مقدمة
نقص الحديد هو مشكلة صحية منتشرة بين مختلف الفئات العمرية. لا يُعتبر نقص الحديد مرضًا قائمًا بذاته، بل هو عبارة عن مجموعة من العلامات التي تظهر نتيجة لعدم وجود كميات كافية من خلايا الدم الحمراء الضرورية لنقل الأكسجين إلى أجزاء الجسم المختلفة، أو بسبب انخفاض مستوى الهيموغلوبين، وهو البروتين المسؤول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء. يحتاج الجسم إلى عنصر الحديد لإنتاج الهيموغلوبين. يحتاج الذكور البالغون إلى ما بين 13 و 18 غرامًا من الحديد لكل ديسيلتر من الدم، بينما تحتاج الإناث إلى ما بين 11.5 و 15.5 غرامًا لكل ديسيلتر.
يفقد الشخص البالغ السليم ما يقارب 0.5 إلى 1 ملليغرام من الحديد يوميًا عن طريق التعرق والبراز والبول، بينما تفقد المرأة ما بين 30 و 40 ملليترًا من الدم شهريًا خلال الدورة الشهرية، وهو ما يعادل تقريبًا 0.5 إلى 0.7 ملليغرام من الحديد يوميًا. قد يكون نقص الحديد مؤقتًا ويزول بمجرد علاج الأسباب المؤدية إليه، أو قد يكون مستمرًا.
الأسباب المؤدية إلى نقص الحديد
هناك عدة أسباب رئيسية لنقص الحديد في الجسم، منها:
- تدمير خلايا الدم الحمراء بمعدل أسرع من قدرة نخاع العظم على إنتاجها.
- فقدان كميات كبيرة من الدم نتيجة للحوادث والإصابات المختلفة، أو العمليات الجراحية.
- نقص في العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد وحمض الفوليك وفيتامين ب12، وذلك بسبب سوء التغذية أو اتباع أنظمة غذائية غير صحية.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل الثلاسيميا، وهو مرض وراثي يؤدي إلى تكسر خلايا الدم الحمراء، وأمراض الجهاز الهضمي مثل اضطرابات الأمعاء التي تعيق امتصاص الحديد من الطعام.
قال تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (الأعراف: 31).
علامات وأعراض نقص الحديد
تتفاوت الأعراض الظاهرة لنقص الحديد من شخص لآخر، ولكن بشكل عام، تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- التعب والإرهاق الشديدين وفقدان القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
- شحوب لون البشرة والجلد والأغشية المخاطية.
- زيادة سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
- ضيق في التنفس وصعوبة في التقاط الأنفاس.
- الدوخة والدوار والشعور بعدم التوازن.
- تورم القدمين والكاحلين والشعور بتنميل في الأطراف.
- صداع مستمر.
- برودة اليدين والقدمين.
- تقصف الأظافر.
- الرغبة الشديدة في تناول مواد غير غذائية مثل الثلج أو الطين.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز» (صحيح مسلم).
مراحل وأنواع نقص الحديد
تتراوح درجة نقص الحديد ما بين الخفيفة والمتوسطة والشديدة. قد لا تظهر أعراض واضحة على الشخص المصاب بنقص الحديد الخفيف، ولكن تزداد حدة الأعراض تدريجيًا كلما زادت درجة النقص.
أنواع نقص الحديد
تختلف أنواع نقص الحديد تبعًا للسبب المؤدي إليه:
- نقص الحديد الناتج عن نقص الحديد: يحدث نتيجة عدم الحصول على كميات كافية من الحديد من النظام الغذائي، وهو ضروري لبناء الهيموغلوبين اللازم لإنتاج خلايا الدم الحمراء.
- نقص الحديد الناتج عن نقص حمض الفوليك: حمض الفوليك ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء السليمة.
- نقص الحديد الناتج عن نقص فيتامين ب12: يلعب فيتامين ب12 دورًا حيويًا في تكوين خلايا الدم الحمراء والحفاظ على صحة الجهاز العصبي.
- نقص الحديد الناتج عن خلل في خلايا الدم الحمراء: قد يحدث بسبب مشاكل وراثية أو أمراض أخرى تؤثر على قدرة الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء السليمة.
أساليب معالجة نقص الحديد
يعتمد علاج نقص الحديد على تحديد السبب الرئيسي وشدة النقص. تشمل طرق العلاج الشائعة ما يلي:
- تناول الغذاء الصحي الغني بالحديد: التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل الخضروات الورقية الخضراء الداكنة واللحوم الحمراء والكبد والأسماك والمأكولات البحرية والدجاج.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على حمض الفوليك: مثل الكبد والفطر والخضروات الورقية.
- تجنب شرب القهوة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين: لأنها تعيق امتصاص الحديد.
- أخذ قسط كاف من الراحة والنوم: لأن ذلك يساعد الجسم على التعافي واستعادة نشاطه.
- تناول مكملات الحديد: في الحالات الشديدة، قد يصف الطبيب أقراص الحديد لتعويض النقص.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا الهرم» (رواه الترمذي).