المحتويات |
---|
مقدمة عن الولادة القيصرية
الولادة القيصرية، أو ما يُعرف بالجراحة القيصرية، هي إجراء جراحي يتم فيه استخراج الجنين من الرحم عبر شق جراحي في البطن والرحم. يتم اللجوء إلى هذا النوع من الولادة في الحالات التي تشكل فيها الولادة الطبيعية خطرًا على صحة الأم أو الجنين أو كليهما. تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الولادات القيصرية في تزايد مستمر على مستوى العالم.
في دراسة نشرت عام 2016 في مجلة بلوس ون، تبين أن حوالي 18.6٪ من الولادات في 150 دولة تتم عن طريق الولادة القيصرية. وتختلف هذه النسبة بين الدول النامية والمتقدمة، حيث تبلغ حوالي 6٪ في الدول النامية و 27.2٪ في الدول المتقدمة.
أنواع الشقوق الجراحية في العمليات القيصرية
تختلف أنواع الشقوق الجراحية المستخدمة في الولادة القيصرية، وقد شهدت هذه الإجراءات تطورًا ملحوظًا أدى إلى تقليل فرص ظهور الندوب بشكل كبير مقارنةً بالماضي.
العملية القيصرية الكلاسيكية
في هذا النوع من العمليات، يتم إجراء شق جراحي طولي وعمودي في منتصف البطن والرحم. هذه الطريقة لم تعد شائعة بسبب حجم الشق الكبير وزيادة خطر المضاعفات الصحية، مثل الفتق وعدم إمكانية الولادة الطبيعية في الحمل المستقبلي.
الشق العرضي أو الأفقي المنخفض
هو النوع الأكثر شيوعًا، حيث يتم إجراء شق أفقي عند خط شعر العانة فوق المثانة. يتميز هذا النوع بسرعة التعافي وانخفاض نسبة المضاعفات الصحية، مع إمكانية الولادة الطبيعية في المستقبل.
الشق العمودي المنخفض
يشبه العملية الكلاسيكية، ولكن الشق يكون في موقع أدنى. يستخدم هذا النوع في الحالات التي يكون فيها وضع الجنين غير طبيعي في الرحم.
الأسباب الموجبة للجوء إلى الولادة القيصرية
قد تكون الولادة القيصرية اختيارية في بعض الحالات، أو قد يقررها الطبيب بناءً على ظروف غير اعتيادية خلال الولادة أو قبلها. إذا كانت العملية اختيارية، يمكن إجراؤها بدءًا من الأسبوع 39 من الحمل. في بعض الحالات، قد تكون العملية القيصرية أكثر أمانًا للأم والجنين من الولادة الطبيعية.
توقف المخاض
قد لا يتطور المخاض بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى عدم توسع عنق الرحم بشكل كافٍ لولادة الجنين، على الرغم من الانقباضات القوية لساعات طويلة.
اضطراب صحة الجنين
قد يلاحظ الطبيب اضطرابًا في صحة الجنين، مثل تغير نبض القلب.
تموضع الجنين
في حال كان وضع الجنين غير آمن للولادة الطبيعية، مثل المجيء المقعدي أو الوضع العرضي.
الحمل بثلاثة أجنة أو أكثر
هذه الحالات تتطلب الولادة القيصرية.
بعض مشاكل المشيمة
مثل المشيمة المنزاحة التي تغطي عنق الرحم.
تدلي الحبل السري
في حال خروج جزء من الحبل السري قبل الجنين.
مشاكل متعلقة بصحة الأم الحامل
مثل اضطرابات القلب والدماغ، أو عدوى الهربس التناسلي النشطة.
انسداد قناة الولادة
مثل الناجم عن انزياح شديد في موقع الحوض نتيجة التعرّض لكسر، أو انسداد القناة نتيجة الألياف، أو امتلاك الجنين رأسًا ذا حجم كبير بشكلٍ غير طبيعيّ مثل الناجم عناستسقاء الرأس(بالإنجليزية: Hydrocephalus) الشديد.
إجراء عملية قيصرية في السابق
كما تمّ ذكره سابقاً قد ينجم عن إجراء نوع محدّد من العمليّات القيصريّة ارتفاع خطورة الولادة الطبيعيّة في المستقبل، مما يدفع الطبيب للتفكير بالولادة القيصرية مليًا.
كيف تتم الولادة القيصرية؟
تُجرى العملية القيصرية في المستشفى، ويتم تحديد موعد العملية مسبقًا في الحالات غير الطارئة. تحتاج المرأة عادةً للبقاء في المستشفى لمدة 3-4 أيام، ولكن هذا يختلف حسب حالة المرأة.
التحضيرات والاستعدادات قبل العملية
- التأكد من موافقة المرأة الحامل على العملية.
- مناقشة نوع التخدير المناسب مع المرأة الحامل.
- قياس العلامات الحيوية (ضغط الدم، النبض، درجة الحرارة).
- إزالة الشعر حول منطقة الشق الجراحي.
- وضع قسطرة لتفريغ المثانة من البول.
- وضع أجهزة مراقبة لضغط الدم والقلب.
خيارات التخدير قبل العملية القيصرية
توجد طرق مختلفة للتخدير، ويتم مناقشة الطريقة المناسبة مع المرأة الحامل قبل العملية:
- التخدير العام: تفقد المرأة الوعي الكامل.
- إحصار فوق الجافية: تفقد المرأة الإحساس بالجزء السفلي من الجسم مع المحافظة على الوعي.
- الإحصار النخاعي: يتم حقن المخدر مباشرة في السائل النخاعي الشوكي.
يُلجأ إلى التخدير العام في الحالات الطارئة، بينما يتم استخدام التخدير الموضعي في العمليات المخطط لها.
تفاصيل خطوات العملية
- الاستلقاء على السرير المخصص للعمليات.
- وضع ستار بين الجزء العلوي والسفلي من الجسم.
- إجراء الشق الجراحي حسب نوع الجراحة.
- ولادة الجنين (تستغرق 5-10 دقائق).
- رفع الجنين لرؤيته من قبل الأم.
- حقن المرأة بهرمون الأوكسيتوسين لتحفيز انقباض الرحم والحد من النزيف.
- قطب الجرح.
تستغرق العملية عادةً بين 40-50 دقيقة. في الحالات الطارئة، يتم التركيز على إخراج الجنين بأسرع وقت ممكن.
الرعاية بعد العملية القيصرية
بعد العملية، تحتاج المرأة للبقاء في المستشفى لعدة أيام. يتم قياس العلامات الحيوية بشكل دوري، وتقديم الرعاية اللازمة. يُفضل النهوض والمشي خلال يوم واحد من العملية للمساعدة على التخفيف من الألم والحد من خطر تشكل الخثرات الدموية. يتم تقديم مسكنات الألم المناسبة، وينصح بالحصول على كمية كافية من السوائل. بمجرد قدرة المرأة على الرضاعة، يتم تقديم الطفل لها.
إرشادات للتعافي والعناية بجرح الولادة القيصرية
تحتاج المرأة عادةً بين 6-8 أسابيع للتعافي بشكل كامل من جرح العملية القيصرية. خلال الأيام الأولى، قد تعاني من ألم واحتقان في منطقة الجرح.
- استخدام القربة أو الكمادات الدافئة على منطقة الجرح (بعد استشارة الطبيب).
- تناول مسكنات الألم عند الحاجة (باراسيتامول، إيبوبروفين).
- إراحة الجسم وتجنب الإجهاد وحمل الأوزان الثقيلة.
- تدعيم منطقة البطن خلال العطاس والسعال والضحك.
- شرب كميات كافية من السوائل.
- تجنب ممارسة العلاقة الجنسية لمدة ستة أسابيع بعد العملية.
- تجنب قيادة المركبات حتى التأكد من القدرة على التحكم بها بشكل كامل.
- مراجعة الطبيب في حال ظهور أي علامات تدل على الإصابة بالعدوى أو أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
الحمل الثاني بعد الولادة القيصرية
يمكن للمرأة استعادة القدرة على الإباضة خلال فترة قصيرة بعد الولادة، ولكن يُفضل الانتظار ما لا يقل عن ستة أشهر أو حتى سنة كاملة قبل التفكير بالحمل. يمكن أن تكون الولادة الطبيعية ممكنة في الحمل المقبل، وهذا يعتمد على مكان الشق الجراحي والتاريخ الصحي للمرأة. هذا يعرف بالولادة المهبلية بعد ولادة قيصرية (VBAC) وتعتبر آمنة في الغالب.
مخاطر ومضاعفات الولادة القيصرية
على الرغم من أمان العملية القيصرية، إلا أنها تعتبر عملية جراحية كبرى وقد تكون مصحوبة ببعض المخاطر:
المخاطر على الجنين:
- زيادة سرعة تنفس المولود (اضطراب تسرع النفس العابر).
- تعرض المولود لجرح خلال العملية (نادر الحدوث).
المخاطر على المرأة الحامل:
- الإصابة بالعدوى (التهاب بطانة الرحم).
- نزيف بعد الولادة.
- التعرض لردة فعل تحسسية تجاه التخدير.
- ارتفاع خطر تشكل الخثرة الدموية (الخثار الوريدي العميق، الانصمام الرئوي).
- ارتفاع خطر تعرض الجرح للعدوى.
- تعرض المرأة لإصابة في بعض المناطق المحيطة (المثانة، الأمعاء).
- ارتفاع خطر مضاعفات الحمل في الحمل المستقبلي.
نصائح لتقليل فرص الولادة القيصرية
تنصح الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد بتجنب الولادة القيصرية قدر الإمكان في حال عدم وجود حاجة طبية لذلك.
- اعتماد مركز صحي مناسب وذا كفاءة عالية.
- التثقف حول الحمل والولادة.
- السؤال حول الطرق التي يمكن اتباعها للمساعدة على تغيير وضعية الطفل المقعدي.
- استخدام الأدوية بحكمة واختيار موعد التخدير المناسب.