مقدمة
يعتبر صحيحا البخاري ومسلم من أهم المصادر الحديثية في الإسلام بعد القرآن الكريم. وقد بذل الإمامان جهودًا مضنية في جمع الأحاديث الصحيحة وتمييزها عن غيرها. يهدف هذا المقال إلى استعراض أوجه التشابه والاختلاف بين هذين الصحيحين، وإبراز مكانتهما في السنة النبوية.
اختلافات منهجية بين الصحيحين
توجد عدة فروقات في المنهج الذي اتبعه الشيخان في تدوين صحيحيهما. على سبيل المثال، اشتمل صحيح الإمام مسلم على مقدمة ذكر فيها بعض الأحاديث التي لم تكن على شرطه، في حين أن صحيح البخاري لم يتضمن مقدمة. كذلك، كان الإمام البخاري يقطع الأحاديث في صحيحه بحسب الأبواب، مما جعل فقهه ظاهرًا في تبويبه. بينما كان الإمام مسلم يضع الحديث كاملاً في مكان واحد دون تقطيع. وقد اشترك كل من البخاري ومسلم في وضع بعض الأحاديث المعلقة التي حُذف من سندها راوٍ أو أكثر. بلغ عدد الأحاديث المعلقة في صحيح البخاري 1341 حديثًا، بينما بلغ عددها في صحيح مسلم 14 حديثًا فقط. ومن الاختلافات الأخرى في المنهج أن الإمام البخاري كان أكثر تشدداً في قبول الحديث من الإمام مسلم، على الرغم من اتفاقهما في شرطي العدالة والضبط في الرواة. واشترط البخاري في السند المعنعن اللقاء، بينما اكتفى مسلم بالمعاصرة مع إمكانية اللقاء.
تميز الصحيحين عن غيرهما
على الرغم من اتفاق علماء الحديث على شروط صحة الحديث من اتصال السند، واتصاف الراوي بالعدالة والضبط، وخلو الحديث من الشذوذ والعلة، إلا أنهم اختلفوا في تطبيق هذه الشروط. تشدد البخاري ومسلم في تصحيح الحديث، فلم يخرجا إلا ما كان في أعلى درجات الصحة، بينما تساهل غيرهم في تصحيح الحديث، كابن خزيمة وابن حبان. كما اشتملت كتب أصحاب السنن على الأحاديث الحسنة إلى جانب الأحاديث الصحيحة، بينما اقتصر البخاري ومسلم على الأحاديث الصحيحة في مصنفيهما.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.”
أهمية ومكانة الصحيحين
يحظى صحيح البخاري وصحيح مسلم بمكانة عظيمة ومنزلة كبيرة في الأمة الإسلامية. فهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى. وقد اتفقت جماهير علماء الأمة على منزلة هذين الكتابين، وعلى أنهما من المصادر الأساسية في معرفة الأحكام الشرعية. ولا يجوز لأحد الطعن فيهما أو التشكيك في أحاديثهما.
قال تعالى:
“وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ” (النجم: 3-4)
المراجع
- أبأكجكال عالي وأبو الحسن هشام المحجوبي وأبو مريم عبد الكريم صكاري (2015-2-25)،”التعريف المختصر بصحيح البخاري وصحيح مسلم”،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-10. بتصرّف.
- “السبب في تميز الصحيحين عن باقي كتب السنن”،www.islamweb.net، 2002-9-4، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-10. بتصرّف.
- “هل في البخاري ومسلم أحاديث ضعيفة ؟”،www.islamqa.info، 2008-11-16، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-10. بتصرّف.