سمات مميزة لشهر رمضان المبارك

أبرز السمات التي تميز شهر رمضان: الصيام كفريضة، مضاعفة الأجر، نزول القرآن الكريم وليلة القدر، صلاة التراويح، والاجتهاد في العشر الأواخر.

فرضية الصيام في شهر رمضان

يُعتبر الصيام الركن الأساسي والميزة الأهم في شهر رمضان، حيث أنزل الله عز وجل الصيام كفرض على كل مسلم ومسلمة، كما فرضه على الأمم السابقة، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]. في بداية الأمر، كان الصيام اختيارياً مع إمكانية الفدية، ثم أصبح إلزامياً دون تخيير، كما جاء في قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185].

يبدأ شهر رمضان بإحدى طريقتين: إما برؤية الهلال بشكل واضح، أو بشهادة شخص واحد عدل. وفي حال وجود غيوم تحجب رؤية الهلال، يجب إكمال شهر شعبان ثلاثين يوماً، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ﴿صوموا لرُؤيتِهِ، وأفطِروا لرؤيتِهِ، فإن غُمَّ عليكُم فاقدُروا ثَلاثينَ﴾.

وقد منح الله الصائم فرحتين: الأولى عند الإفطار، لإتمامه عبادة الصيام وزوال الجوع، والثانية يوم القيامة، لنيل أجر الصيام. كما أن الصيام في رمضان يساهم في مغفرة الذنوب، وفتح أبواب الجنة، وإغلاق أبواب النار، وتقييد الشياطين، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: ﴿إذا كانَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الرَّحْمَةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ﴾.

أوجه التميز في شهر رمضان

تزايد ثواب الأعمال في رمضان

في هذا الشهر الفضيل، يضاعف الله سبحانه وتعالى الأجر والثواب للمؤمنين. ومن بين الأعمال التي تضاعف أجورها:

  • الصدقة: اقتداءً بالنبي -عليه الصلاة والسلام- الذي كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، كما ورد: ﴿كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ﴾. ويشمل الجود كل أشكال العطاء والإنفاق في سبيل الله.
  • العمرة: تعدل العمرة في رمضان أجر الحج، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ﴿مرةٌ في رمضانَ؛ تعدِلُ حجَّةً معي﴾. وتعتبر من أفضل الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها في هذا الشهر.
  • مضاعفة أجر الصيام: إن صيام رمضان في وقته يعتبر واجباً مضاعف الأجر، حيث يحصل الصائم على أجر الصيام بالإضافة إلى أجر فضيلة الشهر الكريم.

بدء نزول القرآن وليلة القدر

اختص الله شهر رمضان بليلة القدر، وهي الليلة التي يبدأ فيها نزول القرآن إلى السماء الدنيا، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4]. وهي الليلة التي بدأ فيها نزول القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، كما جاء في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: 1]. العبادة في هذه الليلة أفضل من العبادة في ألف شهر، كما قال تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر: 3].

ومن علاماتها كما روي عن ابن عباس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ﴾. وهي تقع في العشر الأواخر من رمضان، وقيامها يغفر ما تقدم من الذنوب. كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يعتكف العشر الأواخر من رمضان لإدراكها وفضلها، ويأمر أهله بالقيام، ويستحب الإكثار من الدعاء فيها.

فضل صلاة التراويح

خص الله شهر رمضان بصلاة التراويح، وهي تعبير عن تقديم رغبة الله على رغبات النفس، وتملأ القلب بالإيمان، وتزيد من لذة سماع القرآن، وتشغل النفس بالطاعات، وتعوّد الجوارح على العبادة.

صلاة التراويح سنة مؤكدة للرجال والنساء، وثبتت بفعل النبي -عليه الصلاة والسلام-. يسن أداؤها جماعة في رمضان، وسميت بالتراويح لأن الناس يستريحون بعد كل أربع ركعات بعد إطالة القراءة. يبدأ وقتها بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.

أهمية العشر الأواخر

كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يجتهد في العشر الأواخر من رمضان أكثر من غيرها، وكان يعتكف في المسجد. وقد ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- في حديث عائشة -رضي الله عنها-: ﴿كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ﴾.

وذلك لإدراك ليلة القدر التي أخفاها الله عن عباده ليجتهدوا في العشر الأواخر بالعبادة والذكر والدعاء، وليزدادوا قرباً من ربهم. كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يعتزل نساءه فيها، ويوقظهن للقيام، وينقطع عن الدنيا ومشاغلها، ويتفرغ للعبادة والطاعة لأن الاعتكاف من أنفع العبادات في إصلاح القلب والتخلص من الهموم.

مزايا خاصة بشهر رمضان

يتميز شهر رمضان بالعديد من الفضائل، ومنها:

  • اختصاص فريضة الصيام به دون غيره من الشهور، وصيامه يكفر الذنوب، وتفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتسلسل الشياطين، كما ورد في الحديث الشريف.
  • رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ﴿لخُلوفُ فمِ الصائمِ أطيبُ عِندَ الله تعالى منْ ريحِ المِسكِ﴾، وهو شهر يعلم الصبر ويزيل الحقد من القلوب.
  • جعله الله شهر البركات والمواساة وسيد الشهور، ويضاعف فيه أجر الصيام لمن فطر صائماً، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ﴿من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائمِ شيئًا﴾.
Total
0
Shares
المقال السابق

سمات شعر نازك الملائكة

المقال التالي

تعريف بشوكيات الجلد: أنواعها وخصائصها

مقالات مشابهة