خلاصة حول أهمية الزراعة
في نهاية المطاف، يجب علينا أن نزيد من الوعي بدور الزراعة المحوري في حياتنا، وأن نوضح للناس من مختلف الخلفيات أهميتها الجوهرية، وكيف أنها تشكل الأساس لتحقيق الاكتفاء الذاتي من مختلف أنواع المحاصيل والمنتجات الزراعية، وخاصة الضرورية منها مثل الخضروات والفواكه والقمح والشعير.
إن الدول التي لا تزال تحفز ممارسة الأنشطة الزراعية المتنوعة كجزء أساسي من حياة مواطنيها، هي دول تتمتع بإمكانيات كبيرة وقادرة على تلبية احتياجاتها ذاتيًا، ومن المؤكد أنها ستتجه نحو التصدير في مرحلة ما من مراحل تطورها. فالدول التي تحافظ على أراضيها الزراعية تحتفظ بمكانة اقتصادية مرموقة بين دول العالم.
تكمن أهمية الزراعة في قدرتها على توفير الأغذية والمنتجات الأساسية التي يحتاجها الناس. لذا، فإن الإنتاج الزراعي للدول يبدأ بالازدهار والتطور بمجرد إدراك أهمية استغلال الأراضي الزراعية والتأكيد على استخدام وسائل الزراعة الحديثة لتحقيق أفضل إنتاج، خاصة في ظل الزيادة السكانية المطردة وزيادة الطلب على المنتجات الزراعية.
استشراف مستقبل الزراعة
في ختام دراستي حول مستقبل الزراعة، أود أن أؤكد على أن العالم في الوقت الراهن يتجه نحو تطوير القطاع الزراعي، وزيادة الاعتماد على الزراعة العضوية، واستخدام أحدث المعدات التي يحتاجها هذا القطاع لتوفير الوقت والجهد وزيادة الإنتاج.
إن مستقبل الزراعة يعتمد بشكل كبير على مواكبة التطورات، سواء في مجال استخدام التقنيات الزراعية أو في مجال استخدام الآلات الزراعية الحديثة، بالإضافة إلى علم هندسة الجينات الذي يحسن الأصناف ويزيد من كميات الإنتاج.
يرتبط مستقبل الزراعة ارتباطًا وثيقًا بمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي. لذلك، فإن أي دراسة تتناول مستقبل الزراعة يجب أن تتطرق إلى التكنولوجيا الزراعية الحديثة التي تسهل عمليات الإنتاج والتوزيع والتصدير والتخزين للمنتجات الزراعية، ومكافحة الآفات التي قد تهاجم المحاصيل وتقضي عليها وتقلل من إنتاجها، كما يجب معرفة كيفية تسميد التربة وزيادة خصوبة الأراضي الزراعية.
نظرة شاملة على تطور الزراعة
أخيرًا، ما أود الإشارة إليه في هذه الدراسة حول تطور الزراعة هو أن هذا المجال يحتاج إلى توظيف العقول والأيدي العاملة الواعية والمتعلمة التي تعرف جميع أساليب الزراعة من منظور علمي. ولحسن الحظ، فإن تطور الزراعة في العصر الحالي أصبح أسهل لأنه يعتمد على العلم المدروس في الجامعات.
أصبحت مختلف فروع الزراعة ذات تخصصات علمية تغطي كل ما يتعلق بهذا القطاع، بالإضافة إلى طرق مساعدة المحاصيل على التكيف مع المشكلات البيئية التي تؤثر سلبًا على القطاع الزراعي.
تواجه الزراعة اليوم العديد من التحديات، خاصة في ظل انتشار ندرة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والحاجة المستمرة إلى ري المحاصيل. لذلك، لا بد من اللجوء إلى الأسس العلمية في الحفاظ على تطور القطاع الزراعي بشكل مستمر، بهدف النهوض بالزراعة إلى أعلى المستويات.
الزراعة اليوم هي الركيزة الأساسية لإنتاج المواد الغذائية، سواء فيما يتعلق بالزراعة النباتية أو بالزراعة الحيوانية. لذلك، يجب أن يكون تطوير القطاع الزراعي شاملاً ومتكاملاً.
