قصائد عنترة بن شداد: شاعر الفروسية والحب

اكتشف مجموعة مختارة من أجمل قصائد عنترة بن شداد، شاعر الفروسية والحب، والتي تُظهر عبقريته في وصف معاناته، وحبه، وحماسته في المعارك.

محتويات

أعاتب دهرا لا يلين لعاتب

يُعرف عنترة بن شداد بشعره الذي يلامس مشاعر الإنسان العميقة، ونرى في قصيدته “أعاتب دهرا” عبقريته في وصف معاناته وآلامه. تبدأ القصيدة بعبارة “أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ” وكأنها صرخة يطلقها عنترة ضد القدر، الذي يُصّره على منعه من العيش مع حبيبته عبلة:

أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ
وأطْلُبُ أَمْناً من صُرُوفِ النَّوائِبِ
وتُوعِدُني الأَيَّامُ وعْداً تَغُرُّني
وأعلمُ حقاً أنهُ وعدُ كاذبِ

يشكو عنترة من خيانه الأيام له، ويصف كيف أصبح من حوله كالعقارب، لا يقفون معه في شدته، وكيف أن حبّه لعبلة أدّى إلى ذله أمامهم.

خَدَمْتُ أُناساً وَاتَّخَذْتُ أقارباً
لِعَوْنِي وَلَكِنْ أصْبَحُوا كالعَقارِبِ
يُنادُونني في السِّلم يا بْنَ زَبيبة ٍ
وعندَ صدامِ الخيلِ يا ابنَ الأطايبِ
ولولا الهوى ما ذلَّ مثلي لمثلهم
ولا خَضعتْ أُسدُ الفَلا للثَّعالبِ

ولكن، على الرغم من معاناته، يبقى عنترة متمسكاً بحبه لعبلة، ويتمنى أن يُقرّبها إليه كما يُقرّب المصائب:

فيَا لَيْتَ أَنَّ الدَّهْرَ يُدني أَحبَّتي
إليَّ كما يدني إليَّ مصائبيِ
ولَيْتَ خيالاً مِنكِ يا عبلَ طارقاً
يرى فيضَ جفني بالدموعِ السواكبِ

يبقى عنترة صامداً، ينتظر لحظة العدل، حيث ستُكافأ صبره على هذه المعاناة:

سأَصْبِرُ حَتَّى تَطَّرِحْني عَواذِلي
وحتى يضجَّ الصبرُ بين جوانبيِ

إذا كشف الزمان لك القناعا

تُركز قصيدة “إذا كشف الزمان لك القناعا” على شجاعة عنترة وحماسته في المعارك، حيث يُشجع من حوله على مواجهة الموت بشجاعة ووعي:

إذا كشفَ الزَّمانُ لك القِناعا
ومَدَّ إليْكَ صَرْفُ الدَّهر باعاف
لا تخشَ المنية َ وإقتحمها
ودافع ما استطعتَ لها دفاعاً

يُذكر عنترة بأنّ الحياة والموت قدر، وأنّه لا يُمكن الهرب من ذلك، ويُشجع على العيش بكرامة والشجاعة في مواجهة الأعداء:

ولا تخترْ فراشاً من حريرٍ
ولا تبكِ المنازلَ والبقاعا

يصف عنترة نفسه على أنه “العبْدُ الَّذي خُبّرْتَ عَنْهُ”، مشيرًا إلى ما قد سمعه الناس عنه من شجاعة وقوة في المعارك. ويُذكّر الجميع بأنّ “سَيفي كان في الهيْجا طَبيباًيداوي رأسَ من يشكو الصداع”.

أَنا العبْدُ الَّذي خُبّرْتَ عَنْهُ
وقد عاينْتَني فدعِ السَّماعا
ولو أرْسلْتُ رُمحي معْ جَبانٍ
لكانَ بهيْبتي يلْقى السِّباعا
ملأْتُ الأَرضْ خوْفاً منْ حُسامِ
يوخصمي لم يجدْ فيها اتساعا

لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب

تُظهر قصيدة “لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب” شخصية عنترة النبيلة. فهو يُحث على التسامح والرفق، ويُعبر عن كراهيته للطبع الغاضب، ويُبين أنّ العظمة تكمن في الصلابة الأخلاقية وليس في الغضب والعصبية.

لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ
ولا ينالُ العلى من طبعهُالغضبُ
ومن يكنْ عبد قومٍ لا يخالفهمْ
إذا جفوهُ ويسترضى إذا عتبوا

ويُذكّر عنترة بنو عبس، قبيلته، بأنّهم من سلالة الأكارم، وأنّ سواده ليس عيباً بل نسب. وهو يُصرّ على أنّ الأيام ستُغير الأحكام، وستُثبت حقيقته ومكانته في قلوب الناس:

لئنْ يعيبوا سوادي فهوَ لي نسبٌ
يَوْمَ النِّزَالِ إذا مَا فَاتَني النَسبُ
إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي
قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ

وتُختتم القصيدة بوصف عنترة نفسه كفارس شجاع، يُبتهج في المعارك، ويُقاتل بشجاعةٍ وقوةٍ.

فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً
وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْحِ مُخْتَضِبُ
إنْ سلَّ صارمهُ سالتَ مضاربهُ
وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُبُ

قصيدة أنا في الحرب العوان

تُعدّ قصيدة “أنا في الحرب العوان” من أشهر قصائد عنترة، وهي تُعبّر عن شجاعته وثقته بنفسه، وكيف أنه يُقاتل بكل قوةٍ وحماسٍ، ويُثبت نفسه كفارس لا يُقهر:

أنا في الحربِ العوانغيرُ مجهول المكان
أينما نادَى المناديفي دُجى النَّقْع يرَاني

ويصف عنترة سلاحه وكيف أنه “أسقِهِ كاسَ المناياوقِراها منهُ دَاني”. ويُشبه نفسه بالأسد، قويٌّ وشرسٌ لا يُقهر.

أسقِهِ كاسَ المناياوقِراها منهُ دَاني
أشعلُ النَّار ببأسيوأطاها بجناني
إنني ليثٌ عبُوسٌليسَ لي في الخلْق ثاني

ويُختم عنترة هذه القصيدة بوصف مشهد المعركة، وكيف أنّ الدم يُصبغ الأرض باللون الأحمر. ويُشيد بشجاعته وثقته بنفسه.

إذا ما الأَرضُ صارتْوردة َ مثل الدّهان
والدّما تجري عليهالونها أحمرُ قاني

تُعدّ قصائد عنترة بن شداد شاهداً على عبقريته الشعرية، والتي تميزت بوصفها لمشاعر الحب والحرب، وكيف أنه استطاع نقل شعوره وأفكاره إلى قارئه بأسلوبٍ ساحرٍ.

Total
0
Shares
المقال السابق

أجمل قصائد الحب

المقال التالي

قصائد جميلة عن رمضان

مقالات مشابهة