فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
حكمة عمر بن عبد العزيز في مواجهة الموت | انقر هنا |
تأملات عمر بن عبد العزيز في الخشية الإلهية | انقر هنا |
التقوى والاقتراب من الله سبحانه وتعالى: رؤية عمر بن عبد العزيز | انقر هنا |
بكاء الخليفة عند توليه المسؤولية | انقر هنا |
إرشادات عمر بن عبد العزيز للحكام | انقر هنا |
رحمة الخليفة بالعباد: أقواله وأفعاله | انقر هنا |
مجموعة من الحكم والأقوال المتنوعة | انقر هنا |
حكمة عمر بن عبد العزيز في مواجهة الموت
اشتهر عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- بحكمته العميقة ونصائحه القيّمة، وقد خصص جزءًا كبيرًا من أقواله للحديث عن الموت والاستعداد للقاء الله. فعند مروره بمقبرة، كان يقول مخاطباً أهل القبور: “إذا مررت بهم فنادهم إن كنت منادياً، وادعهم إن كنت داعياً، ومر بعسكرهم، وانظر إلى تقارب منازلهم. سل غنيهم: ما بقي من غناه؟ وسل فقيرهم: ما بقي من فقره؟ واسألهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون وعن الأعين التي كانوا بها ينظرون، وسلهم عن الجلود الرقيقة والوجوه الحسنة والأجساد الناعمة ما صنع بها الديدان تحت الأكفان وأكلت اللحان وعفرت الوجوه ومحت المحاسن وكسرت الفقاره وبانت الأعضاء ومزقت الأشلاء. أين حجابهم وقبابهم؟ وأين خدمهم وعبيدهم؟ وجمعهم وكنوزهم؟ وكأنهم ما وطئوا فراشا ولا وضعوا هنا متكا ولا غرسوا شجرا ولا أنزلوهم من اللحد قرارا أليسوا في منازل الخلوات؟ أليس الليل والنهار عليهم سواء؟ أليسوا في مدلهمة ظلماء؟ قد حيل بينهم وبين العمل وفارقوا الأحبة وكم من ناعم وناعمة أضحوا ووجوههم بالية وأجسادهم من أعناقهم بائنة أوصالهم ممزقة وقد سالت الحدق على الوجنات وامتلأت الأفواه دما وصديدا ودبت دواب الأرض في أجسادهم ففرقت أعضاءهم ثم لم يلبثوا إلا يسيرا حتى عادت العظام وميما. يا ساكن القبر غدا ما الذي غرك من الدنيا؟ أين دارك الفيحاء ونهرك المطرد؟ وأين ثمارك الينعة؟ وأين رقاق ثيابك؟ وأين طيبك ونحورك؟ وأين كسوتك لصيفك لشتائك؟ إنكَ إن استشعرتَ ذكرَ الموتِ في ليلِكَ أو نهارِكَ؛ بغَّضَ إليكَ كلَّ فانٍ وحبَّبَ إليكَ كلَّ باقٍ. أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا ولم تتركوا سدى، وإن لكم معادا يحكم الله بينكم فيه، فخاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم جنة عرضها السماوات والأرض. اعلموا أن الأمان غدا لمن يخاف اليوم وباع قليلا بكثير وفانيا بباق.” هذه الكلمات تعكس إدراكه العميق لزوال الدنيا وبقاء الآخرة.
تأملات عمر بن عبد العزيز في الخشية الإلهية
كان الخوف من الله ركيزة أساسية في حياة عمر بن عبد العزيز. فقد روي عنه أنه عندما نُصح بالحرص على أمن الطعام والصلاة، قال: “اللهم إن كنت تعلم أني أخاف يوماً دون يوم القيامة فلا تؤمن خوفي”. وكذلك قوله: “من خاف الله أخاف الله منه كلّ شيء، ومن لم يخف الله خاف من كلّ شيء”. تُظهر هذه الأقوال مدى عمق إيمانه وخشوعه لله سبحانه وتعالى، ومدى تأثير هذا الخوف في حياته وسلوكه.
التقوى والاقتراب من الله سبحانه وتعالى: رؤية عمر بن عبد العزيز
لم يكن فهم عمر بن عبد العزيز للتقوى مقتصراً على الصيام والصلاة فقط، بل تجاوز ذلك إلى ترك المحرمات وأداء الواجبات. فقد قال: “ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله، فمن رزق بعد ذلك خيراً فهو خير إلى خير”. وهذه الرؤية الشاملة للتقوى تُبرز أهمية تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع جوانب الحياة.
بكاء الخليفة عند توليه المسؤولية
روى عن زوجته فاطمة أنها رأته ذات يوم يبكي وهو جالس في مصلاه، فسألته عن سبب بكائه، فأجابها: “ويحك يا فاطمة، إني قد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت، فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب، والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمت أن ربي -عز وجل- سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، فخشيت أن لا تثبت لي حجة عند خصومته، فرحمت نفسي، فبكيت”. يُظهر هذا الموقف حساسية عمر بن عبد العزيز العميقة ومسؤوليته الكبيرة تجاه شعبه، وخوفه من عقاب الله.
إرشادات عمر بن عبد العزيز للحكام
قدم عمر بن عبد العزيز نصائح قيّمة للحكام والولاة، منها شرطه للقضاة أن يتصفوا بخمس خصال: العلم، الاستشارة، إلقاء الرثع، العدل، تحمل الأئمة. كما أكد على ضرورة الرجوع للكتاب والسنة، وأن الطاعة لا تكون لمن يخالف ذلك. وكانت كلماته دائماً تُركز على العدل والإنصاف.
رحمة الخليفة بالعباد: أقواله وأفعاله
برزت رحمة عمر بن عبد العزيز في العديد من أقواله وأفعاله، منها قوله: “إذا عدت المرضى فلا تنع إليهم الموتى”، وقوله: “انثروا القمح على رؤوس الجبال؛ لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين”. هذه الأقوال تعكس مدى اهتمامه بالضعفاء والفقراء، وحرصه على رفاهية جميع المسلمين.
مجموعة من الحكم والأقوال المتنوعة
تُنسب لعمر بن عبد العزيز العديد من الحكم والأقوال المتنوعة، مثل قوله: “قد أفلحَ مَنْ عُصِمَ من الهوى، والغَضَب، والطمع”، وقوله: “القلوبُ أوعيةٌ للأسْرارِ، والشِّفاهُ أقفالها والألسنُ مفاتيحُها، فلْيَحْفظ كلُّ امْرئٍ مِفتاحَ سِرِّه”، وقوله: “ما قرن شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم، ومن عفو إلى قدرة”، وكذلك قوله: “لا ينفع القلب إلا ما خرج من القلب”. هذه الأقوال تعكس حكمته في مختلف جوانب الحياة.