فهرس المحتويات
نبذة عن حياة عبد الله بن عمر |
إسلامه ومسيرته الجهادية |
علم عبد الله بن عمر وروايته للحديث الشريف |
منارات فضيلة ومناقب |
وفاة الصحابي الجليل |
المراجع |
رحلة حياة عبد الله بن عمر
كان عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، صحابياً جليلاً من قريش، ولد في مكة المكرمة في السنة الثالثة من البعثة النبوية الشريفة.[1] لقب بأبي عبد الرحمن، وأمه هي زينب بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون رضي الله عنهم، وأخته هي حفصة بنت عمر رضي الله عنها، إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم. وصف بأنه رجل طويل، كان شعره يتدلى على كتفيه، وكان يُصبغه بالحناء، وكان يحلق شاربه باستمرار حتى يظهر جلده.[2]
إسلامه ونضاله في سبيل الله
أسلم عبد الله بن عمر في سن مبكرة مع أبيه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. هاجر إلى المدينة المنورة وهو ابن عشر سنوات، لم يبلغ سن الرشد آنذاك. لم يشارك في غزوة بدر وأحد لصغر سنه، بدأت مشاركاته الجهادية في غزوة الخندق، ثم شارك في فتح مكة، وغزوات مؤتة واليرموك واليمامة والقادسية وجلولاء، كما شارك في فتح مصر وبلاد المغرب. رفض المشاركة في الفتن التي عصرتها، وعُرضت عليه الخلافة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، لكنّه رفضها، وكذلك رفض منصب القضاء بسبب انشغاله بطلب العلم.[2]
إرث علمي غزير
اشتهر عبد الله بن عمر بعلمه الواسع وفهمه العميق في الفقه، نتيجة ملازمته الدائمة للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان من أُعلام الصحابة في أحكام الحج، وكان الناس يستفتونه في أمورهم، وقد استمر في إفتاء الناس في المدينة المنورة ستين سنة، مع حرصه الشديد على التورع عن الفتوى فيما لا يعلم.[3]
كان من أكثر الصحابة رواية للأحاديث النبوية، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، وعمر، و عثمان، وعلي رضي الله عنهم، وغيرهم. روى عنه العديد من التابعين مثل سعيد بن المسيب، وثابت البناني، وطاووس، والزهري، ومحمد بن سيرين، ونافع، ومجاهد وغيرهم.[4] له مسندٌ خاصٌّ ضمّ ألفين وستمائة وثلاثين حديثاً، كما له أحاديث كثيرة في صحيح البخاري (81 حديثاً) وصحيح مسلم (31 حديثاً).[5]
صفات حميدة ومكارم أخلاق
نشأ عبد الله بن عمر في بيتٍ من بيوت الصحابة الكرام، وتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير، وقد تميز بالعديد من الفضائل والمناقب، من أهمها: حرصه الشديد على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، إلى درجة أنه كان يجلس ويصلي في المكان الذي كان يجلس ويصلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم، بل وحتى أنه كان يستظل بشجرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يستظل بها، وكان يسقيها الماء ويعتني بها.[6]
كان شديد الحذر من الإفتاء، رغم علمه الواسع، فكان يتجنب الإفتاء فيما لا يعلم، وإذا سئل عن شيء لا يعرفه، كان يقول: “لا أعلم”. كان تقيّاً ورعاً، تأثّر بالقرآن الكريم تأثراً شديداً، لدرجة أنه كان يبكي بكاءً شديداً عند سماع الآيات التي تتضمن وعيداً أو تهديداً، روي أنه بكى عند قراءة قوله تعالى: (أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)[7] حتى غشي عليه.[6]
كان زاهداً في الدنيا، لم يطمع في منصب أو مال، وقد رفض الخلافة والقضاء. كان قواماً متهجداً كثير الصلاة في الليل، كريماً عطوفاً على الفقراء، محباً للجهاد، حريصاً على وحدة المسلمين، لم يشارك في قتال المسلمين، ولم يرفع سلاحاً في وجه مسلم، ولم ينشق عن إمام، ولم يمتنع من أداء الزكاة.[8]
رحمة الله عليه
روي أن الحجاج بن يوسف الثقفي دسّ له رجلاً أراد قتله برمح فيه سم، فواجهه عبد الله بن عمر رضي الله عنه، وطعنه في قدمه، فتوفي رحمه الله متأثراً بالسم. توفي في نهاية السنة الثالثة والسبعين للهجرة، وقد بلغ من العمر سبعين وثمانين سنة، أو خمساً وثمانين سنة، وهو آخر من مات من الصحابة في مكة المكرمة. دفن في مكة المكرمة في مكان يُدعى فخ، وهو ما يُعرف اليوم بحي الزاهر.[9, 10]
المصادر
- [1] مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 661-662.
- [2] ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 114-116، جزء 6.
- [3] الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 221-222، جزء 3.
- [4] مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 466.
- [5] حوّى، الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية، صفحة 1821-1822، جزء 4.
- [6] محمد، رجال حول الرسول، صفحة 72-76.
- [7] سورة المطففين، آية 4-6
- [8] مستو، عبد الله بن عمر الصحابي المؤتسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، صفحة 211-213.
- [9] ابن قتيبة الدينوري، المعارف، صفحة 185.
- [10] حوّى، الأساس في السنة وفقهها، صفحة 822.