مقدمة
تعتبر البسملة جزءاً أساسياً من الثقافة الإسلامية، حيث تُستخدم في بداية العديد من الأعمال والعبادات. وتثير البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) تساؤلات حول مكانتها في الشريعة الإسلامية، وسنستعرض في هذا المقال آراء العلماء حول قراءتها في الصلاة، وهل تعتبر آية من القرآن الكريم أم لا.
البسملة عند تلاوة القرآن
أشار العلماء إلى أن البدء بالبسملة عند تلاوة القرآن الكريم هو من السنة النبوية، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح بها قراءة سور القرآن. وإذا بدأ القارئ من منتصف السورة، فإنه يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم دون البسملة. أما إذا أعاد القارئ تلاوة السورة مرة أخرى، فإنه يسن له البسملة فقط دون الاستعاذة. وعند البدء بقراءة السورة من أولها، يسن الجمع بين البسملة والاستعاذة بالله.
وقد ورد في فضل الاستعاذة قول الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98]
حكم قراءة البسملة في الصلاة
تباينت آراء الفقهاء في حكم قراءة البسملة في الصلاة، ويمكن تلخيصها على النحو التالي:
- الحنابلة: يرون أنها تقرأ سراً في الصلاة، ولا يجهر بها.
- الشافعية: يعتبرون قراءة البسملة واجبة في الصلاة، سواء كانت سرية أو جهرية، بحيث يقرأها الإمام سراً في الصلاة السرية وجهراً في الصلاة الجهرية.
- الحنفية: يذهبون إلى قراءة البسملة سراً عند قراءة الفاتحة في كل الركعات، ويستحبون قراءتها عند قراءة السور الأخرى.
- المالكية: يمنعون قراءة البسملة في الصلوات المفروضة، سواء عند قراءة الفاتحة أو غيرها من السور، وسواء كانت الصلاة جهرية أم سرية. أما في صلاة النافلة، فيجيزون قراءتها.
مكانة البسملة في القرآن الكريم
اختلف العلماء في اعتبار البسملة آية من آيات القرآن الكريم إلى عدة أقوال:
- الرأي الأول: أنها آية من سورة الفاتحة، وبالتالي يجب قراءتها، ومن لم يقرأها يكون قد ترك آية من الفاتحة.
- الرأي الثاني: أنها آية مستقلة استفتحت بها سور القرآن الكريم.
- الرأي الثالث: أنها ليست آية، وإنما تعتبر من الذكر المستحب قراءته في بداية كل سورة للإيذان ببدء سورة جديدة.
والأكثر ترجيحاً أنها آية مستقلة، وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر كانوا يقرأون الفاتحة في الصلاة دون الجهر بالبسملة أو الاستعاذة.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» رواه الترمذي.
المراجع
- موقع الشيخ بن باز: حكم البدء بالبسملة عند قراءة القرآن الكريم
- كتاب الحاوي في تفسير القرآن الكريم: الموقع الرسمي
- موقع طريق الإسلام: هل البسملة آية من الفاتحة؟ وهل تصح الصلاة بدونها؟