مشروعية إطلاق اسم يونس على الأبناء

استكشاف مشروعية تسمية المولود باسم يونس في الإسلام، مع عرض لتصنيفات الأسماء المستحبة، بدءًا بعبد الله وعبد الرحمن، مرورًا بالأسماء المضافة لله، وانتهاءً بأسماء الأنبياء والصالحين.

مقدمة

تعتبر تسمية المولود من المسائل المهمة في الشريعة الإسلامية، وهي حق من حقوق الولد على والده. وقد بين العلماء ضوابط عديدة يجب مراعاتها عند اختيار اسم للمولود. اسم “يونس” هو من بين الأسماء التي يكثر السؤال عنها، وسنتناول في هذا المقال حكم التسمية به وضوابطها.

حكم إجازة اسم يونس

اسم يونس هو اسم أعجمي الأصل، وقد أجاز العلماء التسمي به اتباعًا لسنة نبي الله يونس -عليه السلام-. بل واستحب الشرع تسمية الأبناء بأسماء الصالحين، وعلى وجه الخصوص أسماء الأنبياء والمرسلين –صلوات الله وسلامه عليهم- تأسّياً بهم واقتداءً بصفاتهم وأخلاقهم الحميدة. وقد سمى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ابنه إبراهيم. فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (وُلِدَ لي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ، فَسَمَّيْتُهُ باسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ).

أفضل الأسماء في الشريعة الإسلامية

توجد مراتب للأسماء الحسنة في الإسلام، وسنتناولها بالتفصيل:

النوع الأول: التسمية بـ عبد الله و عبد الرحمن

وردت أحاديث صحيحة تدل على استحباب التسمي باسمي عبد الله وعبد الرحمن تحديدًا، وأن هذين الاسمين هما أحب الأسماء إلى الله تعالى. فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ أحَبَّ أسْمائِكُمْ إلى اللهِ عبدُ اللهِ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ). وقد سمى النبي -عليه الصلاة والسلام- عمه العباس عبد الله، وكان في الصحابة الكرام نحو ثلاثمئة رجل تسمى باسم عبد الله.

النوع الثاني: الأسماء المنسوبة إلى الله عز وجل

يستحب التسمي بالأسماء المضافة إلى الله -تعالى- بأي اسم من أسمائه الحسنى، والتي تحمل معنى العبودية الخالصة له سبحانه؛ مثل عبد القادر، وعبد الحليم، وعبد العزيز، وعبد الملك، وغيرها من الأسماء المشابهة. وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- أن الهروي -رحمه الله تعالى- كان يسمي أهل بلدته بعامة أسماء الله الحسنى، وقال: وكذلك أهل بيتنا. ولكن يجب التنبيه هنا أنه لا يصح نسبة حديث: (خير الأسماء ما عبّد وحمّد) إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان معناه صحيحًا في ذاته.

النوع الثالث: أسماء الأنبياء والرسل الكرام

حثّ الشرع الإسلامي على التسمي بأسماء الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام-، لما في ذلك من تذكير بأخلاقهم الحميدة وصفاتهم النبيلة. وأفضل هذه الأسماء هو اسم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ثم يليه في الاستحباب أسماء أولي العزم من الرسل، وهم: إبراهيم وموسى وعيسى ونوح -عليهم الصلاة والسلام-، ثم بقية الأنبياء والمرسلين.

النوع الرابع: أسماء عباد الله الصالحين

يستحب التسمي بأسماء الصالحين من عباد الله المؤمنين، وذلك اقتداءً بهم وبأعمالهم الصالحة. وأكثر الأسماء استحباباً هي أسماء الصحابة والصحابيات -رضي الله عنهم جميعاً-، ثم سائر الصالحين والعلماء العاملين.

النوع الخامس: الأسماء ذات الدلالات الجميلة

حث الشرع على اختيار الأسماء ذات المعاني الحسنة، ودعا إلى تجنب الأسماء التي تحمل معانٍ سيئة أو منفرة، حفاظاً على حق المولود في اسم حسن، فضلاً عما قد يتركه الاسم الحسن أو القبيح من أثرٍ عميق في نفس المولود وشخصيته. وقد غيّر النبي -عليه الصّلاة والسّلام- العديد من أسماء الصحابة إلى الأسماء الحسنة والأجمل. فقد روي عن عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما- قوله: (كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ اسْمُهَا بَرَّةُ فَحَوَّلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اسْمَهَا جُوَيْرِيَةَ، وَكانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقالَ: خَرَجَ مِن عِنْدَ بَرَّةَ).

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الضوابط الشرعية لإطلاق اسم يوسف

المقال التالي

بيان حكم ذكر اسم الله قبل الاغتسال في دورة المياه

مقالات مشابهة