كشف أسرار تسمية سورة العنكبوت

التعرف على سورة العنكبوت، سبب تسميتها، أسباب نزولها، ومواضيعها الرئيسية.

محتويات

أصل تسمية سورة العنكبوت

سميت سورة العنكبوت بهذا الاسم نسبة إلى ذكر العنكبوت في الآية الكريمة: (الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً)،[١]. ويُرمز العنكبوت هنا إلى الضعف والهشاشة، حيث أن بيوت العنكبوت تُعرف بسهولة هدمها. وقد استغل المشركون هذا التشبيه للسخرية من النبي صلى الله عليه وسلم ومن السورة نفسها. فأجاب الله تعالى: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)،[٢] وأصبح هذا الاسم مُتداولاً منذ عهد الرسول الكريم.[٣][٤]

نبذة عن سورة العنكبوت

سورة العنكبوت سورة مكية، نزلت في أواخر العهد المكي، وتتألف من تسع وستين آية. تقع بين سورتي القصص والروم، وهي السورة التاسعة والعشرون في ترتيب المصحف الشريف. تُعد من أواخر السور المكية، فلم ينزل بعدها في مكة إلا سورة المطففين. وهي السورة الأولى من المجموعة الأولى من قسم المثاني. وقد اختلف العلماء حول كونها مكية خالصة أم أنها تحتوي على آيات مدنية، فبعضهم يرى أن أول عشر آيات منها مكية، تلتها سورة المطففين المكية، ثم استكملت باقي السورة في مكة والمدينة.[٥]

أسباب نزول السورة الكريمة

يُذكر عدة أسباب لنزول سورة العنكبوت، منها:[٦]

  • نزولها بعد مقتل مهجع، مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في غزوة بدر. وقد أعتقه عمر، وكان أول قتيل من المسلمين في تلك الغزوة. فأُنزلت الآية (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ).[٧] لتطمين أهله.
  • يُقال أيضاً أنها نزلت بسبب مؤمنين في مكة راسلوا النبي صلى الله عليه وسلم خلال رحلته إلى الحديبية في السنة السادسة للهجرة. وقد واجه هؤلاء المؤمنون مضايقات من المشركين، فنزلت الآية (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ).[٨] لتثبيتهم.

المواضيع الرئيسية في سورة العنكبوت

تتناول سورة العنكبوت مواضيع متنوعة، أهمها:[٩]

  • تثبيت قلوب المؤمنين، وتأكيد أن الجزاء الحقيقي هو الجنة لمن صبر على البلاء والفتن.
  • شرح معنى الإيمان الحقيقي، بأنه ليس مجرد قول باللسان، بل هو صبر على المكاره، وهو جوهر السورة.
  • النهي عن مُخالطة المشركين، ووجوب التبرؤ منهم حتى لو كانوا من الأقارب.
  • التشجيع على الحوار البناء، وترك الجدل العقيم.
  • ذكر أهمية الصبر، الجهاد، العمل الصالح، بر الوالدين، وعدم الانقياد لتأثيرات الكافرين.
  • بيان خطوات تحقيق الإيمان الصادق، كالقرآن، الصلاة، الذكر، العمل الصالح، التوكل، والمجاهدة.
  • إثبات أن القرآن الكريم من عند الله تعالى.
  • بيان نعم الله، وتأكيدها في الميزان يوم القيامة.
  • شرح جزاء المُبتلى، بأن الله يُكفر عنه سيئاته، ويرفع درجاته، ويجعله مثلاً يُقتدى به.

المراجع

[١] سورة العنكبوت، آية: 41

[٢] سورة الحجر، آية: 95

[٣] أحمد عبد الجواد (8/4/2018)،”مقاصد سورة العنكبوت”،الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2021. بتصرّف.

[٤] ابن عاشور،”سورة العنكبوت”،المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2021. بتصرّف.

[٥] سعيد حوى،”سورة العنكبوت”،المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 30/6/2021. بتصرّف.

[٦] أحمد حطيبة،”سنة الابتلاء”،المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 30/6/2021. بتصرّف.

[٧] سورة العنكبوت، آية: 2

[٨] سورة العنكبوت، آية: 2

[٩] سعيد حوى،”سورة العنكبوت”،المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 30/6/2021. بتصرّف.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أسرار سورة الطارق: التسمية، النزول، والمعاني

المقال التالي

كشف أسرار تسمية سورة الفرقان

مقالات مشابهة