فهرس المحتويات
حرص أبي أيوب على موضع أكل النبي
أجمع العلماء على جواز التبرك بما خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم من آثار. ومن ذلك ما روي عن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، حيث كان إذا أرسل طعامًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه بعد عودة الصحن يتفقد موضع أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، ويأكل من نفس الموضع؛ طمعًا في الحصول على بركة ما لامسته يداه الشريفتان.
وقد ورد في صحيح مسلم:
“(فَكانَ يَصْنَعُ للنبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- طَعَامًا، فَإِذَا جِيءَ به إلَيْهِ سَأَلَ عن مَوْضِعِ أَصَابِعِهِ فَيَتَتَبَّعُ مَوْضِعَ أَصَابِعِهِ، فَصَنَعَ له طَعَامًا فيه ثُومٌ، فَلَمَّا رُدَّ إلَيْهِ سَأَلَ عن مَوْضِعِ أَصَابِعِ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، فقِيلَ له: لَمْ يَأْكُلْ، فَفَزِعَ وَصَعِدَ إلَيْهِ، فَقالَ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ فَقالَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: لا وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ، قالَ: فإنِّي أَكْرَهُ ما تَكْرَهُ، أَوْ ما كَرِهْتَ).”
أبو أيوب عند قبر النبي
نقل عن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه وُجد واضعًا وجهه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأنكر عليه مروان بن الحكم فعله هذا. فرد عليه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه بأنه إنما قصد بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقصد الحجر بحد ذاته.
وجاء في أثر ضعيف حسنه الحاكم في مستدركه:
“(أقبَلَ مَرْوانُ يَومًا، فوَجَدَ رَجُلًا واضِعًا وَجْهَه على القَبرِ، فقال: أتَدْري ما تَصنَعُ؟ فأقبَلَ عليه فإذا هو أبو أيُّوبَ، فقال: نَعَمْ، جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولم آتِ الحَجَرَ، سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا تَبْكوا على الدِّينِ إذا وَلِيَه أهْلُه، ولكنِ ابْكُوا عليه إذا وَلِيَه غيرُ أهْلِه).”
أوجه التبرك عند الصحابة بالنبي
تجلى حب الصحابة الكرام للنبي صلى الله عليه وسلم في صور عديدة، منها تبركهم بكل ما ينسب إليه صلى الله عليه وسلم. وفيما يلي بعض الأمثلة على هذا التبرك:
التبرك بماء وضوئه صلى الله عليه وسلم
بلغ من حرص الصحابة على التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يتسابقون ويقتتلون على ماء وضوئه صلى الله عليه وسلم. وقد ورد في ذلك:
“(وإذَا تَوَضَّأَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كَادُوا يَقْتَتِلُونَ علَى وَضُوئِهِ)”
التبرك بريقه ونخامته صلى الله عليه وسلم
من مظاهر تعظيم الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم، تبركهم بريقه ونخامته. فقد جاء في وصف حالهم معه:
“(واللَّهِ إنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أصْحَابُهُ ما يُعَظِّمُ أصْحَابُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مُحَمَّدًا، واللَّهِ إنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إلَّا وقَعَتْ في كَفِّ رَجُلٍ منهمْ، فَدَلَكَ بهَا وجْهَهُ وجِلْدَهُ)”
أشكال أخرى من التبرك
- التبرك بدمه: ورد أن بعض الصحابة شربوا من دم النبي صلى الله عليه وسلم بغرض التبرك به.
- التبرك بشعره: كان الصحابة يحرصون على أخذ شيء من شعر النبي صلى الله عليه وسلم عند حلقه.
- التبرك بأظافره: ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وزع أظافره التي قلمها على الصحابة للتبرك بها.
المصادر
- صهيب عبدالجبار،كتاب الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 60.
- صحيح مسلم، عن أبي أيوب الأنصاري، حديث رقم 2053.
- شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو أيوب الأنصاري، حديث رقم 23585، إسناده ضعيف.
- ابو عبدالله الحاكم،كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم، صفحة 560.
- مجموعة من المؤلفين،كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 73-70.
- صحيح البخاري، عن محمود بن الربيع الأنصاري، حديث رقم 189، صحيح والشطر الثاني معلق وصله البخاري في موضع آخر.
- صحيح البخاري، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، حديث رقم 2731، صحيح.