معاني ودلالات سورة الانشقاق

استكشاف معاني سورة الانشقاق، محاورها الرئيسية، وتفسير مبسط لآياتها الكريمة.

نبذة عن سورة الانشقاق

سورة الانشقاق هي إحدى السور المكية، حيث نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة. يبلغ عدد آياتها خمس وعشرون آية. تعتبر من سور المفصل، وتُعرف أيضًا باسم “إذا السماء انشقت”. تتناول السورة قضايا هامة تتعلق بيوم القيامة وأحوال الناس فيه.

المحاور الأساسية لسورة الانشقاق

تتضمن سورة الانشقاق عدة محاور رئيسية، منها:

  • تصوير مشاهد وأحداث يوم القيامة الرهيبة والمفزعة.
  • توضيح أحوال الناس في يوم القيامة وانقسامهم إلى سعداء وأشقياء.
  • بيان مصير من يتلقى كتابه بيمينه، ومصير من يتلقى كتابه من وراء ظهره.
  • الحث على الإيمان والعمل الصالح، وأهمية الاستعداد ليوم الحساب.
  • التحذير من عواقب الكفر والإصرار على المعاصي والذنوب.

تفسير آيات سورة الانشقاق

فيما يلي تفسير لبعض آيات سورة الانشقاق:

(إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ)

تشير هذه الآية إلى أن السماء ستنفطر وتتصدع وتنشق في يوم القيامة، وهو مشهد عظيم يدل على نهاية هذا العالم وبداية عالم آخر.

(وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ)

أي أن السماء استجابت لأمر الله وأطاعت، وحق لها أن تفعل ذلك فهي مخلوقة وخاضعة لأوامره سبحانه وتعالى.

(وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ)

الأرض في ذلك اليوم ستُمد وتُبسط، وتزول عنها الجبال والهضاب، لتصبح مستوية تمامًا.

(وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ)

ستخرج الأرض كل ما في جوفها من الأموات والكنوز، وتتخلى عنهم جميعًا.

(وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ)

تكرار للتأكيد على طاعة الأرض واستسلامها لأمر الله.

(يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ)

يا أيها الإنسان، إنك ساعٍ وعامل في هذه الدنيا، وستلقى الله يوم القيامة ليحاسبك على عملك.

(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا)

أما من أُعطي كتابه بيمينه، فسوف يحاسب حسابًا سهلاً، ويعود إلى أهله في الجنة فرحًا.

(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا)

وأما من أُعطي كتابه من وراء ظهره، فسوف يدعو على نفسه بالهلاك، ويدخل نارًا مستعرة.

(إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا)

إنه كان في الدنيا فرحًا مغرورًا، وظن أنه لن يرجع إلى الله، بلى، إن ربه كان به بصيرًا وسيحاسبه.

(فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ)

أقسم الله بالشفق، وهو الحمرة التي تظهر في الأفق عند الغروب، وبالليل وما جمع من المخلوقات، وبالقمر إذا اكتمل نوره.

(لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ)

لتمرن أيها الناس بأحوال مختلفة ومتنوعة، من الطفولة إلى الشباب إلى الشيخوخة إلى الموت، ثم البعث والنشور.

(فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)

ما الذي يمنع هؤلاء الكفار من الإيمان بالله ورسوله؟

(وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ)

إذا تلي عليهم القرآن لا يخضعون ولا يطيعون أوامر الله.

(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ)

هؤلاء الكفار مستمرون في التكذيب والعناد، والله أعلم بما يخفون في صدورهم.

(فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)

فأخبرهم بعذاب شديد، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر دائم غير مقطوع.

المراجع

  • التفسير الميسر
  • تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن)
  • تفسير العثيمين جزء عم
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

معاني سورة الإنسان وفضائلها

المقال التالي

إضاءات حول سورة الانفطار

مقالات مشابهة