مشروعية ارتداء خاتم العقيق

مشروعية ارتداء خاتم العقيق، أنواع فصوص الخواتم، أحكام ارتداء الخواتم للرجال، مراجع ومصادر. ارتداء خاتم الفضة جائز، بينما يرى بعض العلماء استحباب خاتم العقيق.

مقدمة

لطالما كانت الزينة جزءًا من الطبيعة البشرية، والخواتم إحدى أدوات الزينة التي يتزين بها الناس. وقد اختلف العلماء في تحديد حكم ارتداء أنواع معينة من الخواتم، خاصة فيما يتعلق بنوع المعدن المستخدم في صناعة الخاتم أو الفص.

الرأي الشرعي في ارتداء خاتم العقيق

يرى بعض العلماء استحباب ارتداء خاتم العقيق، بينما يجيز آخرون ارتداء خاتم الفضة. ويستند من يرى الاستحباب إلى الأحاديث المروية التي تحث على ذلك، معتبرين أن أقل درجات الأمر هو الاستحباب. وقد ذكر الإمام أحمد أن خواتم الصحابة كانت من الفضة. وفيما يتعلق بالأحجار الكريمة، يذكر بعض أهل العلم أن الخاتم الذي فصه من ياقوت يحمي صاحبه من الطاعون بإذن الله.

وقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-:(أن خاتمه -صلى الله عليه وسلم- كان من فضه، وكان فصه منه)، وهذا يشير إلى أن الفص يمكن أن يكون من نفس مادة الخاتم. وذهب البعض إلى أنه قد يكون حبشياً. وإن صح هذا القول، فربما كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- خاتمان، أحدهما فصه من عقيق والآخر من فضة. إلا أنه لا يوجد حديث صحيح يثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ارتدى خاتماً كاملاً من العقيق.

أنواع فصوص الخواتم

كما ذكر سابقاً، اتخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتماً من فضة، وكان فص الخاتم أحياناً من نفس المادة وأحياناً من غيرها. فإذا كان الفص من نفس مادة الخاتم (الفضة)، فلا يوجد مانع في ذلك. إلا أن بعض الصحابة -رضي الله عنهم- نهوا عن أن يكون الفص من مادة أخرى. أما إذا كان الفص من الذهب وكان يسيراً، فقد اختلف العلماء في حكمه على قولين:

  1. التحريم: وهو رأي أحمد والشافعي وأبو يوسف ومحمد والقاضي وأبو خطاب، مستندين إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:(هذا حرام على ذكور أمتي حلٌ لإناثها).
  2. الإباحة: وهو قول أبي بكر عبدالعزيز وأبي بركات وابن تيمية وحفيده أبي العباس، وظاهر كلام أحمد، وقول أبو حنيفة ومالك، مستندين إلى الحديث النبوي:(‏نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن لبس الذهب إلا مُقطعا). وكلمة “مقطعاً” هنا تعني اليسير. ويُعتبر هذا الرأي أصح من الأحاديث التي نهت عن اليسير من الذهب.

أما إذا كان الفص من الجواهر، فقد أبيح للرجال والنساء، حيث أن النهي خاص بخاتم الذهب.

حكم ارتداء الخاتم للرجال

ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:(كان خاتم النبي -صلى الله عليه وسلم- من وَرِقٍ وكان فصُّه حبشيًّا)، وهذا يدل على أن الرسول كان يلبس خاتماً. وقد ذهب الحنفية إلى أن التختم سنة لمن احتاج إليه كالسلطان والحاكم وذوي النفوذ وغيرهم، أما من كان غير ذلك فتركه أفضل لمن كان لا يحتاج إليه.

يتضح مما سبق أن ارتداء الخاتم جائز للرجال ما لم يكن من ذهب، والأفضل أن يكون من الفضة، وهو ما تدل عليه الأحاديث النبوية الشريفة.

المصادر

  • ابن رجب الحنبلي، أحكام الخواتيم، صفحة 667-669. بتصرّف.
  • رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5870، صحيح.
  • ابن رجب الحنبلي، مجموع رسائل ابن رجب، صفحة 671-673. بتصرّف.
  • رواه النسائي، في صحيح النسائي، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:5164، صحيح.
  • رواه النسائي، في صحيح النسائي، عن معاوية بن أبي سفيان، الصفحة أو الرقم:5165، صحيح.
  • رواه الألباني، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:71، صحيح.
  • عبدالعزيز بن سعد الدغيثر (8/6/2018)،”احكام الخواتم للرجال”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2022. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

رأي الشريعة في استخدام جلد الخنزير

المقال التالي

دروس وعبر من حكيم اليونان: سقراط

مقالات مشابهة