المحتويات:
مكانة صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم
يُعتبر جيل صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من خير الأجيال على الإطلاق، وذلك لما قدموه من تضحيات جليلة في سبيل خدمة الدين الإسلامي والدفاع عنه. لقد كانت الفترة الأولى من تاريخ الإسلام بمثابة مرحلة تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، بعد سنوات من المعاناة التي تحملها المسلمون الأوائل في مكة.
من هو أنس بن مالك؟
برز اسم الصحابي الجليل أنس بن مالك – رضي الله عنه – كأحد أبرز الصحابة الذين تشبعت قلوبهم بحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام. لقد كان همه الأكبر هو نشر دين الله تعالى. في هذه المقالة، سنتناول حياة الصحابي أنس بن مالك، مع التركيز على أهم المراحل في حياته وسيرته العطرة.
مولده ونشأته
وُلد أنس بن مالك في المدينة المنورة في السنة العاشرة قبل الهجرة النبوية. كان والده، مالك بن النضر، من بني الخزرج في المدينة، وكانت والدته هي أم سليم بنت ملحان، التي آمنت بالإسلام مع ابنها. رفض والد أنس الإيمان بالرسالة وهاجر إلى الشام، حيث توفي هناك على الكفر.
بعد ذلك، تزوجت أم سليم من أبي طلحة الأنصاري. كان من بين إخوة أنس – رضي الله عنه – البراء بن مالك وزيد بن مالك – رضي الله عنهما -، وأخوه من جهة أمه هو أبو عمير، الذي كان يداعبه النبي صلى الله عليه وسلم وهو طفل صغير.
صلته بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم
كانت علاقة أنس بن مالك بالنبي – صلى الله عليه وسلم – علاقة قوية ومميزة. لازم النبي صلى الله عليه وسلم منذ قدومه إلى المدينة المنورة مهاجراً. كان عمر أنس – رضي الله عنه – عشر سنوات عندما أتت به أمه (أم سليم) إلى رسول الله ليكون خادمًا وكاتبًا بين يديه.
أحبّ أنس النبي صلى الله عليه وسلم حبًا عظيمًا، ووصف تعامله اللطيف معه؛ إذ لم يعنفه يومًا ولم يسبه أو يغلظ له في القول، ولم يأمره بشيء من حوائج الدنيا ولم ينهه عن شيء. وقد وصف أنس النبي – عليه الصلاة والسلام – في أحاديثه، حينما حدّث بأنه لم يمس كفاً ألين مِن كَفِّ رسول الله، ولم يَشتَم رائحةً أجمل وأزكى من رائحة رسول الله.
وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته
“.
وفاته
استجاب الله لدعاء نبيه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك، فبارك له في ماله وولده، فأصبح له الكثير من الأولاد والأحفاد، وعاش عمرًا طويلاً حتى كان آخر من توفي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
توفي أنس بن مالك – رضي الله عنه – في العام الثالث والتسعين للهجرة، ودفن في البصرة، تاركًا وراءه إرثًا عظيمًا من العلم والفضل. رضي الله عنه وأرضاه.
وقد وردت بعض الروايات التي تشير إلى علامات اقتراب أجله، فعن أنس رضي الله عنه قال: “لما حضرت أنسا الوفاة، قال: لقنوني لا إله إلا الله، فلما قالها، قال: الحمد لله الذي نجاني من النار”.