فهرس المحتويات
مقدمة عن أهمية التسمية
تعتبر التسمية من الحقوق الأساسية التي يكفلها الإسلام للمولود، فهي ليست مجرد علامة تعريفية، بل هي عنوان لشخصية الإنسان، ورفعة لذكره. وقد أولى الشرع الإسلامي اهتمامًا بالغًا بآداب وأحكام التسمية، لما لها من تأثير على الفرد والمجتمع. وقد بينت السنة النبوية المطهرة أهمية اختيار الأسماء الحسنة.
الرأي الشرعي في تسمية المولودة بـ “زينة”
الأصل في الأسماء هو الإباحة، ما لم يرد نص شرعي يحرمها. لا يوجد أي مانع شرعي يحول دون تسمية الفتاة باسم “زينة”، وذلك لأنه لا يتضمن أي مخالفة للعقيدة الإسلامية أو القيم الأخلاقية. وقد حثّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على اختيار الأسماء الجميلة للأبناء والبنات، وكان يغير الأسماء القبيحة إلى أسماء حسنة، لما لها من أثر طيب على النفس. فقد ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ وَقالَ: أَنْتِ جَمِيلَةُ”.
دلالات اسم “زينة”
اسم “زينة” هو اسم علم مؤنث عربي، ويعني ما يتزين به الإنسان. وهو جمع “زينات” أو “زين”. وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في مواضع عديدة، مما يدل على جمال معناه وحسنه. من ذلك قوله تعالى في سورة القصص: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ)، وقوله تعالى: (وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، وقوله عزّ وجلّ: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا). وقد يحمل الاسم معنى زينة المرأة بالأخلاق الحميدة والسلوك القويم.
أسماء محظورة في الشريعة الإسلامية
يجب على المسلمين تجنب بعض الأسماء عند تسمية مواليدهم، ومن هذه الأسماء:
- الأسماء التي تختص بأسماء الله الحسنى، مثل “الخالق” أو “الرب”، فلا يجوز التسمي بها على سبيل الإطلاق إلا مع إضافة كلمة “عبد” مثل “عبد الخالق” أو “عبد الرب”.
- الأسماء التي تتضمن معنى التعبيد لغير الله، مثل “عبد النبي” أو “عبد الرسول”. فقد كان اسم الصحابي عبد الرحمن بن عوف “عبد عمرو”، فلما أسلم سماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن.
- الأسماء الخاصة بغير المسلمين، والتي تدل عليهم وتميزهم عن غيرهم. وقد نهى الإسلام عن التشبه بغير المسلمين، لقوله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ تَشبَّهَ بقومٍ فهوَ منهم”.
- الأسماء التي تتعلق بالأصنام أو الطواغيت المعبودة من دون الله، مثل “فرعون” أو “شيطان”.
إرشادات مستحبة في اختيار أسماء المواليد
هناك بعض الأمور التي يستحسن مراعاتها عند اختيار أسماء المواليد:
- تجنب الأسماء التي تنفر منها النفوس، واختيار اسم حسن اللفظ والمعنى، وله وقع طيب على الأذن.
- تجنب الأسماء التي تحمل معاني الإثم والمعصية، مثل “سارق” أو “ظالم”.
- تجنب التسمية بأسماء الملائكة، فقد كره بعض العلماء التسمي بها، مثل “جبريل” أو “إسرافيل”.
- تجنب التسمية بأسماء سور القرآن الكريم، مثل “طه” أو “يس”.
- ينبغي أن يدرك الوالدان أن الاسم سيلازم صاحبه طوال حياته، وأن الاسم الحسن له تأثير إيجابي على نفسية صاحبه. فقد ذكر الماوردي في كتابه نصيحة الملوك: “فإذا وُلِدَ المَولود، فإنَّ مِن أَول كَراماته له، وبِرِّه بِه أن يُحَلِّيَه باسمٍ حسن، فإنَّ للاسم الحَسن مَوقعاً في النفوس مع أول سَمَاعِه”.
- تجنب التسمية بأسماء فيها نوع من التزكية، مثل “برة” أو “مبارك”.
المراجع
- صحيح مسلم.
- إسلام ويب.
- موقع المعاني.
- الإسلام سؤال وجواب.
- تحفة المولود بأحكام المولود لابن القيم.
- صحيح أبي داود.
- شبكة الألوكة الإسلامية.