موعظة وجيزة حول الأضحية وأحكامها

تعرف على فضل الأضحية وأهميتها في الإسلام، وشروطها وأحكامها الشرعية، ونصائح قيمة للاستفادة من هذه الشعيرة العظيمة.

تمهيد الموعظة

الحمد لله نستعينه ونستغفره ونسأله الهداية، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. نحمده سبحانه وتعالى الذي جعل لنا سبل التقرب إليه، ومن أفضل هذه السبل في أيام العيد الأضحية، اتباعًا لسنة أبينا إبراهيم عليه السلام. نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

توصية بتقوى الله

يا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، والعمل بطاعته في السر والعلن. فالتقوى هي سبيل النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، وهي سبب السعادة والرضا. وأحذركم ونفسي من معصيته ومخالفة أمره، ففي التقوى خير كثير. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).

الفقرة الأولى من الموعظة

أيها المسلمون، إن من نعم الله علينا أن شرع لنا الأضاحي، فهي سنة إبراهيم الخليل وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وقد جعل الله لنا بكل شعرة أو صوفة من الأضحية حسنة. وإن أفضل ما يفعله المسلم في يوم العيد هو التقرب إلى الله بذبح الأضحية.

الأضحية تذكرنا بقصة عظيمة، قصة فداء إسماعيل عليه السلام. عندما كبر إسماعيل وأصبح قرة عين لوالديه، ورأى إبراهيم في المنام أنه يذبحه – ورؤيا الأنبياء حق – فاستجاب الابن لأمر الله تعالى. وعندما همّ إبراهيم بذبحه، توقفت السكين عن العمل بقدرة الله، وفداه الله بكبش عظيم.

وقد أصبحت هذه السنة ذكرى خالدة لتضحية الأب وابنه واستسلامهما لأمر الله. قال تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ* فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).

الفقرة الثانية من الموعظة

أيها الإخوة في الله، شرع الله لنا الأضحية تعظيمًا له ولشعائره، وتوسعةً على المحتاجين. وجعلها سببًا لتحصيل التقوى في قلب المضحي. قال تعالى: (لَن يَنَالَ اللَّـهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَـكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ).

سُميت الأضحية بهذا الاسم لأن أفضل وقت لذبحها هو ضحى يوم العيد. وينبغي على المسلم القادر أن لا يتركها، فهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله.

يجوز للمسلم أن يضحي عن نفسه وأهل بيته لينالوا جميعًا هذا الأجر العظيم. وقد فعل ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث ضحى عن نفسه وعن أهل بيته. كما يجوز للمسلم أن يضحي بما شاء من بهيمة الأنعام، مع مراعاة الشروط الشرعية، كأن تبلغ السن المعتبر، فالإبل خمس سنوات، والبقر سنتان، والمعز سنة، والضأن نصف سنة.

واعلموا أن من شروط الأضحية أن تكون سليمة من العيوب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أربعٌ لا يجْزينَ في الأضاحي: العوراءُ البيِّنُ عورُها، والمريضة البيِّنُ مرضُها، والعرجاء البيِّن ظلعُها والعجفاء التي لا تُنْقي).

أما إذا كانت مريضة بمرض يسير لا يظهر عليها، فيجوز التضحية بها، ولكن كلما كانت الأضحية كاملة في ذاتها وصفاتها فهو الأفضل.

الدعاء والتضرع

اللهم تقبل منا صالح أعمالنا.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.

اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.

اللهم اعف عنا واغفر لنا وارحمنا.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

المصادر والمراجع

  • سورة النساء، آية:1
  • أبتمحمد العثيمين (1988)،الضياء اللامع من الخطب الجوامع(الطبعة 1)، صفحة 198-199، جزء 2. بتصرّف.
  • أحمد بن عبد الله الحزيمي،”خطبة قصة الأضحية”،الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف.
  • سورة الصافات، آية:102-107
  • سورة الحج، آية:37
  • ملتقى الخطباء الفريق العلمي،”شعيرة الأضحية حكمها وصفتها”،ملتقى الخطباء، اطّلع عليه بتاريخ 1/3/2022. بتصرّف.
  • رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن البراء بن عازب ، الصفحة أو الرقم:886، صحيح.
  • “أحكام الأضحية”،الموقع الرسمي للشيخ محمد صالح المنجد، اطّلع عليه بتاريخ 1/3/2022. بتصرّف.
Total
0
Shares
المقال السابق

تأملات في خشية الله

المقال التالي

فضائل يوم عرفة وأهميته في الإسلام

مقالات مشابهة