مواجهة الإيذاء الواقع على الصغار: نظرة شاملة

استكشاف شامل للإيذاء الذي يطال الأطفال، بما في ذلك الإيذاء الجسدي، الجنسي، النفسي، والإهمال. تعرف على آثاره وكيفية التعامل معه.

مقدمة

يُعتبر التعرّض للإيذاء من أخطر التجارب التي قد يمر بها الطفل، والذي يُعرف بأنه أي فرد لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره. [1] يشمل ذلك التعرض للعنف الجسدي، الأذى النفسي، الإهمال، أو الاعتداء الجنسي. [2] يرتكب هذا الإيذاء أفراد من العائلة، أشخاص آخرون في المجتمع، أو حتى داخل المؤسسات التعليمية أو غيرها. قد يكون المعتدي شخصاً بالغاً، مراهقاً، أو حتى طفلاً آخر. [3] تشير الإحصائيات العالمية إلى أن ما يقرب من مليار طفل تتراوح أعمارهم بين سنتين و 17 سنة تعرضوا للإيذاء خلال فترة عام واحد بين منتصف عام 2019 ومنتصف عام 2020. [2] من الضروري فهم هذه الظاهرة المعقدة وأبعادها المختلفة لحماية الأطفال وتأمين مستقبل صحي وآمن لهم.

أنماط الاعتداء على الأطفال

تتعدد أشكال الإيذاء التي يتعرض لها الأطفال، وتختلف في طبيعتها وتأثيرها. من بين هذه الأشكال الأكثر شيوعاً:

  • الاعتداء البدني
  • الاعتداء الجنسي
  • الاعتداء العاطفي والنفسي
  • الإهمال

سنتناول كل شكل من هذه الأشكال بالتفصيل، مع التركيز على تعريفها، أسبابها، وآثارها على الأطفال.

الاعتداء البدني

يشير الاعتداء البدني إلى استخدام القوة الجسدية ضد الطفل بشكل مفرط وغير لائق، مما يسبب له الأذى الجسدي. قد يتسبب هذا النوع من الإيذاء في آثار سلبية تبدأ من الكدمات والإصابات البسيطة، وقد تصل إلى الوفاة. لا يقتصر تأثير الاعتداء البدني على الجانب الجسدي فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب النفسي أيضاً. الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء البدني قد يعانون من مشاكل نفسية وعقلية خطيرة، وقد يلجأون إلى تعاطي المخدرات أو الانخراط في سلوكيات إجرامية. [4] علاوة على ذلك، فإن الأطفال الذين تعرضوا للإيذاء البدني غالباً ما يكررون هذا السلوك مع أطفالهم عندما يكبرون، مما يؤدي إلى استمرارية دائرة العنف عبر الأجيال.

الاعتداء الجنسي

يشكل الاعتداء الجنسي تهديداً خطيراً للأطفال، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، وفي مختلف المجتمعات والثقافات. [5] قد يرتكب هذا الاعتداء شخص بالغ أو أطفال آخرون. يتمثل الاعتداء الجنسي في تعريض الطفل لأنشطة جنسية لا تتناسب مع عمره ومستوى نضجه، أو لا يفهمها أو لا يوافق عليها. [6] قد يكون هذا الفعل مخالفاً للقوانين والأعراف الاجتماعية.

على الرغم من أن بعض الأطفال قد يمتثلون للاعتداء الجنسي، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة أنهم ضحايا. امتثالهم غالباً ما يكون ناتجاً عن ثقتهم بالشخص البالغ واعتقادهم بأنه سيوفر لهم الحماية والأمان. [7] لذلك، فإن مطالبة الطفل بممارسة أنشطة غير مناسبة لعمره يعتبر انتهاكاً لثقته بالآخرين ولسلامته العامة.

يترك الاعتداء الجنسي آثاراً مدمرة على الأطفال الذين يتعرضون له. قد يعاني البعض من اضطرابات في الأكل أو العجز الجنسي في المستقبل. أما على المستوى النفسي، فقد يتولد لدى الطفل الشعور بالذنب والعار، ويقل مستوى احترامه لذاته. بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرض الطفل للاكتئاب، وصعوبات في تكوين العلاقات، واضطرابات الفصام النفسي. قد تدفع هذه الاضطرابات النفسية الطفل إلى تعاطي المخدرات. [7] لذلك، من الضروري أن يحصل الطفل على مساعدة متخصصة للتعافي من آثار الاعتداء الجنسي.

الاعتداء العاطفي والنفسي

الاعتداء العاطفي والنفسي هو شكل آخر من أشكال الإيذاء الذي يتعرض له الأطفال، ويشمل تعريضهم لإساءة المعاملة النفسية أو العاطفية بصورة منتظمة. يتضمن ذلك عدم تلبية احتياجاتهم الأساسية من الاهتمام، والمودة، والأمان. قد يكون ذلك بسبب عدم قدرة الوالدين على توفير هذه الاحتياجات العاطفية للطفل، أو عدم إدراكهم لأهميتها، أو بسبب عدم مبالاتهم باحتياجات الطفل النفسية والعاطفية. [3]

من أشكال الاعتداء النفسي رفض الطفل، وعدم إشعاره بالحب، وانتقاده، والسخرية منه، والتسلط عليه، وغياب التحفيز والتشجيع، وغير ذلك.

يتميز هذا النوع من الإيذاء بصعوبة رؤية آثاره السلبية على الطفل بسهولة. ومع ذلك، يمكن ملاحظة بعض السلوكيات التي قد تشير إلى تعرض الطفل للاعتداء النفسي، مثل انعدام احترام الذات، والسلوك العدواني، والحزن الدائم، وتراجع التحصيل العلمي، وغيرها. [3]

الإهمال

يُعتبر الإهمال من أشكال الإيذاء الذي يتعرض له الطفل، ويُقصد به القيام بأي فعل أو الامتناع عن القيام به من قبل الوالدين أو مقدمي الرعاية، بحيث يحرم ذلك الطفل من الاحتياجات الأساسية، وينعكس سلبياً على صحة الطفل الجسدية أو النفسية.

من مظاهر إهمال الطفل التخلي عنه، وعدم تلبية احتياجاته العاطفية أو النفسية الأساسية لعمره، والتقصير في رعايته الطبية أو التعليمية، وإهمال احتياجاته الأساسية من غذاء، وملابس، ومأوى. تظهر علامات الإهمال على الطفل من سوء نظافته، وانخفاض وزنه، والغياب المتكرر عن مدرسته، وغيرها. يظهر هذا النوع من الإيذاء ضد الأطفال الإناث أكثر من الأطفال الذكور. [8]

من الآثار السلبية التي تنعكس على الطفل بسبب الإهمال: [9]

  • المشكلات الصحية: قد يؤدي سوء التغذية الذي يعاني منه الطفل بسبب الإهمال إلى بطء في نمو الدماغ، وقد يتعرض الطفل للعديد من المشاكل الطبية في حال أهمل الوالدان إعطائه التطعيمات الضرورية.
  • المشكلات المعرفية: يؤدي إهمال الطفل إلى تدني تحصيله الأكاديمي، وقد يؤدي لتأخر أو ضعف في تطور اللغة لديه، كما قد يتسبب بمشاكل فكرية متعددة.
  • المشكلات العاطفية: ينعكس الإهمال على الصحة العاطفية لدى الأطفال، إذ يؤدي إلى تدني احترام الذات، وصعوبة الثقة في الآخرين، وغير ذلك.
  • المشكلات الاجتماعية والسلوكية: بينت الدراسات أن أكثر من نصف الأطفال الذين تعرضوا للإهمال في طفولتهم انحرفت سلوكياتهم واتجهوا لتعاطي المخدرات، والانحراف، والتغيب عن المدرسة، كما يتسبب الإهمال في صعوبة تكوين علاقات اجتماعية صحية.

المراجع

  1. Dylan Galos (2017), An Epidemiologic Analysis of Intergenerational Child Maltreatment, USA: University Of Minnesota, Page 3. Edited.
  2. “Violence against children”, www.who.int, 8-6-2020، Retrieved 16-9-2020. Edited.
  3. “Definitions of child abuse”, www.tusla.ie, Retrieved 16-9-2020. Edited.
  4. Sally Burrett (2015), Risk Factors for Notifications to Child Protection Services in the Early Start Project, New Zealand: University of Canterbury, Page 2,3. Edited.
  5. “Sexual Abuse”, www.nctsn.org, Retrieved 17-9-2020. Edited.
  6. Rosana E. Norman, Munkhtsetseg Byambaa, Rumna De, and others (27-11-2012), “The Long-Term Health Consequences of Child Physical Abuse, Emotional Abuse, and Neglect”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 17-9-2020. Edited.
  7. “Childhood Sexual Abuse”, www.aamft.org, Retrieved 17-9-2020. Edited.
  8. “Child Neglect”, www.psychologytoday.com, Retrieved 17-9-2020. Edited.
  9. Amy Morin (9-2-2020), “How to Recognize, Report, and Manage Child Neglect”, www.verywellfamily.com, Retrieved 17-9-2020. Edited.
Total
0
Shares
المقال السابق

اعتداءات الأطفال: تداعياتها السلوكية والعاطفية

المقال التالي

معاملة العاملات المنزليات: نظرة وتقييم

مقالات مشابهة

أنواع الضرائب الشائعة وتفاصيلها

نظرة متعمقة في أنواع الضرائب المختلفة، بما في ذلك الضرائب الرجعية، التصاعدية، النسبية، ضريبة الأملاك، ضريبة أرباح رأس المال، ضريبة القيمة المضافة، ضريبة الميراث، ضريبة الدخل، وضريبة المرتبات.
إقرأ المزيد