مقدمة
يُعد داء البلهارسيا من الأمراض الطفيلية واسعة الانتشار، وله تأثير كبير على الصحة العامة في العديد من الدول. من المهم فهم كيفية تشخيص هذا المرض وأعراضه، بالإضافة إلى معرفة طرق الوقاية الفعالة للحد من انتشاره. في هذا المقال، سنتناول الجوانب المختلفة المتعلقة بالبلهارسيا، بدءًا من التحاليل المخبرية المستخدمة لتشخيصها، مرورًا بأعراض الإصابة، وصولًا إلى الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها.
الأساليب التشخيصية المتبعة
قد تتشابه الأعراض المصاحبة للإصابة بداء البلهارسيا مع أعراض أمراض أخرى، لذا يعتمد الطبيب على عدة عوامل لتشخيص الحالة بشكل دقيق. تشمل هذه العوامل الفحص السريري للمريض، ومراجعة تاريخه المرضي، بالإضافة إلى استخدام تقنيات التصوير الطبي المختلفة. من بين هذه التقنيات:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار).
- التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
كما قد يلجأ الطبيب إلى إجراء تخطيط صدى القلب لتقييم مدى تأثير العدوى على القلب، بالإضافة إلى إجراء تنظير للقولون والمثانة لفحص الأنسجة الداخلية. ولا تقتصر الإجراءات التشخيصية على ذلك، بل تشمل أيضًا إجراء مجموعة من الفحوصات المخبرية، والتي تتضمن:
- تحاليل البراز والبول: للكشف عن وجود بيض البلهارسيا.
- تحليل التفاعل البوليميري المتسلسل (PCR): وهو تحليل دقيق للكشف عن المادة الوراثية للطفيلي.
- فحوصات وظائف الكلى والكبد: لتقييم مدى تأثير الإصابة على وظائف الأعضاء الحيوية.
- تعداد الدم الكامل: لتقييم الصحة العامة للمريض والكشف عن أي علامات تدل على وجود التهاب أو عدوى.
- تحاليل الأجسام المضادة: للكشف عن وجود أجسام مضادة للطفيلي في دم المريض.
ما هو داء البلهارسيا؟
يعرف داء البلهارسيا أيضًا باسم حمى القواقع. وهو مرض طفيلي مزمن ينتج عن الإصابة بديدان البلهارسيا المتواجدة في المياه العذبة الملوثة. تنتقل العدوى إلى الإنسان عند ملامسة الجلد لهذه المياه، حيث تخترق الديدان الجلد وتدخل إلى مجرى الدم، ثم تنتقل إلى مختلف أعضاء الجسم، مثل الكبد والأمعاء والمثانة.
تحدث الإصابة بالبلهارسيا نتيجة التعرض للمياه الملوثة بالديدان الطفيلية، والتي تتواجد غالبًا في المياه الراكدة في المناطق الزراعية أو القنوات المائية. وعندما يتبرز أو يتبول شخص مصاب بالبلهارسيا في هذه المياه، تتلوث المياه ببيض الديدان، مما يزيد من احتمالية انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين.
علامات الإصابة بالبلهارسيا
تختلف الأعراض المصاحبة للإصابة بالبلهارسيا من شخص لآخر، وتعتمد على نوع الديدان الطفيلية المصابة بها، ومكان تواجدها في الجسم، وشدة الإصابة. قد لا تظهر أي أعراض على بعض الأشخاص في المراحل المبكرة من الإصابة، بينما يعاني آخرون من مجموعة متنوعة من الأعراض. ومن بين الأعراض الشائعة:
- أوجاع في العضلات.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- الشعور بالقشعريرة.
- ظهور طفح جلدي مثير للحكة.
- سعال جاف.
في الحالات المتقدمة، قد تتسبب البلهارسيا في مضاعفات خطيرة، مثل:
- تشنجات.
- شلل.
- التهاب النخاع الشوكي، وذلك في حال وصول بيض الديدان الطفيلية إلى الدماغ أو الحبل الشوكي.
وسائل الحماية من البلهارسيا
تعتبر الوقاية من البلهارسيا أمرًا بالغ الأهمية، خاصة في المناطق التي ينتشر فيها المرض. هناك عدة إجراءات وقائية يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة، ومن أهمها:
- الحرص على شرب المياه النظيفة والآمنة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال غلي الماء لمدة دقيقة على الأقل لقتل أي طفيليات أو بكتيريا موجودة فيه.
- تجنب السباحة أو الاستحمام في المياه العذبة في المناطق التي ينتشر فيها داء البلهارسيا، حيث قد تكون هذه المياه ملوثة ببيض الديدان الطفيلية.
- تسخين مياه الاستحمام لمدة لا تقل عن خمس دقائق على درجة حرارة 40 درجة مئوية لقتل أي طفيليات محتملة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومات والمنظمات الصحية اتخاذ تدابير لمكافحة انتشار البلهارسيا، مثل تحسين شبكات الصرف الصحي، وتوفير مياه نظيفة وآمنة للاستخدام، وتنفيذ حملات توعية صحية لتثقيف الناس حول طرق الوقاية من المرض.
المصادر
- Charles Patrick Davis, MD, PhD (08-08-2018),”Schistosomiasis”،www.medicinenet.com, Retrieved 26-01-2019. Edited.
- “About Schistosomiasis”,www.cdc.gov, Retrieved 7-3-2021. Edited.
- أب”Schistosomiasis”,www.webmd.com, Retrieved 26-01-2019. Edited.