فهرس المحتويات
البند | العنوان |
---|---|
1 | أهمية الشعر |
2 | عظمة الإسلام |
3 | تأملات حول الموت |
4 | القدس الشريف |
5 | الاعتماد على الله |
6 | المراجع |
كلام موزون معبر: دور الشعر
الشعر هو لغة الفنّ، كلامٌ له معنى، موزونٌ ومقفى، يُعبّر عن مشاعر الإنسان وأفكاره. ديوان العرب، سجل تاريخهم، وحكمتهم، وبلاغتهم. كلمات تحمل معاني عميقة تؤثّر في القارئ. كلّ كلامٍ ليس بوزنٍ شعريّ لا يُعتبر شعراً. في هذا المقال، نستعرض بعض القصائد الدينية الرائعة.
قصيدة “عظمة الإسلام” لأحمد شوقي
أحمد شوقي، شاعر وأديب مصريّ، ولد في القاهرة عام 1868. درس الترجمة وتخرج عام 1887. من أعماله الشعرية الرائعة هذه القصيدة:
العز للإسلام منارة الوجود
هداية الإمام ومطلع السعود
عصابة الصدّيق وراية الفاروق
والحق والوسيلة والسمحة الظليلة
ومعقل الفضيلة وغابة الأسود
الفُرس في لوائه والهند في ضيائه
في الأرض صار كالعلم بعزة تمحو الظلم
بين الكتاب والقلم مظفّر الجنود
الشام من أسِرَّته ومصر نور غرته
من هالة لهاله يمزق الجهالة
ويهزم الضلالة ويحطم القيود
علاقة القلوب وعروة الشعوب
مشى هدى ورحمة بينهم وذمة
فليس بين أُمّه وأختها حدود
قصيدة “تأملات القبور” لأبي العتاهية
أبو العتاهية، شاعرٌ ولد في عين التمر عام 747م، وانتقل إلى الكوفة ثمّ توفي في بغداد. اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاته. من أجمل قصائده الدينية هذه:
مَنَ اَحَسَّ لي أَهلَ القُبورِ وَمَن رَأى
مَنَ اَحَسُّهُم لي بَينَ أَطباقِ الثَرى
مَنَ اَحَسَّ لي مَن كُنتُ آلَفُهُ وَيَألَفُني
فَقَد أَنكَرتُ بُعدَ المُلتَقى
مَنَ اَحَسَّهُ لي إِذ يُعالِجُ غُصَّةً
مُتَشاغِلاً بِعِلاجِها عَمَّن دَعا
مَنَ اَحَسَّهُ لي فَوقَ ظَهرِ سَريرِهِ
يَمشي بِهِ نَفَرٌ إِلى بَيتِ البِلى
يا أَيُّها الحَيُّ الَّذي هُوَ مَيِّتٌ
أَفنَيتُ عُمرَكَ بِالتَعَلُّلِ وَالمُنى
أَمّا المَشيبُ فَقَد كَساكَ رِداؤُهُ
وَاِبتَزَّ عَن كَفَّيكَ أَثوابَ الصِبا
وَلَقَد مَضى القَرنُ الَّذينَ عَهَدتَهُ
مُلِسَبيلِهِم وَلَتَلحَقَنَّ بِمَن مَضى
وَلَقَلَّ ما تَبقى فَكُن مُتَوَقَّعاً
وَلَقَلَّ ما يَصِفو سُرورُكَ إِن صَفاوَهِ
يَ السَبيلُ فَخُذ لِذَلِكَ عُدَّةً
فَكَأَنَّ يَومَكَ عَن قَريبٍ قَد أَتى
إِنَّ الغِنى لَهُوَ القُنوعُ بِعَينِهِ
ما أَبعَدَ الطِبعَ الحَريصَ مِنَ الغِنى
لا يَشغَلَنَّكَ لَو وَلَيتَ عَنِ الَّذي
أَصبَحتَ فيهِ وَلا لَعَلَّ وَلا عَسى
خالِف هَواكَ إِذا دَعاكَ لِرَيبَةٍ
فَلَرُبَّ خَيرٍ في مُخالَفَةِ الهَوى
عَلَمُ المَحَجَّةِ بَيِّنٌ لِمُريدِهِ
وَأَرى القُلوبَ عَنِ المَحَجَّةِ في عَمى
وَلَقَد عَجِبتُ لِهالِكٍ وَنجاتُهُ
مَوجودَةٌ وَلَقَد عَجِبتُ لِمَن نَجا
وَعَجِبتُ إِذ نَسي الحِمامَ وَلَيسَ مِن
دونِ الحِمامِ وَإِن تَأَخَّرَ مُنتَهى
ساعاتُ لَيلِكَ وَالنَهارِ كِلَيهِما
رُسُلٌ إِلَيكَ وَهُنَّ يُسرِعنَ الخُطا
وَلَئِن نَجَوتَ فَإِنَّما هِيَ رَحمَةُ
الــمَلِكِ الرَّحيمِ وَإِن هَلَكتَ فَبِالجَزا
يا ساكِنَ الدُنيا أَمِنتَ زَوالَها
وَلَقَد تَرى الأَيّامَ دائِرَةَ الرَحى
وَلَكُم أَبادَ الدَهرُ مِن مُتَحَصِّنٍ
في رَأسِ أَرعَنَ شاهِقٍ صَعبِ الذُرى
أَينَ الأُلى بَنوا الحُصونَ وَجَنَّدوا
فيها الجُنودَ تَعَزُّزاً أَينَ الأُلى
أَينَ الحُماةُ الصابِرونَ حَمِيَّةً
يَومَ الهِياجِ لِحَرِّ مُجتَلَبِ القَنا
وَذَوُو المَنابِرِ وَالعَساكِرِ وَالدَساكِرِ
وَالمَحاصِرِ وَالمَدائِنِ وَالقُرى
وَذَوُو المَواكِبِ وَالمَراكِبِ وَالكَتا
ئبِ وَالنَجائِبِ وَالمَراتِبِ في العُلى
أَفناهُمُ مَلِكُ المُلوكِ فَأَصبَحوا
ما مِنهُمُ أَحَدٌ يُحَسُّ وَلا يُرى
وَهُوَ الخَفِيُّ الظاهِرُ المَلِكُ الَّذي
هُوَ لَم يَزَل مَلِكاً عَلى العَرشِ اِستَوى
وَهُوَ المُقَدِّرُ وَالمُدَبِّرُ خَلقَهُ
وَهُوَ الَّذي في المُلكِ لَيسَ لَهُ سِوى
وَهُوَ الَّذي يَقضي بِما هُوَ أَهلُهُ
فينا وَلا يُقضى عَلَيهِ إِذا قَضى
وَهُوَ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً
صَلّى الإِلَهُ عَلى النَبِيِّ المُصطَفى
وَهُوَ الَّذي أَنجى وَأَنقَذَنا بِهِ
بَعْدَ الصَلالِ مِنَ الضَلالِ إِلى الهُدى
حَتّى مَتى لا تَرعَوي يا صاحِبي
حَتّى مَتى حَتّى مَتى وَإِلى مَتى
وَاللَيلُ يَذهَبُ وَالنَهارُ وَفيهِما
عِبَرٌ تَمُرُّ وَفِكرَةٌ لِأُلي النُهى
حَتّى مَتى تَبغي عِمارَةَ مَنزِلٍ
لا تَأمَنُ الرَوعاتِ فيهِ وَلا الأَذى
يا مَعشَرَ الأَمواتِ يا ضيفانَ تُربِ الأَرضِ
كَيفَ وَجَدتُمُ طَعمَ الثَرى
أَهْلَ القُبورِ مَحا التُرابُ وُجوهَكُم
أَهْلَ القُبورِ تَغَيَّرَت تِلكَ الحُلى
أَهْلَ القُبورِ كَفى بِنَأيِ دِيارَكُم
إِنَّ الدِيارَ بِكُم لَشاحِطَةُ النَوى
أَهْلَ القُبورِ لا تَواصُلَ بَينَكُم
مَن ماتَ أَصبَحَ حَبلُهُ رَثَّ القِوى
كَم مِن أَخٍ لي قَد وَقَفتُ بِقَبرِهِ
فَدَعَوتُهُلِلَّهِ دَرُّكَ مِن فَتى
أَأُخَيَّ لَم يَقِكَ المَنِيَّةَ إِذ أَتَتْ
ما كانَ أَطعَمَكَ الطَبيبُ وَما سَقى
أَأُخَيَّ لَم تُغنِ التَمائِمُ عَنكَ ما
قَد كُنتُ أَحذَرُهُ عَلَيكَ وَلا الرُقى
أَأُخَيَّ كَيفَ وَجَدتَ مَسَّ خُشونَةِ
الــمَأوى وَكَيفَ وَجَدتَ ضيقَ المُتَّكا
قَد كُنتُ أَفرَقُ مِن فِراقِكَ سالِماً
فَأَجَلُّ مِنهُ فِراقُ دائِرَةِ الرَدى
فَاليَومَ حَقَّ لي التَوَهُّعُ إِذ جَرى
قَدَرُ الإِلَهِ عَلَيَّ فيكَ بِما جَرى
تَبْكيكَ عَيني ثُمَّ قَلبي حَسرَةً
وَتَقَطُّعاً مِنهُ عَلَيكَ إِذا بَكى
وَإِذا ذَكَرتُكَ يا أُخَيَّ تَقَطَّعَتْ
كَبِدي فَأُقلِقتُ الجَوانِحُ وَالحَشا
قصيدة “القدس” لنزار قباني
نزار قباني، دبلوماسي وشاعر سوريّ معاصر، ولد عام 1923. تخرّج من كلية الحقوق بجامعة دمشق عام 1945، والتحق بوزارة الخارجية السورية. من قصائده:
بكيت حتى انتهت الدموع
صلّيت حتى ذابت الشموع
ركعت حتى ملّني الركوع
سألت عن محمد فيكِ وعن يسوع
يا قُدسُ يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء
يا قُدسُ يا منارة الشرائع
يا طفلة جميلة محروقة الأصابع
حزينةٌ عيناكِ يا مدينة البتول
يا واحة ظليلة مرّ بها الرسول
حزينةٌ حجارة الشوارع
حزينةٌ مآذن الجوامع
يا قُدس يا جميلة تلتفّ بالسواد
من يقرع الأجراس في كنيسة القيامة
صبيحة الآحاد
من يحمل الألعاب للأولاد
في ليلة الميلاد
يا قُدس يا مدينة الأحزان
يا دمعة كبيرة تجول في الأجفان
من يوقف الحجارة يا بلدي
من يوقف العدوان يا بلدي
عليكِ يا لؤلؤة الأديان
من يغسل الدماء عن حجارة الجدران
من ينقذ الإنجيل
من ينقذ القرآن
من ينقذ المسيح ممن قتلوا المسيح
من ينقذ الإنسانية
يا قُدس يا مدينتي
يا قُدس يا حبيبتي
غداً غداً سيزهر الليمون
وتفرح السنابل الخضراء والزيتون
وتضحك العيون
وترجع الحمائم المهاجرة
إلى السقوف الطاهرة
ويرجع الأطفال يلعبون
ويلتقي الآباء والبنون
على رباك الزاهرة
يا بلدي
يا بلد السلام والزيتون
قصيدة “الاستناد إلى الله” لأبي الحسين الجزار
أبو الحسين الجزار، شاعرٌ من شعراء العصر المملوكي، ولد في الفسطاط عام 1205م، وتوفي عام 1274م. له العديد من القصائد، ومنها هذه القصيدة:
عليك بعد الإله مُعتَمَدي
إذ أنت ما زلت آخِذاً بيدي
ملكتني إذ غدوت لي سَنَداً
فأنت يا سيدي إِذاً سندي
أنت على ضعف حالتي أبداً
أشفقُ من والد على ولدِ
رفعتَ قدري بعد الخمول وقد
كنتُ كمثل الغريب في بلدِ
وَّهتَ بي إذ غدا الصديقُ لما
يراه وهو العدو من حَسَدي
ومذ توصَّلت أو وَصلتُ إلى
بابك لم أفتقر إلى أحدٍ
مولاي يدعوك من له أملٌ
فيك جميلٌ وحُسنُ مُعتَقَدٍ
فلا تَكِلهُ إلى سواك ومن
سواكَ بعد المُهَيمنِ الصَّمَدِ
يا حاسما جَورَ ذا الزمان لقد
فَتَّ زماني بالجَور في عَضُدي
وجُوخَتي لو تُباعُ لم يَكُ لِ
شيءٍ يُوارى من بعدها جَسَدِ
تَزيد جسمي بَرداً ولستُ كمن
يقولُ يا بَردَهَا على كَبِدي