فضائل صون اللسان وأثره

حماية اللسان فضيلة. طرق صون اللسان. صون اللسان يصون القلب. صون اللسان عبادة. صون اللسان عبادة عظيمة يجب على كل فرد الاهتمام بها، وعدم السماح لنفسه…

أهمية حفظ اللسان

إن حفظ اللسان من أعظم العبادات التي ينبغي على كل مسلم أن يحرص عليها ويوليها اهتمامًا بالغًا. يجب على المرء أن يتجنب النطق بأي كلام لا فائدة فيه، والابتعاد عن الخوض في أعراض الآخرين، لأن ذلك يجلب له الكثير من الذنوب والسيئات. فليحرص كل فرد على أن لا يتكلم إلا بالخير، وأن يكون كلامه دائمًا من باب النصيحة الحسنة والإحسان إلى الناس، وتقديم كل ما هو نافع ومفيد لهم.

إن صون اللسان يحفظ للإنسان مكانته وهيبته وكرامته، ويحميه من قول الكلام الذي لا طائل منه، فالإكثار من الكلام يؤدي إلى كثرة الزلات والأخطاء. كما أن حفظ اللسان يصون قيمة الإنسان، ويحميه من الخوض في الأحاديث التافهة، ويمنعه من إفشاء أسرار الناس أو أسراره الخاصة، وهذا يعتبر قوة كبيرة يتمتع بها.

إن حفظ اللسان هو اتباع لسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي أمرنا بالابتعاد عن الكلام البذيء والكلام الذي لا خير فيه. ينبغي على المسلم أن يقول خيرًا أو ليصمت، وألا يكون من الذين يكثرون الكلام في أشياء لا يعلمونها. فمن الأفضل للإنسان أن يحتفظ بالكثير من الكلمات لنفسه فقط.

وسائل صيانة اللسان

إن لصيانة اللسان شروطًا عديدة، ومن أهمها أن يتجنب الإنسان قول الكذب، وألا يتعمد إحراج الآخرين بالكلام، وألا يتلفظ بألفاظ نابية أو بذيئة، لأن ذلك يفقده احترامه وتقديره بين الناس.

كذلك، يكون حفظ اللسان بالابتعاد عن الأحاديث الجانبية التي تندرج تحت مسمى الغيبة والنميمة، لأن هذا بحد ذاته يجعل الإنسان يفقد حسناته ويستبدلها بالسيئات. ويكون حفظ اللسان بالإكثار من الاستغفار وذكر الله تعالى وذكر الرسول والصلاة عليه.

ومن أراد أن يصون لسانه فعليه أن يأخذ بالأسباب، وأن يعود نفسه على أن لا يقول إلا الخير والحق، وألا يجلس في مجالس النميمة ونقل الكلام، وألا يتلفظ بأي شتائم في حق أحد مهما كان.

ينبغي على المسلم أن يكون لسانه رطبًا بذكر الله تعالى في كل وقت، وأن يعطي كل ذي حق حقه، وألا يشهد الزور بلسانه، وأن يحرص على قول الحق وشهادة الحق دائمًا، لأن في هذا صلاح للمجتمع بأكمله.

وقد حثنا ديننا الحنيف على قول الحق والصدق في كل وقت وحين، وأمرنا بالابتعاد عن الكذب والزور. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119].

حفظ اللسان وقاية للقلب

في الختام، يجب على كل إنسان أن يدرك أهمية حفظ اللسان، وكيف أنه يصون القلب، وكلما كان الإنسان مؤمنًا أكثر استطاع حفظ لسانه من الوقوع في الزلل أو الخطأ، وكلما استطاع الحفاظ على اتباع القول الحق.

يستطيع الإنسان أن يحفظ لسانه بالاعتياد على ذلك، وأن يدرب نفسه على الكلام الطيب الجميل، لأن الكلمة الطيبة صدقة، وأن يتجنب مجالس السوء تجنبًا تامًا.

حفظ اللسان يبعد الإنسان عن الوقوع في المعاصي والذنوب والشرك بالله، ويجعل قلبه متعلقًا بالله والذكر الطيب، ويثبت المحبة في قلوب الآخرين، ويقلل من وقوع المشكلات في المجتمع.

ويساعد حفظ اللسان على الستر وعدم التكلم عن الآخرين بالسوء، ويجنب الإنسان الإفراط في السخرية والمزاح الذي لا فائدة منه، وهذا يحفظ له وقاره وحضوره بين الناس.

وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت” (رواه البخاري ومسلم).

Total
0
Shares
المقال السابق

نظرة عامة على حروب الردة وأثرها

المقال التالي

نظرة شاملة حول منزلة المرأة في الإسلام

مقالات مشابهة