مشروعية مظاهر الاحتفال بشهر رمضان

استكشاف حكم وضع الزينة في شهر رمضان المبارك وتجميل المساجد، مع بيان الشروط والضوابط الشرعية لهذه المظاهر.
مقدمة
الرأي الشرعي في زينة رمضان
حكم تجميل المساجد في شهر رمضان
ضوابط استخدام الزينة في شهر رمضان
المراجع

مقدمة

اعتاد المسلمون على إظهار الفرح والبهجة بقدوم المناسبات الدينية، سواء كان ذلك من خلال الملبس، أو الزخارف، أو المجوهرات، أو غيرها من وسائل التزيين التي تُستخدم لتجميل البيوت والمباني. ومن بين هذه المناسبات التي يحرص المسلمون على الاحتفال بها عيد الأضحى، حيث تُستخدم الزينة لإظهار أهمية عبادة الأضحية، وعيد الفطر السعيد، وحلول شهر رمضان المبارك. وفي شهر رمضان، غالبًا ما يتم استخدام أشكال الهلال والنجمة والفوانيس الملونة التي تُنير البيوت والشوارع.

الرأي الشرعي في زينة رمضان

تضاربت الروايات بشأن تاريخ زينة رمضان، وخاصةً الفوانيس. يُقال إنها تعود إلى العصر الفاطمي، عندما وصل المعز لدين الله إلى القاهرة واستقبله سكانها بفوانيس ملونة. ويُروى أيضًا أنه في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي، كانت النساء إذا خرجن بمفردهن ليلًا، يرافقهن صبي يحمل فانوسًا مضيئًا. وفي رواية أخرى عن ابن بطوطة، ارتبطت الفوانيس بحلول وقت السحور في الحرم المكي.

أما الحكم الشرعي في استخدام الزينة في رمضان فهو الإباحة، لعدم وجود دليل شرعي يمنعها. وإذا كان القصد من استخدام الزينة هو الفرح بقدوم رمضان، أو الإعلام بوقت السحور، فقد يرتقي الأمر إلى درجة الاستحباب، فالأعمال بالنيات.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”.

حكم تجميل المساجد في شهر رمضان

لا حرج في تزيين المساجد ونقشها، وقد امتنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن ذلك من باب الاحتياط والأخذ بالأمور الأفضل، والابتعاد عن التكلف. وقد استند بعض الفقهاء إلى فعل عمر في كراهة تزيين المساجد.

وقد فرق الفقهاء بين مصدر المال المستخدم في بناء المسجد؛ فإذا كان المال وقفًا، فالأولى أن يُبنى المسجد بالقدر المتعارف عليه. أما إذا كان المال من المتبرعين، فلا حرج في أن يزينوه بما تجود به أنفسهم.

عندما بنى النبي -صلى الله عليه وسلم- مسجدًا في المدينة المنورة، بناه من اللبن وسقفه بجريد النخل، وكانت الأعمدة من خشب النخيل. وهذا هو النحو الذي كان متبعًا في بناء جميع البيوت في ذلك الوقت. ولم يزد أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب شيئًا عما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-. أما الخليفة الذي أحدث فارقًا وزيادة في بناء المسجد فهو عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث استخدم في بناء جدرانه الحجارة المنقوشة.

ضوابط استخدام الزينة في شهر رمضان

تعليق أشكال النجمة والهلال لا يوجد أصل شرعي يدل على أنها رموز تعبيرية تدل على الإسلام أو أي مناسبة من مناسباته. ولكي يتم تنظيم استخدام الأشكال الهندسية في زينة المساجد، يجب مراعاة عدة أمور منها:

  • عدم الاعتقاد بأن الزينة عبادة، بل هي من الأمور العادية المباحة.
  • عدم الإسراف في شراء هذه الزينة بأثمان باهظة.
  • ألّا يوجد في هذه الزينة صور لذوات الأرواح، أو أن يكون فيها معازف.

المسجد هو مكان للعبادة والتعلم، وفيه تُعقد الحلقات الفقهية، وفيه يوجه العالم العابد لما فيه خير وصلاح لنفسه في دينه ودنياه. والمسجد هو المكان الذي بدأ فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وفيه استقبل عليه الصلاة والسلام الوفود وبعث منه جيوش الفتوحات الإسلامية. وبذلك نصل إلى أن المسجد هو رمزًا للركن الثاني من أركان الإسلام، وهو مكان تجمع المسلمين على خير دينهم ودنياهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان.”

المراجع

  1. صقر، عطية ،فتاوى دار الإفتاء المصرية، صفحة 272. بتصرّف.
  2. حوى، سعيد،الأساس في السنة و فقهها، صفحة 914.
  3. أبحوى، سعيد،الأساس في السنة وفقهها، صفحة 915. بتصرّف.
  4. المنجد، محمد صالح،موقع الإسلام سؤال و جواب، صفحة 217.
  5. محمد بن حمود الوائلي (23/5/2009)،”مكانة المسجد في الإسلام رابط المادة: “،طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2022. بتصرّف.
Total
0
Shares
المقال السابق

استعراض أحكام ارتياد مدافن الأنبياء

المقال التالي

التطاول على الدين: نظرة شرعية

مقالات مشابهة