أدعية للتوبة من النظر إلى المحرمات
إن الانزلاق في النظر إلى ما حرم الله لهو أمر يقلل من مكانة الفرد عند خالقه، و يضعف رصيد حسناته، بل و يزيد من سيئاته، و يترك في النفس غفلة و أسف و حسرة، و يفتح للشيطان منفذاً إلى قلب العبد. لذا، فإن المبادرة بالتوبة إلى الله و العمل على تنقية القلب من هذه الآفة الخطيرة هو أمر ضروري للفرد و المجتمع.
من الأمور التي تعين المرء على التوبة، و سلوك سبيل الهداية و رضا الله هو الدعاء. لم يرد دعاء خاص بهذه المسألة بالتحديد، و لكن هناك مجموعة من الأدعية التي يستحسن للمسلم أن يدعو بها:
- اللهم إني أستغفرك عن كل ذنب عظيم اقترفته، وأسألك أن تتقبل توبتي بصدق عن كل الذنوب التي ارتكبتها.
- يا رب أوقف أذناي من سماع كل ما يغضبك، وعيناي من مشاهدة المحرمات ولساني عن قول ما لا يرضيك.
- اللهم اغفر لي ذنبي اللهم أبعدني عن المحرمات وأغنني بحلالك عن حرامك وسامحني واغفر لي جهلي وأبعدني عن المعاصي والخطايا واهدني على الصراط المستقيم.
- اللهم ثبت قلوبنا على دينك، وخطانا على صراطك، اللهم احفظنا من المحرمات واحفظنا من الفتن.
- اللهم اجعل قلبي متعلقًا بالقرآن وبالذكر وبالصلاة، وأبعدني عن دروب المحرمات، وثبتني حتى ألتقي بك.
- اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وعافني اللهم واعفُ عني وباعد بيني وبين الذنوب والخطايا إنَّ قلبي يا الله معلقٌ بك فتولَّني فيمن توليت.
- اللهم أسألك أنت الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار أنت تجعل الإيمان والصلاح مهيمنًا على قلبي، وتجعل اللهم في قلبي نورًا وفي صدري نورًا.
- اللهم أكرمنا بطاعتك ولا تذلنا بعصيانك ولا تجعلنا نخافك كأننا رأيناك واسعدنا بتقواك، واغفر لنا بعصيانك واغفر خطايانا.
مفهوم التوبة و معناها
التوبة في الاصطلاح الشرعي هي العودة إلى الله تعالى والإقلاع عن الذنوب والمعاصي والندم عليها والعزم على عدم العودة إليها. تعتبر التوبة من أهم العبادات التي تقرب العبد إلى ربه، وتمحو عنه الخطايا والآثام. و هي ليست مجرد قول باللسان بل هي فعل يتجسد في القلب و الجوارح.
للتوبة شروط أساسية يجب توافرها لقبولها، وهي:
- الإخلاص لله تعالى: بأن تكون التوبة خالصة لوجه الله تعالى، وليست رياء أو سمعة.
- الإقلاع عن الذنب: يجب على التائب أن يتوقف فورًا عن فعل المعصية.
- الندم على فعل الذنب: الشعور بالأسف والحزن على ما فات من الذنوب.
- العزم على عدم العودة إلى الذنب: اتخاذ قرار جاد بعدم تكرار المعصية في المستقبل.
- عدم الإصرار على الذنب: تجنب تكرار المعصية أو الاستمرار فيها.
- فعل الأعمال الصالحة: الإكثار من الأعمال الصالحة التي تكفر عن السيئات.
آيات قرآنية في فضل التوبة
تتضمن الشريعة الإسلامية نصوصاً كثيرة تشجع على التوبة وتحث عليها، وتؤكد على أهميتها في تطهير النفس وتقريبها إلى الله. ومن بين هذه النصوص، الآيات القرآنية التي تتحدث عن التوبة وفضلها، وتوضح شروطها وأحكامها. الله سبحانه وتعالى فتح باب التوبة لعباده، ووعدهم بالمغفرة والرحمة إذا تابوا إليه توبة صادقة.
هذه بعض الآيات الكريمة التي تتحدث عن التوبة:
- قال الله -تعالى-:(وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
- قال الله -تعالى-:(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا).
- قال الله -تعالى-:(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا).