فهم وتعديل السلوكيات غير المرغوب فيها لدى الأطفال

فهم سلوك الطفل. أنواع السلوكيات. تقييم السلوكيات غير المرغوب فيها. ضوابط تحديد السلوكيات السلبية. طرق لتعديل السلوكيات السلبية. المصادر.

ما هو السلوك؟

يُعرف السلوك لغوياً بأنه عادات الكائنات الحية، وخصائصها، وميولها، واستجاباتها. وبشكل خاص، يتعلق بمبادئ وأخلاق الشخص، وطرق تصرفه في المواقف المختلفة. إنه مسيرة حياة الإنسان، وخلقه، ومنهجه. أما اصطلاحاً، فيشير السلوك إلى استجابة الكائنات الحية، والإنسان على وجه الخصوص، للمؤثرات المتنوعة، ويشمل الأفعال والأنشطة التي يمكن قياسها وملاحظتها مباشرة أو بصورة غير مباشرة، سواء كانت حركية أو لفظية أو عاطفية أو فسيولوجية أو معرفية. قد يكون السلوك فطرياً وموروثاً أو متعلماً ومكتسباً.

أنماط سلوك الأطفال

يعتمد تكوين السلوك لدى الطفل على تلقي المؤثرات من البيئة المحيطة، من خلال ملاحظة عادات وتصرفات الآخرين. تنعكس هذه الملاحظات لتشكل أنماطاً سلوكية متأصلة في عاداته وشخصيته. قد يبدأ اكتساب هذه السلوكيات بتقليد البرامج التلفزيونية، أو سلوكيات الأصدقاء وزملاء المدرسة، أو من خلال اللعب. تتنوع هذه السلوكيات بين المرغوب فيه وغير المرغوب فيه، ويقوم الأهل بتقييمها لتحديد الصواب والخطأ، ويعملون على تعليم الطفل السلوك الحسن وتركه للسلوك السيء بأساليب متنوعة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. (رواه البخاري في الأدب المفرد).

تقييم السلوكيات السلبية لدى الأطفال

قد تظهر لدى الأطفال بعض الصفات والسلوكيات غير المرغوب فيها نتيجة لتفاعلهم مع مجتمعات مختلفة وممارسة أنشطة جديدة مع تطورهم العمري. على سبيل المثال، عندما يتعلم الطفل المشي، قد يبدأ بمقارنة نفسه بالآخرين، مما يسبب له الانزعاج والغضب والصراخ بسبب رغبته في القيام بأعمال أكثر إتقاناً. هذا الشعور بالإحباط قد يؤدي إلى سلوكيات عنيفة مثل الصراخ والغضب.

مع تطور الطفل وتعرضه للمزيد من المواقف والخبرات، تبدأ شخصيته في استيعاب المشاهد المكتسبة، بما في ذلك السلوكيات الحسنة والخاطئة. في هذه المرحلة، يمارس الأهل دورهم في تربية الطفل بما يتلاءم مع توجهات الأسرة وعادات المجتمع. هنا تبرز أهمية التقييم السليم والتعديل المرغوب في شخصية الطفل، حيث يجب أن يمتلك المربي مهارات تساعده على إتمام هذه العملية بنجاح.

معايير تقييم السلوك السلبي

هناك عدة معايير يمكن من خلالها تقييم السلوك وتحديد ما إذا كان طبيعياً أو غير طبيعي:

  • المعيار المعرفي: يظهر الخلل في السلوك المعرفي من خلال القصور أو الإعاقة في القدرات العقلية مثل التفكير والذاكرة والإدراك والانتباه والاتصال.
  • المعيار الاجتماعي: تبرز السلوكيات السلبية اجتماعياً عندما تخالف العادات والتقاليد والاتجاهات السائدة في المجتمع.
  • التحكم الذاتي: يمكن قياس السلوك غير الطبيعي من خلال تكراره واستمراره وغياب القدرة على ضبطه والتحكم فيه.
  • المعيار الطبيعي: يقيس هذا المعيار توازن السلوكيات مع المؤثرات الطبيعية، ويعتبر أي سلوك مخالف للطبيعة سلوكاً غير سوي.
  • ردود الفعل الانفعالية: تعتبر السلوكيات وردود الفعل المبالغ فيها وغير العقلانية عند وقوع المعاناة والغضب نوعاً من السلوكيات السلبية.
  • المعايير النمائية: تمتاز المراحل العمرية للإنسان بخصائص عامة ومظاهر نمائية وسلوكية تناسب كل مرحلة. يعتبر ظهور سلوك من مرحلة سابقة في مرحلة عمرية متقدمة مؤشراً على سلوك غير طبيعي.

طرق تعديل السلوكيات السلبية لدى الأطفال

تعديل السلوكيات السلبية لدى الأطفال أمر حساس للغاية. التفاعل الإيجابي مع هذه السلوكيات من قبل الأهل والمربين يمكن أن يحولها إلى سلوكيات إيجابية. يعتمد تعديل السلوك على تغيير العادات والمواقف الخاطئة التي بنيت عليها شخصية الطفل، واستبدالها بأنماط جديدة من السلوكيات الإيجابية التي تترسخ في شخصيته وتجعله إنساناً متكيفاً مع مجتمعه.

قال تعالى: “وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا” (طه: 114).

يمكن علاج السلوكيات السلبية باستخدام أساليب مختلفة، منها:

  • العقاب: يهدف العقاب إلى خفض السلوك غير المرغوب فيه من خلال تعريض الطفل لمثيرات منفرة عند ظهور السلوك السلبي، أو حرمانه من معزز يرغبه.
  • الإطفاء: يعني إهمال السلوك وتجاهله بحيث لا يلفت انتباه الطفل لأهميته، مما يؤدي إلى تضاؤله واختفائه.
  • تعزيز السلوك العام: يتضمن تعزيز الطفل عند قيامه بأي سلوك ما عدا السلوك المراد تقليله.
  • تعزيز السلوك النقيض: يتضمن تعزيز الطفل عند قيامه بالسلوك المضاد للسلوك غير المرغوب فيه.
  • الإقصاء: هو سحب المعززات والمثيرات الإيجابية المحببة للطفل مدة زمنية محددة بعد ممارسة السلوك السلبي.
  • الممارسة السلبية: يشتمل على إكراه الطفل على الاستمرار في فعل السلوك السلبي مدة زمنية إضافية، مما يجعله يعتبره أمراً مزعجاً.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تقدير الأخطار في محيط العمل

المقال التالي

آلية إنجاب الخيول وتكاثرها

مقالات مشابهة