جدول المحتويات
سياق نزول الآية الكريمة
على الرغم من عدم وجود سبب محدد ومذكور صراحةً لنزول آية (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا ما كتب الله لنا)، إلا أنها ارتبطت بسياق آيات سابقة. فقد نزلت هذه الآية في سياق الحديث عن المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، حيث كانوا ينقلون أخباراً غير دقيقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما أزعج النبي وأصحابه. وكان رد الله عز وجل، من خلال هذه الآية، إرشاداً للنبي الكريم لكيفية التعامل مع هذه الشائعات والشكوك حول نصره ونصر المسلمين.
تفسير وتوضيح معاني الآية
توجّه الآية الكريمة (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا ما كتب الله لنا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بكيفية الرد على المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك. فهي تأكيد على أن ما يصيب المؤمنين هو قدر الله سبحانه وتعالى، مكتوبٌ في اللوح المحفوظ. كما تُشدّد الآية على أن الله هو المولى والنصير، داعيةً المؤمنين إلى التوكل عليه وحده، وعدم الخوف إلا منه سبحانه. فالتوكل على الله هو ضمان للنصر، وكفاية لكل ما يُقلقهم.
دلالات عميقة في الآية
يُلاحظ في الآية الكريمة (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا ما كتب الله لنا) استخدام كلمة “لنا” بدلاً من “علينا”. وهذا يدل على أن المصائب التي تصيب المؤمن هي له وليست عليه، فإنها تكون في صالحه في النهاية، حتى وإن بدت عذاباً. فالصبر على البلاء يزيد الحسنات ويرفع الدرجات. وهذا يتوافق مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).
قراءات متنوعة للآية
توجد قراءات مختلفة لهذه الآية الكريمة. فمنها قراءة الجمهور التي تتضمن تخفيف الياء في كلمة “يُصيبنا”، وهي القراءة الشائعة. كما توجد قراءة لطلحة بن مصرف بتشديد الياء، وقراءة لعبد الله بن مسعود باستبدال كلمة “لن” بكلمة “هل”.
القارئ | القراءة |
---|---|
الجمهور | (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا ما كتب الله لنا) بتخفيف الياء |
طلحة بن مصرف | (قُلْ لَنْ يُصَيِّبَنَا إِلَّا ما كتب الله لنا) بتشديد الياء |
عبد الله بن مسعود | (قُلْ هَلْ يُصِيبَنَا إِلَّا ما كتب الله لنا) باستبدال “لن” بـ”هل” |