قصص من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

لمحات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم: مواقف تدل على دعابته، صبره، تعامله مع زوجاته وأصحابه.

مقدمة

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثالاً يحتذى به في كل جوانب الحياة. لم تقتصر حياته على تلقي الوحي وتبليغه، بل شملت جوانب إنسانية عظيمة، منها لطفه، دعابته، صبره، وحسن تعامله مع زوجاته وأصحابه. هذه القصص تسلط الضوء على هذه الجوانب المشرقة في شخصيته صلى الله عليه وسلم.

نماذج من دعابة النبي

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتميز بروح مرحة، وكان يحرص على إضفاء جو من البهجة والسرور على مجالسه. روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (يا رسولَ اللهِ، إنك تُداعِبُنا! قال: إني لا أقولُ إلا حقًّا). كان صلى الله عليه وسلم يلاطف الصغير والكبير دون أن يتسبب في أذى لأحد.

دعابته مع المرأة المسنة

ورد أن امرأة مسنة أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه أن يدعو لها بالجنة. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ممازحاً: “إن الجنة لا تدخلها عجوز!”. فذهبت المرأة حزينة، معتقدة أن دعاءها لن يستجاب. فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حزنها، أوضح لها أنها لن تدخل الجنة وهي عجوز، بل ستعود شابة يافعة، مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا). فتلا النبي صلى الله عليه وسلم عليها هذه الآية، فاطمأنت نفسها وسكنت.

ملاطفته للصغار

كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس تعاملاً مع الأطفال. روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ذات مرة مداعباً: (يا ذا الأذنين). وكان يقصد بذلك الإشارة إلى حسن استماعه ووعيه. كما كان يداعب أخاً لأنس بن مالك، وكان لديه عصفور صغير يلعب به، فقال له: (يا أبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ). كان صلى الله عليه وسلم يسأل عن طيره ليخفف من حزنه عليه بعد موته.

موقفه مع زاهر

كان زاهر رجلاً من البادية يحب النبي صلى الله عليه وسلم. كان كلما قدم إلى المدينة أهدى إليه الهدايا، وإذا أراد الخروج لسفره، جهزه النبي صلى الله عليه وسلم بالمتاع. ذات مرة كان زاهر يبيع في السوق، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم من خلفه وهو لا يعلم من يمسكه. فلما عرفه زاهر، التصق بالنبي صلى الله عليه وسلم. فأخذ النبي ينادي ويقول: “من يشتري هذا العبد؟”. فرد زاهر بأنه رجل قبيح ولا يجد من يشتريه. فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه عند الله غال وليس بكاسد.

أمثلة من صبر النبي

واجه النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأذى من قومه. ذات مرة كان يصلي عند الكعبة، فجاء المشركون وعلى رأسهم أبو جهل، ووضعوا أمعاء ناقة عليه وهو ساجد، وأخذوا يضحكون ويستهزئون. حتى جاءت فاطمة بنت النبي وأبعدت عنه الأذى، فرد النبي عليهم بالدعاء.

صبره مع أهل الطائف

خرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة رضي الله عنه إلى الطائف، لعلّه يجد فيها من يستمع إلى دعوته ويسلم. فأقام فيها أياماً، وبدأ بدعوة وجهاء القوم، فلم يترك فيها أحداً لم يكلمه عن الإسلام. ولكنهم طردوه وحرضوا عليه السفهاء والصغار، فأخذوا يشتمونه ويرمونه بالحجارة، حتى سالت الدماء من قدميه الشريفتين. ورجع إلى مكة مهموماً حزيناً، فنزل عليه جبريل ومعه ملك الجبال، يريدان أن يطبقا عليهم جبلين كبيرين، لكن النبي صلى الله عليه وسلم رفض ذلك.

ثباته في الدعوة

عندما أمر الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم بإنذار عشيرته، صعد إلى جبل الصفا ونادى القوم. فاجتمعوا عنده. قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم؛ أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟) فأجابوه بالإيجاب، فأخبرهم بأنه نذير ورسول من الله إليهم. فشتمه أبو لهب وقال: (تَبًّا لكَ سَائِرَ اليَومِ، ألِهذا جَمَعْتَنَا؟!).

تحمله لوفاة خديجة

توفيت خديجة رضي الله عنها، الزوجة العاقلة والحكيمة والناصرة لزوجها، في بداية طريق الدعوة، فحزن النبي صلى الله عليه وسلم على فراقها حزناً شديداً. وسُمي العام الذي ماتت فيه بعام الحزن. وكان صلى الله عليه وسلم من أصبر الناس على هذا الابتلاء.

حكايات النبي مع زوجاته

كان النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق، وكان يدعو ويوصي الناس بحسن الخلق، ويخص أهله بذلك. كان أكرم الناس، رحيما لينا عطوفا مع زوجاته ومع الناس.

قصة غيرة عائشة

كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فأرسلت إحدى زوجات النبي بعض الطعام إليه في صحن، فلما رأته عائشة ردته وهو في يد النبي فوقع وانكسر. فأخذ النبي يلملم الطعام وهو يقول: (غَارتْ أُمُّكُمْ). وأخذ الصحن الصحيح من بيتها، وأرسله إلى زوجته التي كسر صحنها مع خادمه.

مداعبته لزوجاته

ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول لزوجاته: (أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، قالَتْ عائشة: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا، فَكَانَتْ أَطْوَلَنَا يَدًا زَيْنَبُ؛ لأنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بيَدِهَا وَتَصَدَّقُ). فقصد النبي بطول اليد كثرة الصدقة.

زواجه من صفية

صفية بنت حيي رضي الله عنها كانت من اليهود ومن سيدات قومها، فلما فتح المسلمون أحد الحصون كانت من بين الأسرى. فأعتقها النبي وتزوجها وجعل مهرها إعتاقها.

قصص النبي مع أصحابه

إن الناظر في سيرته صلى الله عليه وسلم يرى الترابط الوثيق بينه وبين أصحابه.

موقفه مع الصحابي سواد

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفقد الجيش ويسوي الصفوف في أثناء تجهيز الجيش المسلم في إحدى المعارك، فوجد صحابياً اسمه سواد متقدماً عن الصف، فضربه النبي صلى الله عليه وسلم بعصا كانت معه ضربة خفيفة ليقوم الصف. فتوجع سواد وأخبر النبي بذلك، فكشف النبي عن بطنه ليقتص منه، فعانق سواد بطن النبي وقبله.

قصته مع أبي بكر في الهجرة

لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه، دخَل أبو بكر الصديق الغار ليتفحص المكان خوفاً على النبي وسلامته، وكان طوال الطريق يمشي عن يمين النبي مرة، ومرة أخرى عن يساره، ومرة ثالثة أمامه.

Total
0
Shares
المقال السابق

قصص إسلامية مؤثرة

المقال التالي

قصص مسلية للأطفال قبل النوم

مقالات مشابهة