فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
نبذة عن أصحاب الكهف | الفقرة الأولى |
مكان كهف أصحاب الكهف: تحديد الموقع | الفقرة الثانية |
كم كان عدد أصحاب الكهف؟ | الفقرة الثالثة |
الحِكم والعِبر من قصّة أصحاب الكهف | الفقرة الرابعة |
رحلة إيمان: من هم أصحاب الكهف؟
تُروي سورة الكهف قصة مجموعة من الشباب النبلاء، من خيرة قومهم، آمنوا بالله وحده، بعد أن أزال الله الغطاء عن قلوبهم، في عهد الإمبراطور الروماني دقيانوس، الذي كان يعبد الأصنام في زمنٍ انتشرت فيه دعوة السيد المسيح عليه السلام. خشيةً على إيمانهم، قرروا الهجرة بعيداً عن قومهم الذين سلكوا طريق الشرك بالله، كما جاء في القرآن الكريم:
(إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا* فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا).
بحثٌ عن الموقع: أين يقع كهف أصحاب الكهف؟
بعد قرارهم بالهجرة من أجل دينهم، لجأ هؤلاء الشباب إلى كهفٍ رحب، أصبح بفضل رحمة الله ملاذاً آمناً لهم. ألقى الله عليهم نوماً عميقاً دام ثلاثمئة وتسع سنوات. اختلفت آراء الباحثين وعلماء الآثار حول موقع هذا الكهف، فقد أشارت بعض الدراسات إلى تركيا، وأخرى إلى سوريا أو اليمن، بينما رجّح آخرون وجوده في الأردن. يُرجّح الكثير من الباحثين أن يكون كهف الرقيم، الواقع بالقرب من منطقة سحاب جنوب العاصمة الأردنية عمان، هو الكهف المذكور في القرآن الكريم، خاصةً مع وجود مسجد فوق الكهف، كما ورد في الآية:
(فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا).
عددٌ مجهولٌ: كم كان عدد أصحاب الكهف؟
لم تُحدد آيات القرآن الكريم عدد أصحاب الكهف بدقة. بعض الأقاويل تشير إلى ثلاثة فتية مع كلبهم، وآخرون يذكرون خمسة فتية وكلبهم، بينما يذهب البعض إلى سبعة فتية وكلبهم. مهما كان عددهم، فإنّ الله -عزّ وجلّ- عليمٌ بهم. ولكنّ الأهم هو استخلاص العِبر والمواعظ من هذه القصة. ففيها نرى رحمة الله الواسعة، حيث حفظهم خلال هذه المدة الطويلة بتسخير ملائكة تُقلّب أجسادهم، كما جاء في قوله تعالى:
(وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ).
وَألقى الله الرعب في قلوب الحاكم وأعوانه، فلم يجرؤ أحدٌ على الاقتراب من الكهف.
دروسٌ وعِبرٌ: ما هي الحكمة من قصة أصحاب الكهف؟
تُجسّد قصة أصحاب الكهف العديد من الدروس القيّمة، منها:
- التفكر في قدرة الله العظيمة، والإيمان بيوم البعث والنشور.
- اختبار الله لإيمان عباده في مواقف المحن والرخاء، كما في قوله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا).
- أهمية اختيار الصحبة الصالحة، كما فعل أصحاب الكهف، كما جاء في قوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).
- اللجوء إلى الله وطلب العون منه، مع اليقين بأن الله لن يخيب رجاء عباده، كما فعل أصحاب الكهف (فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا).
- دور الشباب في نشر الإسلام والدفاع عنه، (وَرَبَطنا عَلى قُلوبِهِم إِذ قاموا فَقالوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ لَن نَدعُوَ مِن دونِهِ إِلـهًا لَقَد قُلنا إِذًا شَطَطًا).
- الحكمة في التصرفات، فقد بعثوا رجلاً واحداً منهم لشراء الطعام، مع الحرص على اللين في التعامل وعدم لفت الانتباه، كما تُشير الآية إلى جواز اختيار الطيبات من الطعام دون إسراف (فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا).
- ترك الجدال في الأمور التي لا تفيد، والتركيز على العبر المستفادة من القصة.