جدول المحتويات
- أسماء سورة التحريم
- سبب نزول سورة التحريم
- ارتباط سورة التحريم بما قبلها وما بعدها
- موضوعات سورة التحريم
- المراجع
أسماء سورة التحريم
حظيت سورة التحريم بعدة أسماء تشير إلى محتواها وأبرز جوانبها. أُطلق عليها اسم “سورة التحريم” لِما ذُكر فيها من تحريم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على نفسه ما أُحلّ له،[١] وهذا هو الاسم الأكثر شيوعًا. كما تُعرف بـ”سورة النبيّ” [٢] نسبةً إلى هذا الحدث.
وتُسمّى أيضًا بسورة “لمَ تُحرِّم”،[٣] مستلهمة بداية السورة حيث يقول الله -تعالى-:(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكَ)،[٤] ويُشير هذا الاسم إلى سؤال الله -تعالى- للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حول تحريمه ما أحلّه الله له.
وأخيرًا، تُسمّى “سورة النّساء” لِما اشتملت عليه من الحديث عن الخصومة التي نشبت بين نساء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[٥]
سبب نزول سورة التحريم
تُرجّح المصادر أنّ سبب نزول سورة التحريم يعود إلى أحد هذين السببين:
* **الغيرة والمنع:** يُذكر أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان قد جامع زوجته ماريّة القبطيّة في بيت حفصة، إلّا أنّ كل من عائشة وحفصة -رضيَ الله عنهما- كانتا تحاولان منعه عنها بدافع الغيرة حتى حرّمها على نفسه. [٦] وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن أنس بن مالك -رضيَ الله عنه- قال:(أنَّ رسولَ اللهِ كانت له أمَةٌ يطؤُها، فلم تزَلْ به عائشةُ وحفصةُ، حتَّى حرَّمها على نفسِه، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكَ إلى آخرِ الآيةِ).[٧][٨] * **الرائحة والمنع:** يُذكر أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان قد شرب عسلاً عند زوجته زينب بنت جحش -رضيَ الله عنها-، فاتّفقت عائشة وحفصة -رضيَ الله عنهما- أن تقول كلّ واحدة منهما لرسول الله حال دخوله عليها أنّها تشتمّ منه رائحة مغافير -وهو صمغ حلو له رائحة كريهة[٩]-، فحصل ذلك حتى حرّمه رسول الله على نفسه.[١٠] وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن عائشة أمّ المؤمنين -رضيَ الله عنها- قالت:(أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بنْتِ جَحْشٍ، ويَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلًا، فَتَوَاصَيْتُ أنَا وحَفْصَةُ: أنَّ أيَّتَنَا دَخَلَ عَلَيْهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلْتَقُلْ: إنِّي أجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ، أكَلْتَ مَغَافِيرَ، فَدَخَلَ علَى إحْدَاهُمَا، فَقالَتْ له ذلكَ، فَقالَ: لَا، بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بنْتِ جَحْشٍ، ولَنْ أعُودَ له فَنَزَلَتْ: {يَا أيُّها النبيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أحَلَّ اللَّهُ لَكَ}).[١١]
يُذكر أنّ معنى التّحريم في هذه الآية (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكَ)،[٤] هو منع النّفس وحظرها عمّا أُحلّ لها، وهو أمر لا إثم فيه، وهذا على خلاف معنى اعتقاد الحلال حراماً.[١٢]
ارتباط سورة التحريم بما قبلها وما بعدها
يُلاحظ أنّ سورة التحريم مرتبطة بسورة الطّلاق التي تسبقها من خلال ثلاثة أوجه:
* **افتتاح الخطاب:** يُفتتح كل من السّورتين بخطاب الله -تعالى- للنبيّ: “يا أيّها النبيّ”.
* **الأحكام النسائية:** تُناقش كل من السّورتين أحكامًا ومواقف خاصة بالنساء.
* **تحريم ما أحلّ الله:** تتحدث كل من السّورتين عن سُبل تحريم ما أحلّ الله -تعالى-؛ كالطّلاق في سورة الطّلاق، والإيلاء في سورة التّحريم، -والإيلاء: هو حلف الرّجل بالله -تعالى- على عدم وطئ زوجته-.[١٤]
كما تُظهر سورة التحريم صلة بسورة الملك التي تليها من خلال:
* **قدرة الله:** تتحدّث سورة التّحريم عن قدرة الله -تعالى- وتأييده لرسوله في مواجهة تآمر زوجَتيه عليه، وفي سورة الملك يتحدّث الله -تعالى- عن قدرته العظيمة وملكه للسّماوات والأرض.
* **الأمثلة:** تُذكر في نهاية سورة التّحريم أمثلة للكافرين؛ كامرأتي نوح ولوط، وأمثلة للمؤمنين؛ كامرأة فرعون ومريم ابنة عمران، وهو ما يتماشى مع موضوع قدرة الله -تعالى- وتدبيره في خلقه، الذي يُناقشه الله -تعالى- في سورة الملك.
موضوعات سورة التحريم
تُناقش سورة التحريم العديد من الموضوعات الهامة، منها:
* **حياة النبي:** تُسلّط السورة الضوء على جانب من جوانب حياة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وتُعاب عليه من قبل الله -تعالى- لتحريمه ما أحلّه له.
* **العمل الصالح:** تحثّ السورة المؤمنين على الإقدام على العمل الصّالح، والإكثار من التوبة والإنابة إلى الله -تعالى-.
* **الأمثلة:** تُذكر أمثلة للكافرين؛ كامرأتي نوح ولوط، وأمثلة للمؤمنين؛ كامرأة فرعون ومريم ابنة عمران، وذلك بهدف الاتّعاظ والاعتبار.[٥]