لمحة عن تاريخ كرة اليد

استكشاف تطور كرة اليد، من جذورها القديمة إلى الرياضة العالمية الحديثة. معلومات عن كرة اليد الشاطئية وبطولات كرة اليد وتأسيس الاتحاد الدولي لكرة اليد.

مقدمة عن كرة اليد

تُعد رياضة كرة اليد من الرياضات الجماعية التي تمتد جذورها إلى عصور قديمة. تظهر آثار ممارسات شبيهة بهذه اللعبة في الحضارات القديمة، حيث وجدت رسومات ومنحوتات في الحضارة الفرعونية تشير إلى ممارسات مشابهة. كما عرفت حضارات أمريكا الوسطى والجنوبية أشكالاً مختلفة من اللعب بالكرة تعتمد على اليد.

أما الشكل الحديث لكرة اليد، فقد بدأ بالتبلور في أواخر القرن التاسع عشر في مناطق أوروبا الشمالية، خصوصاً في الدول الاسكندنافية وألمانيا. يُعزى الفضل الأكبر في تطوير القواعد والأسس الحديثة للعبة إلى خبراء التربية البدنية الألمان. وفي السويد، قام جي والستروم بدور هام في نشر اللعبة وإدخالها إلى الساحة الرياضية السويدية في عام 1910. وفي الأربعينيات من القرن العشرين، شهدت الدنمارك ابتكار نسخة داخلية من كرة اليد، تُمارس في الصالات المغلقة، مما ساهم في تعزيز انتشار اللعبة وجعلها رياضة فريقية تتكون من سبعة لاعبين في كل فريق.

في عام 1917، تم نشر أول مجموعة من القواعد الحديثة للعبة في ألمانيا، وذلك بفضل جهود كل من ماكس هايزر وكارل شيلينز وإريك كونيغ. قام كارل شيلينز لاحقاً بإجراء تحسينات على هذه القواعد في عام 1919، لتصبح هذه النسخة المنقحة هي الأساس للقواعد الدولية الأولى التي استُخدمت في المباريات الدولية. في عام 1925، أُقيمت أول مباراة دولية للرجال جمعت بين منتخبي ألمانيا والنمسا، وفي عام 1930، شهدت كرة اليد أول مباراة دولية للسيدات بين المنتخبين الألماني والنمساوي أيضاً. أما أول مباراة كرة يد داخل صالة مغلقة، فقد كانت في عام 1935 بين الدنمارك وسويسرا.

ظهرت كرة اليد كرياضة أولمبية للمرة الأولى في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في ميونخ عام 1972. فاز فريق يوغسلافيا بالميدالية الذهبية في منافسة شارك فيها ستة عشر فريقاً من الرجال. وفي عام 1976، أُدرجت كرة اليد النسائية في الألعاب الأولمبية التي استضافتها مونتريال، حيث فاز منتخب الاتحاد السوفيتي بالميدالية الذهبية. واليوم، تُعد كرة اليد رياضة عالمية تحظى بشعبية واسعة، ويمارسها ملايين اللاعبين المحترفين حول العالم. يُقدر عدد ممارسيها بسبعة ملايين رياضي.

تاريخ كرة اليد الشاطئية وتطورها

تعود بدايات كرة اليد الشاطئية إلى عام 1990، عندما ظهرت في جزيرة بونزا الصغيرة الواقعة جنوب إيطاليا. استضافت هذه الجزيرة أول بطولة لكرة اليد الشاطئية في عام 1992، وفي نفس العام تم تأسيس لجنة مخصصة لتنظيم هذه الرياضة. ومع ذلك، لم يتم الاعتراف رسمياً بكرة اليد الشاطئية حتى عام 1994، عندما حظيت باعتراف الاتحاد الدولي لكرة اليد (IHF). جاء هذا الاعتراف بعد عام واحد من إقامة أول بطولة دولية لكرة اليد الشاطئية في عام 1993.

في عام 2000، أُقيمت أول بطولة أوروبية رسمية في كرة اليد الشاطئية في مدينة جيتا الإيطالية. فاز منتخب روسيا البيضاء للرجال باللقب الأول لأبطال أوروبا في هذه الرياضة. ومع تزايد شعبية كرة اليد الشاطئية، أُقيمت أول بطولة للناشئين في عام 2008.

نظرة على تاريخ بطولات كرة اليد

أُقيمت أول بطولة عالمية لكرة اليد للرجال في عام 1938 في ألمانيا، حيث فاز المنتخب الألماني بالميدالية الذهبية على حساب منتخب النمسا. ومنذ ذلك الحين، سيطرت المنتخبات الأوروبية على جميع الميداليات في هذه البطولة. تُعتبر دولة قطر الدولة الوحيدة غير الأوروبية التي تمكنت من الحصول على ميدالية في بطولة العالم لكرة اليد للرجال، وذلك بوصولها إلى النهائي في عام 2015، لكنها خسرت أمام المنتخب الفرنسي الذي فاز باللقب.

منذ انطلاقها، كانت بطولة العالم لكرة اليد للرجال تُقام مرة كل أربع سنوات، ولكن بعد بطولة عام 1995، أصبحت تُقام مرة كل سنتين. يُنظم هذه البطولة العالمية الاتحاد الدولي لكرة اليد، الذي يُنظم أيضاً بطولة العالم لكرة اليد للسيدات، والتي أُقيمت لأول مرة في عام 1957، بالإضافة إلى بطولات الناشئين من الجنسين.

تأسيس الاتحاد الدولي لكرة اليد ودوره

يرجع تاريخ تأسيس أول هيئة حاكمة لرياضة كرة اليد إلى عام 1928، حيث تم تأسيس ما يُعرف بالاتحاد الدولي لكرة اليد للهواة (IAHF) بمناسبة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في أمستردام.

في عام 1946، تم تأسيس الاتحاد الرسمي والفعلي لكرة اليد في مدينة كوبنهاغن الدنماركية، والذي عُرف باسم الاتحاد الدولي لكرة اليد (IHF). شغل الأمريكي أفري بروندج، الذي أصبح فيما بعد رئيساً للجنة الأولمبية، منصب أول رئيس لهذا الاتحاد. يُعتبر الاتحاد الدولي لكرة اليد الهيئة الإدارية والرقابية لرياضة كرة اليد على مستوى العالم، ويضم 159 اتحاداً وطنياً مختلفاً.

يضطلع هذا الاتحاد العالمي بالعديد من المسؤوليات والواجبات، بما في ذلك وضع قواعد اللعبة وتعديلها، وتنظيم المسابقات العالمية وفقاً للنظام الأساسي للاتحاد، والإشراف على بطولات كرة اليد الأولمبية والعالمية، بالإضافة إلى تحديد جدول زمني للأحداث الدولية المتعلقة بهذه الرياضة. يتحمل الاتحاد الدولي مسؤولية اختيار الحكام الدوليين وتدريبهم، بالإضافة إلى تنظيم الدورات التدريبية للحكام والمدربين بهدف رفع كفاءتهم. يعمل الاتحاد الدولي لكرة اليد على تقديم الدعم للجان المعنية في الاتحادات القارية المختلفة، بالإضافة إلى وضع الخطط والمقترحات التي تهدف إلى تطوير لعبة كرة اليد في المستقبل.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تطور كرة القدم في الألعاب الأولمبية الصيفية

المقال التالي

نظرة على تاريخ كردستان

مقالات مشابهة