سبل للوقاية من الانفصال
هناك مجموعة من الإجراءات التي يمكن للزوجين القيام بها لتفادي الانفصال واستعادة الانسجام إلى العلاقة الزوجية:
تعزيز الحوار البناء والحفاظ على أركان الزواج
التواصل الجيد يلعب دورا محوريا في الحفاظ على المودة والتآلف وتقوية الروابط بين الزوجين. يمكن تحقيق ذلك من خلال النصائح التالية:
- الاهتمام بتطوير أساليب التواصل: الإهمال والانشغال بضغوط الحياة والعمل قد يؤدي إلى تباعد الزوجين وشعور أحدهما بعدم اهتمام الآخر. لذا، يجب تعزيز التواصل وتقوية الروابط من خلال تبادل الاهتمامات والمشاعر والصعوبات والطموحات بشكل مستمر.
- التسامح والعفو: بعض العلاقات الزوجية تفشل بسبب عدم القدرة على المسامحة ومنح الفرص، على الرغم من اعتذار الشريك. يجب تقبل الخطأ كجزء من الطبيعة البشرية، وأن العلاقة الزوجية تتطلب تقديم التنازلات لإنجاحها. يمكن معاتبة الشريك بأسلوب لطيف، ثم المضي قدما في الحياة الزوجية بتناغم ومحبة.
- الاحترام المتبادل: يجب على الزوجين احترام وتقدير بعضهما البعض، فالاحترام هو أساس الزواج الناجح. يمكن التعبير عن الاحترام من خلال تذكير الشريك بالمشاعر الجميلة والامتنان لوجوده وتقدير دوره في الحياة.
معالجة النزاعات الزوجية
يجب على الزوجين الاتفاق على طرق صحيحة للتعامل مع الخلافات والصعوبات التي تواجه الأسرة. من بين هذه الطرق:
- تدوين قائمة بالمشاكل الرئيسية التي تهدد استقرار العلاقة، مع إيجاد حلول واقعية والالتزام بالتغيير.
- الاعتراف بالخطأ والسعي لتصحيحه، والوصول إلى اتفاقات بناءة من خلال توضيح أسباب التصرفات وتحمل المسؤولية بصدق.
- التحلي بالهدوء وتجنب الأساليب العدوانية، والتواصل بشكل إيجابي وجدي وصادق لإيجاد حلول منطقية للمشاكل وعدم السماح بتفاقمها.
تنمية العاطفة والمحافظة على الأحاسيس العميقة
قد يكون السبب وراء الانفصال هو فقدان المشاعر والعاطفة التي تدعم استمرار العلاقة. لذلك، يجب إشعار الشريك بالحب والود من خلال:
- ممارسة الأنشطة والهوايات المشتركة التي توطد العلاقة وتكسر الروتين.
- قضاء أوقات هادئة ورومانسية معا بانتظام.
- الاهتمام بالمظهر الشخصي لجذب الشريك.
- المغازلة واستخدام التعابير اللفظية الصريحة ولغة الجسد العفوية للتعبير عن الحب والرغبة في البقاء مع الشريك.
إشراك طرف ثالث للمساعدة
يمكن للزوجين طلب المساعدة من طرف ثالث كوسيط لحل الخلافات الزوجية ومحاولة إنقاذ العلاقة واستعادة التوازن الأسري، عن طريق طلب المشورة من أحد الأقارب أو الأصدقاء المقربين، أو اللجوء إلى مستشار علاقات زوجية لتقييم المشاكل وتقديم الحلول المناسبة أو المساعدة على الانفصال بشكل ودي وسلمي.
إجراءات لطلاق يسوده التفاهم
عندما يصبح استمرار الحياة الزوجية مستحيلا، يمكن الحصول على طلاق سلمي من خلال:
- التأكد من استنفاد جميع المحاولات للحفاظ على العلاقة.
- التزام كلا الوالدين بالبقاء مع أطفالهم وتوعيتهم بأن الطلاق هو الأفضل للجميع.
- في حالة عدم وجود أطفال، يُفضل عدم التواصل مع الطرف الآخر لتجنب إيذاء المشاعر، مع إمكانية بناء علاقة احترام متبادل في المستقبل.
- الاعتراف بالأخطاء والعمل على تطوير الذات للاستعداد لعلاقات جديدة صحية.
- الاعتناء بالنفس وتلقي الدعم من الأصدقاء والعائلة.
مفهوم الطلاق
الطلاق هو إنهاء العلاقة الزوجية بهدف تحقيق الاستقرار النفسي والسعادة الداخلية للطرفين. هو الخطوة الأخيرة التي يلجأ إليها الزوجان عندما تفشل العلاقة في تحقيق الهدف المنشود. قبل اتخاذ هذا القرار المصيري، يجب محاولة إيجاد حلول فعالة لإعادة التوازن للعلاقة واستعادة الحب والتوافق بين الزوجين.
قال تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾ [النساء: 35].