزة من حيث اللون والكثافة والمقاومة والمسامية والنفاذية والتركيب والنسيج. تتكون التربة المثالية من طبقتين: الطبقة العليا أو التربة السطحية، والطبقة الصخرية السفلية التي تدعم التربة السطحية.
- بنية التربة: يتمثل في حجم الجزيئات المكونة للتربة، بما في ذلك الرمل والطين والطمي.
- تركيبة التربة: تمثل شكل وتكوين حبيبات التربة، مما يؤثر على المسامية والتهوية وقدرة التسرب. تتضمن الأشكال الحبيبية والصفائحية والكتلية والمنشور.
- المسامية: تشير إلى الفراغات بين حبيبات التربة الصلبة. تختلف درجة المسامية بين أنواع التربة بناءً على النسيج والتركيب والمواد العضوية.
- النفاذية: تعكس قدرة التربة على تمرير الماء والهواء.
- لون التربة: يساعد لون التربة على تمييز أنواعها، حيث يعد من أبرز الخصائص. تختلف الألوان كالتربة الحمراء والصفراء والسوداء باختلاف المادة الأصلية ومرحلة تطور التربة والمكونات المعدنية والعضوية.
- سماكة وعمق التربة: يتأثر سمك التربة بعوامل مثل التعرية وتجوية المكونات الأولية. يختلف العمق حسب النضوج والخصوبة.
الصفات الكيميائية للتربة
تعتبر الخصائص الكيميائية من العوامل الهامة التي تؤثر على جودة التربة وقدرتها على دعم نمو النباتات. من أهم هذه الخصائص:
- خصوبة التربة: تُعرّف على أنها مجموعة من العوامل المترابطة التي تحدد قدرة التربة على الإنتاج. ومع ذلك، قد لا تكون التربة الخصبة دائمًا ذات إنتاجية عالية بسبب عوامل أخرى مثل توفر المواد العضوية ونسبة المياه اللازمة لإذابة المعادن التي تستفيد منها النباتات. التربة الخصبة تتكون من المواد المعدنية والعضوية معاً.
- حموضة وقلوية التربة: تلعب النباتات دورًا حيويًا في تحديد درجة الحموضة. يمكن أن يؤثر ارتفاع أو انخفاض مستوى الحموضة أو القلوية سلبًا على خصوبة التربة وبالتالي على إنتاجيتها.
أصناف الأراضي
تختلف أنواع التربة تبعًا لخصائصها المتنوعة. تشمل الأنواع الرئيسية ما يلي:
- التربة الطينية: تعرف أيضًا بالتربة الثقيلة، وتحتوي على 25% من الطين. تتميز بوفرة المواد المغذية والماء بسبب الفراغات التي تسمح بمرور الماء والاحتفاظ بالرطوبة. تحتاج إلى وقت أطول لتجف وتتشقق عند الجفاف في الصيف.
- التربة الرملية: تُعرف أيضًا بالتربة الخفيفة، وتحتوي على نسبة عالية من الرمل والطين، ولكنها تفتقر إلى المواد المغذية. تتميز بتصريف سريع للمياه وسهولة الزراعة، ولكنها تجف بسرعة ولها مستوى حموضة مرتفع.
- التربة الطباشيرية: تحتوي على نسبة عالية من كربونات الكالسيوم والجير، مما يجعلها قلوية وغير مناسبة لزراعة العديد من النباتات.
- التربة الصخرية: تتكون من الصخور البيضاء والحجر الجيري، وتصنف إلى صخور رسوبية ونارية ومتحولة. هذا النوع مناسب لإقامة المباني.
أهمية فهم أنواع التربة وخصائصها تكمن في قدرتنا على إدارة الموارد الطبيعية بكفاءة، وتحقيق تنمية زراعية مستدامة. فمن خلال معرفة التركيب الفيزيائي والكيميائي للتربة، يمكننا اختيار المحاصيل المناسبة لكل نوع من الأراضي، وتطبيق أساليب الري والتسميد الأمثل، مما يساهم في زيادة الإنتاجية الزراعية والحفاظ على البيئة.
وقد ذكرت أهمية الأرض في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى في سورة الأعراف، الآية 57: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، هذه الآية الكريمة تظهر كيف أن الله سبحانه وتعالى يحيي الأرض الميتة بالماء، ويخرج منها الثمرات، مما يدل على أهمية التربة في الإنتاج الزراعي والحياة بشكل عام.
وكذلك ورد في السنة النبوية ما يدل على أهمية الزراعة واستصلاح الأراضي، ففي الحديث الشريف الذي رواه البخاري: “ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة”، وهذا الحديث يحث على العمل والإنتاج، ويبين أن الزراعة ليست مجرد وسيلة لكسب الرزق، بل هي أيضاً عمل صالح يثاب عليه الإنسان.
المصادر
- أبياسر التهامي، جغرافيا التربة، صفحة 50-83. بتصرّف.
- “Soil types”, www.boughton.co.uk, تم الاسترجاع 2018-8-5. تم التعديل.
- Dr.Jalal Al Dabbeek, وحدة علوم الارض وهندسة الزلازل, Page 14-15. تم التعديل.