شرح مبسط لسورة الكوثر للصغار

تفسير مبسط لآيات سورة الكوثر للأطفال. شرح قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}. سبب نزول السورة وفضلها وأهميتها.
المحتويات

توضيح آيات سورة الكوثر

يقول الله -سبحانه وتعالى- في سورة الكوثر: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ). دعونا نتعرف على معنى هذه الآيات الكريمة بشيء من التفصيل:

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ

هذه الآية تعني أن الله -جل جلاله- وهب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الخير الوفير الذي لا ينقطع في الدنيا والآخرة. واستخدام صيغة الماضي في الفعل “أعطيناك” يدل على أن هذا العطاء متحقق ولا شك فيه، سواء في الدنيا أو في الآخرة.

وقد سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه عندما نزلت هذه السورة: (..أتَدْرُونَ ما الكَوْثَرُ؟ فَقُلْنَا اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّه نَهْرٌ وعَدَنِيهِ رَبِّي عزَّ وجلَّ، عليه خَيْرٌ كَثِيرٌ، هو حَوْضٌ تَرِدُ عليه أُمَّتي يَومَ القِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ).

فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ

هذه الآية تأمر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن يخصص صلاته لله وحده، وأن يجعل نحره للأضاحي في عيد الأضحى والهدي في الحج خالصًا لله -تعالى-. وهذا تعبير عن الشكر لله -تبارك وتعالى- على نعمه وعطاياه للنبي -صلى الله عليه وسلم-.

إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ

هذه الآية تعني أن من يبغضك يا محمد هو المنقطع عن كل خير في الدنيا والآخرة، أو هو الذي لا يبقى له ذكر حسن بعد موته. وهذا حكم عام يشمل كل من يبغض النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنه سينقطع عن الخير.

الدافع وراء تنزيل سورة الكوثر على النبي

كانت قبيلة قريش تفتخر بكثرة الأبناء الذكور. وعندما توفي أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم-، القاسم في مكة وإبراهيم في المدينة، فرح الكفار بذلك، ومنهم العاص بن وائل الذي قال إن النبي أصبح “أبتر”. كان الكفار يسعدون بأي مصيبة أو محنة تصيب المؤمنين.

فنزلت هذه السورة لتبشر النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بأن الدين سينتصر، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوي ومنتصر رغم كل شيء. وكانت السورة بمثابة مواساة للرسول ولأصحابه -رضوان الله عليهم-.

معلومات أساسية عن سورة الكوثر

فيما يلي بعض الحقائق والمعلومات العامة عن سورة الكوثر:

  • سميت بسورة الكوثر نسبة إلى ذكر “الكوثر” فيها.
  • تسمى أيضًا بسورة النحر.
  • نزلت هذه السورة بعد سورة العاديات، وسورة العاديات نزلت في الفترة بين بدء الوحي والهجرة إلى الحبشة.
  • تعتبر أقصر سورة في القرآن الكريم.
  • عدد آياتها ثلاث آيات فقط.
  • تذكر السورة النعم التي أنعم الله بها على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا، مثل الوحي والرسالة، وفي الآخرة، مثل نهر الكوثر.
  • تركز السورة على تذكير النبي -صلى الله عليه وسلم- بنعم الله عليه، مما يستوجب شكر الله -تعالى-.
  • تخبر السورة بهلاك الأعداء وزوالهم وانقطاع أثرهم.

وقد ورد في سبب نزول سورة الكوثر ما قاله الصحابي أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (غْفَي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إغفاءةً ، فرفعَ رأسَه مُتَبَسِّمًا فإما قال لهم ، وإما قالوا له: يا رسولَ اللهِ لم ضحكتَ ؟ فقال: إنه أُنزِلَت عليَّ آنفًا سورةٌ فقرأَ بسم الله الرحمن الرحيم ، إنا أعطيناك الكوثرَ حتى ختمَها فلما قرأها قال: هل تدرُون ما الكوثرُ ؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: فإنه نهرٌ وعدنِيه ربِّي عز وجل في الجنةِ ، وعليه خيرٌ كثيرٌ ، عليه حوضٌ ترِدُ عليه أمتِي يومَ القيامةِ ، آنِيَتُه عددُ الكواكبِ).

الخلاصة: سورة الكوثر تحمل بشرى من الله للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالخير الدائم في الدنيا والآخرة، وتبشره بزوال أعدائه وانقطاع ذكرهم.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تحليل وتدبر سورة الكوثر

المقال التالي

تدبرات في سورة الليل

مقالات مشابهة